للمرة الاولى منذ 2001، شهدت الميزانية العامة لوزارة الدفاع الاميركية انخفاضا طفيفا بسبب الانسحاب الاميركي من العراق غير ان نفقات تجهيز الجيش والافراد ارتفعت وذلك للتصدي لمختلف التهديدات. وبلغت قيمة مشروع موازنة البنتاغون 671 مليار دولار للعام 2012، مقابل 708 مليارات طلبتها ادارة اوباما العام الماضي. وبذلك فان ميزانية وزارة الدفاع الاميركية التي تضاعفت منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، شهدت انخفاضا بسيطا وللمرة الاولى منذ تلك الاعتداءات والحرب على الارهاب التي تلتها وغزو العراق في 2003. غير ان هذا الانخفاض المضلل يعود فقط الى الخفض "اللافت نسبيا" بحسب وزير الدفاع روبرت غيتس، لتكلفة العمليات في العراق وافغانستان. وستبلغ كلفة هذه العمليات في ميزانية 2012 ما قدره 117,8 مليار دولار اي اقل ب 41,5 مليار دولار مقارنة مع السنة الماضية (-26%). وقال وزير الدفاع الاميركي ان ذلك "يعكس الانسحاب المرتقب للقوات من العراق بحلول نهاية الفصل الاول من السنة المالية للعام 2012 (نهاية 2011) وتراجعا متواضعا لتمويل العمليات في افغانستان". ويفترض ان تبدأ الولاياتالمتحدة في تموز/يوليو سحب قسم كبير من قواتها المنتشرة في افغانستان والبالغ عددها 97 الف عنصر. لكن باستثناء العمليات الخارجية، فان موازنة الدفاع "العادية" تواصل ارتفاعها فقد طلبت ادارة اوباما الاثنين 553 مليار دولار من الكونغرس للعام 2012 مقابل 548 السنة الماضية. ويتوقع ان يكون ارتفاع ميزانية الدفاع اعلى من مستوى التضخم في السنوات القادمة. واعتبر غيتس ان هذه الميزانية "معقولة ومسؤولة وقابلة للاستمرار" وتشمل "الحد الادنى لنفقات الدفاع الضرورية" للمساح للجيش الاميركي بمواجهة مختلف التهديدات في هذه الفترة التي تتميز بالضغط على الميزانية للقضاء على العجز الفدرالي. ويتوقع ان يتم اقتصاد 154 مليار دولار بحلول 2016 وذلك عبر اعادة هيكلة او التخلي عن برامج تسلح وخفض نفقات التشغيل منها 78 مليار دولار ستستخدم لخفض عجز الميزانية. وتنقسم آراء النواب خصوصا الجمهوريين، ازاء ميزانية الدفاع حيث يطالب بعضهم باقتطاعات واضحة في حين يعرب البعض الاخر عن مخاوف من ان يهدد ضعف زيادة نفقات الدفاع القدرات العسكرية للبلاد. ويقول وينسلو ويلر الخبير في مركز الاعلام لشؤون الدفاع ان ميزانية 2012 "هي نفسها اجمالا". ويضيف لورين تومسون الخبير في معهد ليسنتون ان الميزانية تظهر ان النواب والادارة ليسا "مستعدين للقيام بتضحيات كبرى". ومن 113 مليار دولار مقررة لتجهيز القوات سيتم تخصيص 4,8 مليارات للطائرات بدون طيار. كما تنوي وزارة الدفاع انفاق عشرة مليارات دولار لشراء مروحيات جديدة و20 مليار دولار لشراء بوارج وغواصات و2,3 مليار دولار للامن الالكتروني و3,7 مليارات دولار لتصميم طائرة قاذفة جديدة بنطاق عملاني واسع.