القاهرة (رويترز) - نظم الاف العمال المصريين يوم الخميس اضرابات واعتصامات واحتجاجات للمطالبة بتحسين الاجور وظروف المعيشة مما يزيد الضغط على الرئيس حسني مبارك في اليوم الذي يرجح أن يعلن فيه تنحيه فيما يبدو. وحتى الآن تحمل الاضطرابات العمالية ملمحا من الانتهازية حيث يضغط العمال لتنفيذ مطالبهم في الوقت الذي تنشغل فيه الحكومة بالاحتجاجات المناهضة لمبارك. وجرأت الاحتجاجات المناهضة للحكومة المستمرة منذ اكثر من أسبوعين العمال المصريين على الضغط لتنفيذ مطالبهم التي طال عليها الامد. وقال جمال سلطان من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان هذه قد تكون الموجة الثانية لهذه الثورة وأضاف أن من المؤكد أنها ستخلق واقعا جديدا يتعين أن تتعامل اي حكومة مستقبلية معه. وقال نشطاء يدعون للديمقراطية ويأملون في اقامة علاقات مع العمال الغاضبين انهم يشكلون لجانا هدفها تنظيم اضرابات ومسيرات وعمليات سيطرة سلمية على بعض المباني الحكومية دون دفع السلطات الى اتخاذ اجراءات انتقامية عنيفة. وقال الناشط يحيى متولي في ميدان التحرير بوسط القاهرة انه يجب أن يتحرك المحتجون بسرعة وأن يتمسكوا بالمكاسب التي حققوها حتى الان. وأثرت الاحتجاجات الاخيرة على شركات وهيئات حكومية تعمل في مجالات النقل العام والسكك الحديدية وانتاج الاغذية والمنسوجات فضلا عن قطاعي الكهرباء والنفط وقطاعات أخرى. وأغلق عشرات من عمال الانفاق نفق صلاح سالم نحو الساعة الثانية عشرة ظهرا حاملين لافتات تطالب بتحسين عقودهم. وأضرب ما يصل الى ثلاثة الاف من العاملين في شركة حكومية للنفط والغاز بمدينة الاسكندرية بشمال مصر بسبب الرواتب والاوضاع. كما نظم موظفو الشركة المصرية للاتصالات مظاهرات. وطالب نحو 150 من العمال المؤقتين في مطار القاهرة بعقود ثابتة وتحسين ظروف العمل. ونقل التلفزيون عن وزير المالية قوله ان كل من يعمل بعقد مؤقت منذ ثلاث سنوات سيتم تثبيته وان كل من يعمل بعقد مدته ثلاثة اشهر سيحصل على عقد مدته عام قابل للتجديد. وفي مؤشر إلى امتداد الاضرابات إلى مناطق هادئة نسبيا من مصر ذكرت قناة الجزيرة الفضائية أن عمالا في مدينتي سوهاج واسيوط بالصعيد نظموا اعتصامات في شركات للمنتجات الصيدلية والغاز والكهرباء. وقال سلطان من مركز الاهرام ان تعهد الحكومة هذا الاسبوع بزيادة رواتب الموظفين الحكوميين بنسبة 15 في المئة لم ينجح فيما يبدو في تهدئة اي عدد يذكر من العمال. لكن لم يتضح بعد ما اذا كانت النقابات والعمال سيستطيعون تحويل مطالب اقتصادية معينة الى دعوة موحدة للتحرك السياسي. وقال حسام الحملاوي الناشط المطلع على الحركات العمالية ان العمال رفعوا مطالبهم ولم يذكروا كلمة "ثورة" لكن هناك تواز بدأ ينشأ ولا يمكن الفصل بين مزاج حركتم وبقية البلاد. وقالت رباب المهدي استاذ العلوم السياسية واحد منظمي "لجان الدفاع عن الثورة" ان العصيان المدني قد يؤدي تدريجيا الى اصابة البلاد بالشلل. وأضافت أن هناك مظاهرات في أنحاء البلاد واستيلاء على مبان حكومية وان هناك خططا لتنظيم اضرابات مؤقتة مضيفة أن اللجان تعتمد في الاساس على النقابات المهنية والاتحادات العمالية.