توقَّع خبراء في مركز بي بي سي للطقس أن يكون شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي الشهر الأبرد منذ أن بدأ تسجيل الأرقام القياسية في البلاد في عام 1910. وقالوا إن الطقس في عموم بريطانيا قد يصبح بالغ البرودة يوم عيد الميلاد الحالي، إذ يُتوقَّع أن تهبط درجال الحرارة خلال الليل إلى 17 مئوية درجة دون الصفر في منطقة ووستر ، وحتى 18 درجة مئوية تحت الصفر في منطقة ألتناهارا شمالي اسكتلندا. ونبَّه خبير الأرصاد الجوية في بي بي سي، ليام داتن، إلى أن طقساً سيئاً يسود غربي اسكوتلندا بسبب الجليد. كما حثَّت وكالة الطرق السريعة السائقين على توخِّي الحذر خلال قيادتهم لسياراتهم في ظروف الطقس السيئة. وقد انخفضت درجات الحرارة في البلاد بشكل ملحوظ خلال الليل الفائت، إذ بلغت 17 درجة مئوية تحت الصفر في منطقتي بيرشور و وورس ، و15 درجة تحت الصفر في كاسلديرج و كاونتي تايرون و11 درجة تحت الصفر في ليمنج الواقعة شمال يوركشير . وتوقع خبراء الطقس أن تتساقط الثلوج خلال يوم عيد الميلاد في أجزاء معينة من اسكتلندا وربما شمال إنجلترا. ومع توقعه بأن يصبح ديسمبر الشهر الأبرد في بريطانيا خلال أكثر من قرن من الزمن، قال داتن إنه يتنبَّأ أن تشهد بقية مناطق البلاد ليلة عيد الميلاد بشكل عام طقسا جافا وصافيا مع سحب ضباب متفرقة قد تصل إلى درجة التجمُّد في بعض المناطق. ورغم الحديث عن برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، فقد تحدى بعض البريطانيين الجليد، فوصل أعضاء نادي سيربينتاين للسباحة إلى حديقة الهايد بارك وسط العاصمة لندن ليجدوا أن سباق عيد الميلاد للسباحة في الهواء الطلق لمسافة 100 متر في بحيرة سيربينتاين قد تم إلغاؤه. ورغم ذلك، فقد قفز حوالي 40 شخصا من أعضاء النادي في مياه منطقة كُسر فيها الجليد في البحيرة المتجمدة. وقال سكرتير النادي، برايان توماس: لقد قمنا بغطسة سريعة، وخضنا وسط الجليد لمسافة قصيرة. لقد كانت المياه باردة للغاية، ولكنها كانت منشِّطة أيضا . ومع انخفاض درجات الحرارة إلى معدلات قياسية وسقوط كميات غير مسبوقة من الثلوج على معظم مناطق البلاد، فقد برز الحديث عن العرقلة الكبيرة في وسائل المواصلات خلال الأيام القليلة الماضية في عموم بريطانيا. فقد أُلغي الكثير من رحلات القطارات والرحلات الجوية، وأُغلقت الطرقات الرئيسية بسبب تراكم الثلوج. وكان اللافت تلك العرقلة الكبيرة التي حدثت في مطار هيثرو الدولي، حيث أُلغي العديد من الرحلات، مما اضطر بعض المسافرين إلى المبيت لأيام على أرضية مبنى المطار في ظروف صعبة وبلا أغطية. ولم تكن بريطانيا لوحدها التي عانت من طقس قارس البرودة خلال الشهر الجاري. فقد أُلغيت الآلاف من رحلات الطيران والقطارات في أنحاء أوروبا أيضا بسبب الثلوج، ممَّا أدى إلى حصار المزيد من المسافرين. فقد شهدت رحلات القطار السريع يوروستار بين بريطانيا وفرنسا وبلجيكا ارتباكا شديدا، وتوقفت الرحلات على خط تاليس بين فرنسا وبلجيكا.