تعتمد استونيا في الاول من كانون الثاني/يناير العملة الاوروبية في قرار يثير استياء بعض السكان لكن الحكومة تعتبره مفيدا لاقتصاد البلاد على الرغم من الوضع السيء الذي يواجهه اليورو. ومنتصف ليل الجمعة السبت، سيودع 1,3 مليون استوني الكورون العملة التي اعتمدت في 1992 بدلا من الروبل السوفياتي. وبذلك سيصبح هذا البلد الواقع على البلطيق العضو السابع عشر في منطقة اليورو والدولة الشيوعية السابقة الثالثة التي تتبنى اليورو، بعد سلوفينيا في 2007 وسلوفاكيا في 2009. وتشير معظم استطلاعات الرأي الى ان حوالى خمسين بالمئة من الاستونيين يؤيدون هذا التغيير الذي يعارضه اربعون بالمئة منهم. ويخشى البعض ارتفاعا في الاسعار ويشعرون بالقلق من الصعوبات التي يواجهها اليورو، بينما يؤكد استونيون انهم آسفون على عملتهم الوطنية التي ولدت بعد حوالى سنة من انفصالهم عن الاتحاد السوفياتي. وامام جناحها في سوق العاصمة الاستونية تالين، تذكرت انا بايلوك وهي في الاربعين من العمر، المشاعر التي رافقت تبني الكورون. وقالت لفرانس برس "فهمت ما يعنيه لاستونيا تبني عملة خاصة بها". واضافت ان "معظم زبائننا اليوم سياح يطلبون الاسعار باليورو وفي رأسي آلة حاسبة لاسعار صرف الكورون مقابل اليورو". واضافت "لا ارى ما هو الامر الجيد الذي يمكن ان يجلبه اليورو واشعر بقلق من ان تضر مشاكل مناطق اليورو باقتصاد استونيا". وتم ربط الكورون منذ ولادته بالمارك الالماني اولا ثم منذ 2002 باليورو الذي كان قد طرح حديثا بسعر 15,6466. واشارت الفي بولوسما المتقاعدة التي تبلغ من العمر 71 عاما الى عامل نفسي آخر مرتبط بالانتقال الى اليورو. وقالت "اشعر كانني افقد كل مدخراتي. املك حاليا مئة الف كورون في حسابي هي مدخراتي طوال حياتي اردت ان اتركها لاحفادي. على ماذا ساحصل؟ اقل بقليل من ستة آلاف يورو". وفي نظر حركة صغيرة مشككة في جدوى الاتحاد الاوروبي، يشبه اعتماد اليورو في وقت تغرق فيه بعض اعضاء المنطقة مثل اليونان في الازمة يشبه الصعود على متن السفينة تايتانيك. اما حكومة يمين الوسط الاستونية فترى انه مؤشر مهم للمستثمرين لهذا البلد الذي اصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي في 2004 . وكانت استونيا التي توصف بانها "نمر البلطيق" نظرا لانتقالها السريع من اقتصادي مركزي الى اقتصاد السوق في التسعينات ولنموها الكبير، حاولت اعتماد اليورو في 2007 لكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف بسبب معدل تضخم مرتفع جدا. وقد تأثرت بعد ذلك بالازمة العالمية. ولاحترام معايير ماستريشت، اعتمدت الحكومة سلسلة من الاجراءات التقشفية. وقال رئيس الوزراء الاستوني اندروس انسيب لفرانس برس ان "استونيا تنتقل الى اليورو بفضل سياستها الميزانية الصارمة"، مؤكدا ارادته في متابعة الاصلاحات. من جهتها، قالت الناطقة باسم الحكومة لينا كيرسنا لفرانس برس ان انسيب سيحتفل باعتماد اليورو منتصف ليل الجمعة السبت بسحب ورقة نقدية من فئة الخمسة يورو من موزع آلي اقيم لهذه المناسبة في دار الاوبرا الوطنية في تالين. واكد الرئيس الاستوني توماس هندريك ايلفز لفرانس برس "بدخول منطقة اليورو، تنظم استونيا مجددا الى اوروبا". وستبقى الكورون متداولة مع اليورو حتى منتصف كانون الثاني/يناير. ويمكن استبداله في بعض المصارف حتى نهاية 2011 ولفترة غير محددة في المصرف المركزي الاستوني.