سول (رويترز) - أعلنت كوريا الجنوبية يوم الاربعاء عن مناورات عسكرية برية وبحرية تتضمن تدريبات ضخمة بالذخيرة الحية قرب كوريا الشمالية في وقت كان التوتر في شبه الجزيرة الكورية قد بدأ ينحسر بعد هجوم بيونجيانج على جزيرة كورية جنوبية. ويشارك في التدريبات البرية التي تبدأ يوم الخميس ويرجح ان تثير غضب كوريا الشمالية أكثر من 30 قطعة مدفعية ذاتية الحركة وست مقاتلات ومنصات متعددة الفوهات لاطلاق الصواريخ و800 جندي يمثلون أكبر عدد من الافراد يشاركون في تدريب منفرد في وقت السلم. وتشير التدريبات بحجمها وتوقيتها بعد تدريب أجري يوم الاثنين بالذخيرة الحية الى ان الرئيس الكوري الجنوبي المحافظ لي ميونج باك ينظر الى مدى سياسي أبعد باتخاذه موقفا عسكريا متشددا بدلا من العودة الى الحوار على الرغم من مبادرات بيونجيانج. وتعرضت حكومة لي لانتقادات شديدة في الداخل بعد ان رأى البعض أن ردها على قصف كوريا الشمالية لجزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية الشهر الماضي اتسم بالضعف. وقال البريجادير جنرال جو اون شيك في بيان "سنوجه للشمال ضربة موجعة بالتأكيد اذا حاول تكرار موقف مثل القصف المدفعي ليونبيونج." ووصفت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية التدريبات بالذخيرة الحية بأنها أكبر مناورات على الاطلاق. لكن وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في واشنطن وصفت التدريبات بأنها روتينية ومقررة سلفا وقالت انه لن يشارك فيها أي من الجنود الامريكيين المتمركزين في كوريا الجنوبية وعددهم نحو 28 ألفا. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ديف لابان "انها تدريبات عادية وروتينية في ساحات تدريب معتمدة. بعض التقارير التي اعتبرتها أكبر تدريبات زائفة." وفي البيت الابيض قال المتحدث روبرت جيبز ان ادارة أوباما لا تتوقع ان تثير التدريبات العسكرية ردا من جانب كوريا الشمالية. وأضاف جيبز "ان تدريبات معلنة مسبقا وتجرى بشفافية وذات طابع دفاعي ينبغي ألا تثير بأي حال رد فعل من كوريا الشمالية." ولم يصدر اي رد فعل من كوريا الشمالية. ولم تتطرق وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية التي عادة ما تنتقد الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان الى ذكر التدريبات مع أنها بثت تقريرا وصفت فيه مشرعا أمريكيا ينتقد بيونجيانج بأنه "حثالة" و"جاهل سياسيا". وقال مسؤول اعلامي في وزارة الدفاع ان كوريا الجنوبية بدأت يوم الاربعاء أيضا تدريبات بحرية بالذخيرة الحية تستمر ثلاثة ايام قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية. ولم يذكر تفاصيل لكن وكالة يونهاب للانباء قالت ان التدريبات تجرى على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوبي الحدود البحرية مع كوريا الشمالية ويشارك فيها ما لا يقل عن ست قطع بحرية. وعرضت كوريا الشمالية هذا الاسبوع السماح بعودة مفتشي الاممالمتحدة المعنيين ببرنامجها الخاص بالتسلح النووي مما أدى الى تكهنات بشأن استئناف المحادثات السداسية لنزع سلاحها. وتنفس العالم الصعداء لمرور الازمة. ولم يخف الجيش الكوري الجنوبي ان التدريبات استعراض للقوة. وسئل ضابط في الجيش الكوري الجنوبي ما اذا كان القصف المدفعي لجزيرة يونبيونج الشهر الماضي وراء التدريبات البرية الجديدة فقال "نعم.. انها استعراض للقوة في مواجهة هذا." وذكر ان بلاده قامت بتدريبات مماثلة أكثر من 50 مرة من قبل لكن حجم التدريبات الجديدة لم يسبق له مثيل. وستجري التدريبات في منطقة بوتشيون على بعد يقل عن 50 كيلومترا الى الشمال من قلب العاصمة الجنوبية سول. وتصاعدت الازمة الاخيرة حين قصفت كوريا الشمالية يونبيونج الواقعة الى الجنوب مباشرة من الحدود البحرية المتنازع عليها مما ادى الى مقتل أربعة أشخاص بينهم مدنيان في أسوأ هجوم على اراضي كوريا الجنوبية منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953.