هددت كوريا الشمالية الجمعة بشن هجوم عنيف ضد جارتها الجنوبية اذا ما اجرت تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية على الجزيرة التي قصفها الشمال في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان بيونغ يانغ "ستشن ضربة ثانية وثالثة مباغتة دفاعا عن النفس" لحماية مياهها الاقليمية اذا اجرت جارتها الجنوبية تدريبات بالذخيرة الحية من المقرر تنفيذها بين السبت والثلاثاء. ونقلت الوكالة عن بيان للجيش قوله ان هذه الضربات "ستكون اعنف من تلك التي وقعت في 23 تشرين الثاني/نوفمبر من حيث قوتها ومداها". والشهر الماضي شنت كوريا الشمالية قصفا على جزيرة يونبيونغ اسفر عن مقتل اثنين من قوات البحرية الكورية الجنوبية ومدنيين اثنين، واصابة 18 شخصا وتدمير عشرات المنازل. وجاء ذلك الهجوم بعد تدريب على اطلاق النار اجراه عدد من عناصر المارينز الكوريين الجنوبيين على تلك الجزيرة. واثار هذا التحذير المخاطر من اندلاع ازمة في المنطقة وسط تحركات دبلوماسية لتهدئة التوترات. وقالت وكالة الانباء ان الجيش ابلغ كوريا الجنوبية بتلك الرسالة في وقت سابق من الجمعة. وقامت سيول، التي اغضبها القصف الذي استهدف مناطق مدنية لاول مرة منذ الحرب الكورية (1950-1953)، بتعزيز تواجدها العسكري في جزيرة يونبيونغ حيث نشرت فيها مزيدا من الجنود وقوات المدفعية وتوعدت باستخدام القوة الجوية ضد اي هجوم مستقبلي. وقال الجيش الكوري الجنوبي ان مدفعيته لن تكون موجهة الى الشمال خلال المناورات، مثلما هي العادة في السابق، الا انها سترد بقوة اذا ما تم استفزازها. ومن المقرر ان يقوم عناصر من قيادة القوات الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة بمراقبة المناورات وسيشارك فيها نحو 20 جنديا اميركيا سيقومون بعمليات اسناد. الا ان جنرالا اميركيا بارزا اعرب الخميس عن قلقه من حدوث "سلسلة تداعيات" بسبب المناورات. وقال مساعد رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال جيمس كارترايت ان المناورات تجري بطريقة شفافة، ولكن يمكن ان تثير رد فعل من كوريا الشمالية. واضاف "ما يقلقنا هو انه اذا كان رد فعل كوريا الشمالية سلبيا واطلقت النار على مواقع اطلاق النار في الجزيرة، فان ذلك قد يؤدي الى سلسلة تداعيات". واضاف "ما لا نريده ان يحدث نتيجة ذلك هو ان نفقد السيطرة على اي تصعيد". وحثت روسيا كوريا الجنوبية على عدم اجراء المناورات وذلك "لتجنب مزيد من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية". ولم يصدر اي تعليق فوري من المتحدث باسم الجيش الكوري الجنوبية حول ما اذا كانت بلاده ستمضي قدما في المناورات. الا ان وزارة الدفاع اشارت في بيان الى ان المناورات ستجري. وقال المتدث "ان موقف جيشنا هو اننا لسنا بحاجة الى الرد على كل تهديد او اي بيان غير مسؤول". من جهته اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي الخميس ان هذه المناورات، التي ابلغت سيول واشنطن بها، "لا تنطوي على اي استفزاز او اي امر غير اعتيادي او اي تهديد". واضاف "لقد تم ابلاغ الكوريين الشماليين بما تعتزم كوريا الجنوبية فعله"، معتبرا انه سيكون "امرا غير حكيم على الاطلاق" ان ترد بيونغ يانغ على هذه المناورات المبلغ عنها مسبقا. واكد كراولي انه "يحق لكوريا الجنوبية اخذ الاجراءات المناسبة لضمان دفاعها. انه امر شرعي تماما ان تضمن ان قواتها المسلحة مستعدة في حال حصلت استفزازات جديدة"، مشددا على انه "يجب على كوريا الشمالية ان لا تنظر الى هذه الانشطة التي يقوم بها الكوريون الجنوبيون على انها استفزاز". وفي وقت سابق حذر موقع "اوريمينزوكيري" الكوري الشمالي الرسمي من ان اي حرب جديدة مع كوريا الجنوبية ستستخدم فيها اسلحة نووية. واثار كشف بيونغ يانغ الشهر الماضي عن مفاعل لتخصيب اليورانيوم يمكن ان يكون مصدرا جديدا لانتاج المواد اللازمة في صناعة قنابل نووية، مخاوف على امن المنطقة. ومن المقرر ان يقوم السياسي الاميركي بيل ريتشاردسون، المعروف بجهوده الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، بزيارة خاصة الى بيونغ يانغ في محاولة لتهدئة التوترات. كما من المقرر ان يجري سنغ كيم المبعوث الاميركي للمحادثات السداسية المتوقفة بشان برنامج كوريا الشمالية النووي، محادثات في سيول الحمعة مع نظيره الكوري الجنوبي وي سنغ-لاك. وفي بكين اختتم وفد اميركي برئاسة نائب وزيرة الخارجية جيمس شتاينبرغ زيارة استغرقت ثلاثة ايام اجرى خلالها مناقشات "مفيدة" حول الوضع في شبه الجزيرة الكورية، كما افادت السفارة الاميركية. والولاياتالمتحدة والصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا اعضاء في المحادثات السداسية التي تسعى الى تفكيك برنامج بيونغ يانغ النووي. وقد توقفت تلك المحادثات في نيسان/ابريل 2009 قبل شهر من اجراء كوريا الشمالية تجربتها الثانية على الاسلحة النووية. وتحاول الصين، التي تستضيف تلك المحادثات، اضافة الى روسيا، انعاش تلك المحادثات بهدف تهدئة الازمة، فيما اعربت كوريا الشمالية عن استعدادها لاستئنافها. الا ان الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تقول ان على بيونغ يانغ اولا اصلاح علاقاتها مع الجنوب واظهار جدية حقيقية بشان التخلي عن تطلعاتها النووية.