ستوكهولم (رويترز) - قالت الشرطة السويدية يوم الاحد انها تحقق في التفجيرين اللذين وقعا في ستوكهولم بوصفهما عملا ارهابيا لمهاجم واحد بعد ان تلقت السويد رسائل تهديد الكترونية تتعلق بالقوات السويدية في أفغانستان. ولم تصل الشرطة السويدية الى حد استخدام تعبير هجوم انتحاري لوصف الانفجارين اللذين وقعا عصر السبت واسفرا عن مقتل المفجر المشتبه به واصابة شخصين. وانفجرت سيارة في منطقة تجارية مزدحمة تبعها بعد دقائق انفجار اخر في مكان قريب. وكانت وكالة الانباء السويدية تي.تي تلقت قبل وقت قصير من الانفجارين رسالة تهديد تشير الى الوجود العسكري السويدي في أفغانستان والى رسوم كاريكاتورية تسخر من النبي محمد رسمها رسام سويدي. وتضمنت الرسالة ملفات صوتية رقمية مسجلة بلغة سويدية ركيكة وباللغة العربية. وجاء التفجيران بعد شهور متوترة في اوروبا عقب تحذير للمسافرين اصدرته الولاياتالمتحدة بشأن هجمات محتملة من متشددين وبعد محاولة فاشلة قام بها جناح القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له لاستخدام الشحن الجوي في ارسال طرود ملغومة الى الولاياتالمتحدة عبر اوروبا. وقالت السلطات الالمانية الشهر الماضي انها في حالة تأهب بسبب تهديدات بهجوم مسلح على مدنيين مشابه للهجوم الذي قتل 166 شخصا في مومباي الهندية عام 2008. لكن المانيا قالت يوم الاحد انها لا ترى صلة لذلك بالهجوم السويدي. وقالت وكالة الانباء السويدية تي.تي ان الرسالة التي تلقتها توعدت بشن هجمات بسبب الوجود السويدي في افغانستان حيث تنشر السويد 500 جندي ضمن قوة حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة وبسبب الرسوم التي رسمها قبل ثلاث سنوات الرسام السويدي لارس فيلكس. وقال اندرس تورنبيرج مدير العمليات في جهاز الشرطة في بيان " هذا حادث خطير جدا يجري التحقيق فيه بوصفه عملا ارهابيا." وقال لرويترز "على حد ما نعرف يبدو انه يعمل لحساب نفسه لكن علينا ان نتأكد تماما ولذلك نحقق في امكانية وجود مزيد من المنفذين." ورفضت الشرطة الخوض في المزيد من التفاصيل بشأن دوافع القتيل المشتبه به أو هويته. وقالت محطة تلفزيون (اس.في.تي) نقلا عن مصادر لم تحددها ان من المعتقد أن القتيل يبلغ من العمر 29 عاما وانه من بلدة تراناس الصغيرة التي تبعد حوالي 200 كيلومتر جنوب غربي ستوكهولم. ولم تعلق الشرطة أيضا على ما نشرته صحيفة افتونبلاديت يوم السبت من أن المهاجم كان يحمل ست قنابل انبوبية انفجرت منها واحدة فقط وانه كان يحمل حقيبة مملوءة بالمسامير ومواد يشتبه انها متفجرة. وقال الرسام فيلكس الذي استهدفته عدة هجمات متحدثا لتلفزيون رويترز انه في أمان وانه اعتاد ان يكون هدفا. وقال في مقابلة "السويد فزعت بالطبع لان ذلك لم يكن الحال ابدا من قبل.. ان يكون لديكم عمل ارهابي موجه للناس وهذا بالطبع سيسبب الخوف في السويد." ولم ترفع السويد من حالة تأهبها الامني التي تقل في الوقت الحالي بدرجتين عن الحالة القصوى لكن الشرطة زادت من وجودها في العاصمة. وقالت بريطانيا التي اصابتها هجمات مشابهة انها على اتصال بالسويد. وقال كلود مونكيه رئيس مركز المعلومات والمخابرات الاستراتيجية الاوروبي في بروكسل "يجب على العواصم الاوروبية الاخرى أن تقلق بشأن حقيقة ان ذلك قد حدث في عاصمة قبيل عيد الميلاد. "ربما كانت تلك اشارة لمهاجمين محتملين اخرين لحثهم على الهجوم في هذا الوقت."