تعتزم كوريا الجنوبية الخميس اجراء مزيد من المناورات بالذخيرة الحية لتكون بمثابة تحذير لكوريا الشمالية، في الوقت الذي تستعد اليابانوالولاياتالمتحدة بدورهما لاجراء مناورات عسكرية. وقامت كوريا الجنوبية التي اغضبها الهجوم الدامي الذي شنته كوريا الشماية ضدها، بنقل مزيد من الجنود والعتاد الى جزرها الواقعة على خط المواجهة مع الشمال، لاظهار انها سترد على اي هجوم يمكن ان تشنه عليها جارتها الشمالية. وقال مدير الاستخبارات المركزية وون سي هون ان التهديد حقيقي، وذلك في اعقاب قصف بيونغ يانغ جزيرة كورية جنوبية في 23 تشرين الثاني/نوفمبر مما ادى الى مقتل اربعة اشخاص واثار مخاوف من تصعيد عسكري في شبه الجزيرة الكورية. ونقل عن هون قوله امام لجنة الاستخبارات في البرلمان في جلسة مغلقة ان "خطر التعرض لمزيد من الهجمات من كوريا الشمالية مرتفع". وقال ان الهجوم الكوري الشمالية جاء في وقت تشتد فيه حالة التوتر مع استعداد زعيمها كيم جونغ-ايل لتسليم السلطة الى نجله كيم جونغ-اون (27 عاما) وفي الوقت الذي تعاني منه كوريا الشمالية الفقيرة من ازمة اقتصادية. وتنتشر هذه الاراء حاليا في كوريا الجنوبية. فقد ذكرت صحيفة "جونغانغ ديلي" في مقالتها الافتتاحيه "دون اي شك فانه من المرجح جدا ان تقوم كوريا الشماية بعمليات استفزازية واسعة في المستقبل". وتظهر صور بالاقمار الصناعية ان كوريا الشمالية ربما تكبدت "اصابات بشرية بالغة" عندما ردت كورياالجنوبية على النار خلال هجوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر، حسب ما اعلن احد اعضاء البرلمان استنادا الى صور بالاقمار الصناعية تظهر سقوط قذيفة على ثكنات عسكرية. وانهت كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة الاربعاء مناوراتهما البحرية قبالة كوريا الجنوبية، بينما سيبدأ الجيش الكوري الجنوبي الاثنين مناورات عسكرية خاصة به في مؤشر على انه يمكنه ان يقاتل لوحده. وتستمر هذه المناورات خمسة ايام وستجري في 29 موقعا بما في ذلك الجزر الواقعة في البحر الاصفر قرب الحدود البحرية المتنازع عليها بين الكوريتين، حسب ما اعلنت هيئة الاركان المشتركة. من ناحية اخرى ستبدأ الولاياتالمتحدةواليابان الجمعة اكبر مناورات عسكرية بينهما. وقالت ناطقة باسم وزارة الدفاع ان التدريبات المقررة قبل القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية ستجرى اعتبارا من العاشر من كانون الاول/ديسمبر. وسيشارك في المناورات 44 الف جندي و60 سفينة حربية و500 طائرة وستجري في المياه اليابانية الجنوبية بالقرب من كوريا الجنبوية. ووجهت الدعوة لمراقبين عسكريين من كوريا الجنوبية لمراقبة التدريبات. ومن المقرر ان تلتقي وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بنظيريها الكوري الجنوبي والياباني في واشنطن الاثنين لاجراء محادثات حول الازمة لن تشمل الصين التي امتنعت عن ادانة هجوم بيونغ يانغ. وابدت كل من واشنطن وسيول وطوكيو فتورا بشان اقتراح بكين بعقد اجتماع طارئ لمبعوثي الدول الست المشاركة في المحادثات المتوقفة حول برنامج كوريا الشمالية النووي. وتقول تلك الدول ان على بيونغ يانغ اولا ان تغير اساليبها. وصرح الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة ان على الصين ان "تصعد" ضغوطها على حليفتها كوريا الشمالية، كما ان دعوتها لاجراء محادثات سداسية "ليست بديلا عن التحرك". وكتب سكوت سنايدر الخبير في شؤون كوريا الشمالية من مؤسسة مجلس العلاقات الخارجية ان "اقتراح الصين اجتماع جلسة طارئة للاطراف الستة امر غير مشجع يخلط ما بين الشكل والمضمون". وقالت الصين انها تواجه انتقادات غير منصفة بعد دعوتها للحوار، والمحت الى ان المحادثات ستكون افضل من التدريبات العسكرية. واعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو ان "الذين يشهرون الاسلحة يبدون مرتاحين. الصين كبلد مضيف للمفاوضات السداسية تتعرض الى الانتقاد بينما هي تدعو الى الحوار. هل هذا منصف؟". واقترحت بكين لقاء بداية كانون الاول/ديسمبر بين الاطراف المشاركة في المفاوضات السداسية حول برنامج كوريا الشمالية النووي، التي تشارك فيها الكوريتان والولاياتالمتحدةواليابان وروسيا والصين. ودافعت جيانج عن رفض الصين الانحياز علنا في النزاع التي تعتبر حليفتها المقربة كوريا الشمالية طرفا فيه. وقالت جيانغ "في ظل الظروف الراهنة، ليس من الصحيح دفع المجتمع الدولي الى الانحياز لجانب دون الاخر". وكانت الصين امتنعت عن القاء اللوم على كوريا الشمالية بسبب اغراق سفينة كورية جنوبية في اذار/مارس قتل فيها 46 بحارا. واظهر تحقيق شاركت فيه عدة اطراف ان غواصة كورية شمالية اغرقت السفينة بعد ان اطلقت عليها طوربيدا. وقال ادوارد ريد ممثل مؤسسة اسيا في كوريا الجنوبية انه بخلاف قضية السفينة، فان الهجوم الكوري الشمالي الاخير "كان لحظة تغيير قواعد اللعبة بالنسبة لكوريا الجنوبية .. لقد تغير المزاج تماما". واضاف "في الوقت الذي لا يرغب فيه اي شخص في اثارة نزاع عام، ومع وجود اصوات تقول ان الدبلوماسية النشطة هي افضل رد، فانه يبدو ان المشاعر المهيمنة هي ان الامتناع عن التحرك لن يجلب سوى المزيد من الاستفزازات من الشمال".