شهدت هايتي، التي ما زالت تعاني من آثار الزلزال العنيف الذي ضربها في يناير / كانون الثاني المنصرم، اندلاع اعمال عنف استهدفت جنود قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة وذلك على خلفية تفشي وباء الكوليرا الذي فتك باكثر من 900 من السكان. وقد استخدم جنود قوة حفظ السلام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يلقون الحجارة ويغلقون الطرق في بلدة كاب هيتين الشمالية. ويتهم الكثير من الهايتيين الوحدة النيبالية التابعة لقوة حفظ السلام بنقل جرثومة الكوليرا الى هايتي التي لم تشهد تفشي هذا الوباء فيها منذ اكثر من قرن كامل. الا ان الاممالمتحدة تؤكد انها لم تعثر على اية ادلة تبرر هذا الاتهام، ولو ان صنف الجرثومة التي عثر عليه في هايتي يشابه الكوليرا المنتشرة في منطقة جنوب آسيا. واوردت تقارير غير مؤكدة بأن ثمة عيارات نارية اطلقت اثناء الاحتجاجات التي اجتاحت كاب هايتين، ثاني اكبر مدن البلاد. وقالت الاذاعة المحلية إن زهاء عشرة اشخاص اصيبوا بجروح في اعمال العنف التي اتهم المشاركون فيها الحكومة بترك السكان ليموتوا . كما عبر المحتجون عن غضبهم على المواقع التي انشأت الحكومة فيها مراكز علاج الكوليرا. وقال نايجل فيشر، منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في هايتي، إن التظاهرات اثبتت بأن تفشي الكوليرا قد تجاوز مرحلة الازمة الصحية واصبح الآن قضية تمس الامن الوطني لهايتي. واضاف المسؤول الاممي بأن الوكالات التابعة للامم المتحدة تتوقع ارتفاع عدد الاصابات بالوباء بعد انتهائها من اعداد تقييم يشمل البلاد باسرها. واضاف فيشر: ان الوباء ينتشر، وعلينا محاولة احتواء عدد الاصابات وعدد الوفيات. يذكر ان الوباء ينتشر الآن في كل محافظات هايتي العشر. وتجاهد منظمات الاغاثة في سبيل احتواء الوباء في العاصمة بورت او برانس، في محاولة لمنع انتشاره في المخيمات التي تؤوي اكثر من مليون من مشردي الزلزال. وكان الرئيس رينيه بريفال قد وجه نداءا الى الهايتيين يوم الاحد ناشدهم فيه الالتزام بالشروط الصحية لمنع اصابتهم بالكوليرا. الا ان العديد من الهايتيين محرومون من المياه النظيفة والصوابين وانظمة الصرف الصحي العصرية. وقد اطلقت الاممالمتحدة نداءا للتبرع بمبلغ 164 مليون دولارا للتعامل مع الوباء في السنة المقبلة.