كيب تاون (رويترز) - من المتوقع أن يطرق عدد متزايد من الدول والشركات المملوكة للدول في افريقيا أبواب أسواق السندات العالمية في السنوات القليلة المقبلة مع تعطش المستثمرين لسندات الاقتصادات الناشئة وهو ما سيرفع رسوم البنوك التي تركز على افريقيا. وقد تشهد السوق في نهاية المطاف اصدارات من شركات في بعض الاقتصادات الاكبر في افريقيا جنوب الصحراء عدا جنوب افريقيا مثل نيجيريا وانجولا. وهناك اصداران متوقعان على الاقل في 2011 من شركة اسكوم للكهرباء الجنوب افريقية المملوكة للدولة ومن زامبيا. وقال مسؤول كبير في وزارة الخزانة في جنوب افريقيا لرويترز يوم الاثنين ان انجولا وتنزانيا وأوغندا تدرس أيضا اصدار سندات دولارية كما تبحث كينيا جديا اصدار سندات اذا ارتفعت العوائد المحلية. وقالت اسكوم انها ستطرق أبواب أسواق السندات الامريكية والاوروبية في اطار خطة لجمع ما يصل الى 6.9 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث القادمة بينما قالت زامبيا أكبر منتج للنحاس في افريقيا انها تعتزم اصدار سندات خارجية بقيمة 500 مليون دولار. وقال فلوريان فون هارتيج المدير العالمي لاسواق السندات في ستاندرد بنك الجنوب افريقي "أنا واثق من أننا سنرى اصدارات كثيرة من افريقيا خلال السنتين الى الثلاث المقبلة." وأضاف خلال مقابلة على هامش مؤتمر بشأن أسواق رأس المال في كيب تاون " الهيئات السيادية ستكون في الطليعة وستحذو حذوها المؤسسات المالية والشركات ربما من نيجيريا أو غانا أو أنجولا أو كينيا." ومع اقتراب أسعار الفائدة في الدول المتقدمة من الصفر يقبل المستثمرون على سندات دول الاسواق الناشئة بحثا عن عوائد أعلى. ويبلغ عائد سندات خارجية من غانا لاجل عشر سنوات تستحق في عام 2017 حوالي ستة بالمئة بينما يبلغ عائد سندات مماثلة من الجابون 5.2 بالمئة. ونظرا للطلب الخارجي يمكن أن تكون الاصدارات الخارجية خيارا أقل تكلفة للحكومات والشركات الافريقية مما في أسواق سنداتها المحلية الصغيرة نسبيا شريطة أن يتمكنوا من طرح اصدار كبير بما يكفي لفتح شهية المستثمرين الاجانب. وصدرت سندات غانا الخارجية بكوبون فائدة 8.5 بالمئة مقارنة مع 13.95 بالمئة على أذون محلية لاجل ثلاث سنوات صدرت في نفس العام. واجتذبت صناديق سندات الاسواق الناشئة منذ بداية العام وحتى الشهر الماضي أكثر من 41 مليار دولار وفقا لبيانات مؤسسة اي.بي.اف.ار جلوبال للابحاث ويتطلع مزيد من المستثمرين الان الى اصدارات من أسواق ناشئة أخرى بخلاف الدول الناشئة الكبيرة مثل المكسيك أو تركيا. وقالت راضية خان مديرة بحوث افريقيا لدى ستاندرد تشارترد في لندن ان الطلب على السندات الافريقية الخارجية سيظل مرهونا بالجدارة الائتمانية لجهات الاصدار ومدى توفر السيولة الميسرة عالميا ومستوى أسعار الفائدة في الدول الاخرى. وترى خان أن التوقعات جيدة للاصدارات في المدى الطويل رغم المخاوف بشأن الاقبال على المخاطرة عالميا. وقالت "قد تغلق هذه النافذة أمام الاصدارات الافريقية بدرجة أكبر وفقا لمستوى الاقبال على المخاطرة عالميا بالطبع .. لكن في الاجل الطويل ومع تحقيق الاقتصادات الافريقية تقدما حقيقيا وصعودها بقدراتها الذاتية توقع أن ترى مزيدا من الاصدارات بغض النظر عن ذلك." وفي افريقيا جنوب الصحراء مازال اصدار السندات الخارجية مقتصرا الى حد بعيد على الحكومات والشركات المملوكة للدولة وقلة من الشركات الخاصة في جنوب افريقيا صاحبة أكبر اقتصاد في القارة وموطن عدد من أكبر شركاتها. وأصدرت ناسبرز أكبر مجموعة اعلامية في افريقيا والتي تنشط في الاستحواذ على شركات الاعلام والانترنت في الاسواق الناشئة سندات لاجل سبع سنوات بقيمة 700 مليون دولار وبفائدة 6.375 بالمئة في يوليو تموز. وقالت المجموعة ان جزءا من هذا التمويل سيوجه الى عمليات استحواذ. وترى براسانا نانا مديرة أسواق السندات لجنوب افريقيا في ابسا كابيتال ذراع الانشطة المصرفية الاستثمارية في بنك ابسا الجنوب افريقي أن من المرجح أن تصدر مزيد من الشركات الجنوب افريقية سندات خارجية لتمويل مشروعات أجنبية. وقالت "في الوقت الراهن تستطيع الشركات الكبيرة الاقتراض بأسعار جيدة جدا بالراند في جنوب افريقيا.. والراند هو ما تحتاجه أغلبها لذا لا تبذل جهدا حقيقيا للاتجاه الى الخارج. لكن أعتقد أنه مع انتعاش أنشطة الاندماج والاستحواذ قد نرى مزيدا من النشاط الخارجي." ويراهن فون هارتيج من ستاندرد بنك على أن الشركات خارج جنوب افريقيا ستبدأ طرق أبواب الاسواق العالمية رغم أن الحد الادنى اللازم للاصدار والذي يبلغ 250 الى 300 مليون دولار سيستبعد كل شركات المنطقة عدا قلة من الشركات الكبيرة. وقال ان بعض البنوك النيجيرية والانجولية الكبرى قد تكون مرشحين مرجحين لذلك. وأي زيادة في اصدار السندات ستلقى ترحيبا من البنوك العالمية التي تسعى لزيادة رسومها وعمولاتها مع استمرار تأثر الايرادات بضعف الاقتصاد العالمي. ووفقا لبيانات تومسون رويترز بلغ اجمالي اصدارات السندات في افريقيا جنوب الصحراء 5.6 مليار دولار في الاشهر التسعة الاولى من 2010 بانخفاض بنسبة 30 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي لكنه رغم هذا أعلى بكثير من 1.6 مليار دولار في الاشهر التسعة الاولى من 2008. وجاء دويتشه بنك في صدارة مديري الاكتتاب في صفقات أسواق رأس المال المقترض في المنطقة يليه ستاندرد بنك. وجاء باركليز كابيتال ذراع الانشطة المصرفية الاستثمارية لبنك باركليز الذي يمتلك حصة مسيطرة في ابسا في صدارة مديري الاكتتاب في صفقات السندات على مستوى العالم بينما حل في المرتبة الخامسة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. وجاءت دايوا سيكيوريتيز اليابانية في المرتبة الثالثة بينما احتل جولدمان ساكس المرتبة الرابعة.