قال مستشار كبير للحكومة العراقية يوم الاثنين ان وزارة النفط أرجأت ابرام صفقة بمليارات الدولارات مع رويال داتش شل وميتسوبيشي اليابانية لحبس واستثمار الغاز الذي يجري حرقه حاليا في حقول النفط الجنوبية بسبب موضوعات قانونية تتعلق بالمشروع المشترك. كان مجلس الوزراء العراقي وافق في يونيو حزيران على الاستثمار المزمع الذي تصل تكلفته الى 12 مليار دولار وتمتلك الحكومة فيه حصة 51 بالمئة لحبس الغاز الطبيعي المصاحب المنتج في حقول نفط جنوب العراق الواقعة قرب البصرة لكنه ينتظر الان أن تعيد وزارة النفط تقديم مسودة الاتفاق للمصادقة عليه. وقال ثامر الغضبان وهو مستشار كبير لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي للصحفيين في مؤتمر باسطنبول ان الصفقة قد تشهد مزيدا من التأجيل اذا لم تستطع الوزارة اعادة مسودة الاتفاق قبل تشكيل الحكومة الجديدة. وأضاف "الامر متروك لوزير النفط لابرام هذا الاتفاق وهم يقومون الان بتعديل المسودة." ويحرق العراق مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا في حقوله النفطية وهي طاقة يحتاجها لتوليد الكهرباء في بلد يعاني من انقطاع مزمن في التيار الكهربائي. وجرت الموافقة لاول مرة على صفقة شل في 2008. وقال الغضبان ان وزارة النفط وشل تناقشان الان تعديلات على المسودة النهائية لمعالجة ثغرة قانونية تحول دون قيام الوزارة بدور في تشكيل المشروع المشترك. وأضاف "يعدلون المسودة حتى يكون التوقيع بين شل وشركة غاز الجنوب ( الحكومية) بينما تضمن الوزارة الالتزامات الاخرى مثل امدادات الغاز الخام لعمليات المنبع." ومضى يقول ان بعض أعضاء الحكومة كانوا يفضلون منح العقد من خلال عملية تنافسية. ولم تتشكل بعد حكومة جديدة في العراق بعد مضي ستة أشهر على الانتخابات التي جرت في مارس اذار ولم تسفر عن نتيجة حاسمة مما خلق فراغا سياسيا. وقال الغضبان "اذا جاء الوزير (بالعقد لمجلس الوزراء) قبل تشكيل الحكومة الجديدة فلا شك لدي في أن مجلس الوزراء سيوافق عليه. "أما اذا تأخر ونجح البرلمان في ترشيح رئيس للوزراء فسيكون هناك تأجيل." وقال منير بوعزيز نائب رئيس شل للغاز والكهرباء خلال المؤتمر ان الشركة تنتظر أن تنتهي الوزارة من تفاصيل العقد مضيفا أن التأجيل بمثابة انتكاسة للمشروع في الوقت الذي يرتفع فيه انتاج النفط. وأضاف "كان من المنتظر توقيع هذا العقد منذ أكثر من عام لذا ستكون مهمة اللحاق بركب قطاع النفط صعبة للغاية." وأبرم العراق عدة صفقات مع شركات نفطية عالمية من شأنها أن تعزز طاقته الانتاجية الى 12 مليون برميل يوميا خلال سبع سنوات من 2.5 مليون برميل يوميا حاليا. وقال بوعزيز ان العقود التي منحتها الحكومة للشركات النفطية لتطوير حقول الجنوب في مدينة البصرة قد تنتج ما يكفي من الغاز المصاحب لتوليد 30 جيجاوات من الكهرباء مضيفا أن الايثان المستخلص أثناء تسييل الغاز قد يساعد ايضا في تأسيس صناعة للبتروكيماويات في العراق.