يؤكد الشقيقان ديفيد واد ميليباند اللذين يتنافسان على قيادة حزب العمال البريطاني ان علاقتهما الاخوية فوق كل شيء وانها ستصمد امام انتخابات السبت في مانشستر حتى وان قضى احدهما على طموحات الاخر السياسية. ويعتبر ديفيد ميليباند (45 عاما) وزير الخارجية السابق واد ميليباند (40 عاما) وزير الطاقة سابقا، الاوفر حظا في السباق من اجل خلافة رئيس الوزراء السابق غوردن براون في رئاسة حزب العمال الذي تحول الى المعارضة اثر هزيمته في انتخابات ايار/مايو الماضي. وسيتحول احد هذين المثقفين الى زعيم المعارضة يصدر اوامره لشقيقه. وسيتحدد مصير الحزب من خلال ما سيحصل عليه كل منهما من دعم وما يحددانه من استراتيجيات. وقبل ان يتولى منصب وزير كان ديفيد ميليباند مستشارا سياسيا لتوني بلير بينما كان اد محرر خطب غوردن براون الذي طالما كان خصما لبلير. وقال تيم هورتن مدير الابحاث في فبيان سوسايتي، دائرة الدراسات القريبة من حزب العمال، "دارت تلك المعركة الكبيرة بين بلير وبراون والان لدينا شقيقان كان احدهما مستشارا لتوني بلير والاخر لغوردن براون. انه امر عجيب لا يكاد يصدق". واضاف "لكنهما ليسا مستنسخين من زعيميهما". وكما كان الحال بين الحليفين بلير وبراون ليس هناك عداوة بين الشقيقين ميليباند اللذين ابتعدا عن رئيسي الوزراء السابقين لا سيما ان اختلافاتهما ساهمت في سقوط حزب العمال. واعلن اد مع انطلاقة حملته الانتخابية في حزب العمال ان "ديفد افضل اصدقائي. انني احبه كثيرا". واكد ان "المحبة الاخوية لن تزول لانها اقوى من السياسة". ويعتبر الاخوان المتحدران من عائلة يهودية بولندية الاصل انهما اقرب الى الوسط من ابيهما، المحلل الماركسي رالف ميليباند، لكن ينظر الى اد على انه اكثر انتماء الى اليسار من شقيقه، الامر الذي جلب له تاييد قسم من النقابات. وتردد الشقيقان على نفس المدرسة العمومية بشمال لندن ثم تخرجا من اوكسفورد بنفس الدراسات وبعد ارتقاء درجات حزب العمال بسرعة اصبحا اول اخوين منذ 1938 يتوليان حقيبتين في نفس الحكومة في بريطانيا. وفي حين يزن ديفيد كلامه كالدبلوماسي حتى باتت خطبه احيانا مستعصية يبدو شقيقه اكثر عفوية ويستعين كثيرا بيديه عندما يتحدث. واكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مزايا ديفيد واسهبت في مدحه. وقال تيم هورتن عن ميليباند البكر ان "لديه قامة ونفوذ طبيعيين". واضاف ان "اد ليس مختلفا حقا انه لا يتحلى بنفس التجربة الوزارية لكن ذلك قد يعطيه تلقائية لا يتمتع بها ديفيد". وفي حين كشفت حملة ديفيد قدرته على جمع الناخبين المترددين من الوسط، ابرز اد مواضيع مثل التغييرات البيئية والحرية المدنية. لكن بالنهاية "ليس هناك اختلاف ايديولوجي كبير بينهما. يجري الاختيار بين وجهتي نظر معتدلتين واحدة اجتماعية ديمقراطية والثانية برغماتية" كما قال تيم هورتن. واوضح طوني ترافرس المحلل السياسي في معهد لندن الاقتصادي ان "المحافظين يخشون ديفيد ميليباند اكثر من شقيقه". وقال لفرانس برس "انهم يعتقدون انه ينظر الى ديفيد على انه رجل سياسي هام في الوسط وعلى انه شخصية هامة وقوية بينما ينظر الى اد على انه ما زال يفتقر الى الخبرة وقد يكون من السهل الفوز عليه".