أثار مسلسل "الجماعة" الذي تطرق إلى تاريخ نشأة الأخوان المسلمين ردود فعل متباينة حول موضوعية الرؤية التاريخية التي يطرحها، وهو مسلسل كتبه السيناريست المعروف وحيد حامد. فالبعض رأى في هذا العمل عرضا منصفا ومحايدا لجماعة الإخوان المسلمين وبالتحديد لشخصية الراحل حسن البنا مؤسس الجماعة المحظورة في مصر، فيما رأى البعض الآخر أن المسلسل جاء متحيزا للحكومة والنظام المصري. المخرج المصري أحمد رشوان تابع المسلسل الذي انتهى في الثامن والعشرين من شهر رمضان، ويرى رشوان في حديث خص به دويتشه فيله أن الضجة التي أثارها المسلسل ترجع إلى أنه عالج موضوعا شائكا لتناوله حقبة حديثة في التاريخ المصري المعاصر وتطرق إلى جماعة دينية لديها الملايين من الأتباع في مصر والعالم العربي، كما أن كون وحيد حامد كاتب السيناريو وهو معروف بمواقفه مثلما ظهر في فيلمه السابق "طيور الظلام"، فكان معروفا مسبقا بأن مسلسل الجماعة سيكون ضد جماعة الإخوان المسلمين، كما يوضح رشوان. "لا يوجد تاريخ يكتب بحيادية" ويرى المخرج أحمد رشوان أنه لا يوجد تاريخ يكتب بحيادية، حيث يحمل التاريخ وجهات نظر كاتبيه، على حد تعبيره. وذلك ردا على الاتهامات التي تعرض لها مسلسل الجماعة و أن المؤلف كان عليه أن يكون أكثر موضوعية في عرضه للحقائق التاريخية. ويشير رشوان إلى أن كتابة مثل هذا النوع من الدراما مثل "الجماعة" يعتمد على مراجع تاريخية ومذكرات ،حيث توجد كتب "مع" وأخرى "ضد" شخصية تاريخية ما. لذلك يرى رشوان أن للسيناريست وحيد حامد ككاتب دراما الحق في أن يتبنى وجهة النظر التي يرى أنها صحيحة، استنادا إلى المراجع التي استخدمها ولا يمكن أن ُيفرض على كتاب ومخرجي الدراما تبني وجهة نظر بعينها وعلى الطرف الآخر الرد بحجج تضعف الحجج المطروحة في عمل درامي ما. وفي تصريحات صحفية قال البرلماني المنتمي لجماعة الإخوان محسن راضي إن جماعة الإخوان المسلمين قررت تصوير مسلسل بعنوان "البنا رحلة لم تنته" بعد عيد الفطر مباشرة لتوضيح الكثير من الأحداث التي قدمها وحيد حامد في مسلسله ،مشيرا إلى أن التصوير يتم في دولة عربية لم يسميها. وطالب أحمد سيف الإسلام حسن البنا التليفزيون المصري بعرض المسلسل الجديد "البنا رحلة لم تنته" عملا بمبدأ تكافؤ الفرص ونفيا لوجود دعم حكومي لمسلسل "الجماعة"، مشددا على أن المسلسل الجديد لن يقدم إلا حقائق ووقائع معروفة دون تشويه أو مجاملة. ما بين معارض ومؤيد أثار مسلسل "الجماعة" منذ الأيام الأولى لبثه عبر القنوات الفضائية الجدل ما بين مؤيد ومعارض لما جاء في أحداثه. حيث رأى فريق من المتابعين أنه يعرض وجهة نظر جزء كبير من المجتمع المصري الذي يرى في جماعة الإخوان المسلمين خطرا على الحياة السياسية بينما يرى فريق آخر أنه جنا على الإخوان ومجاملا للنظام وخاصة لجهازه الأمني. كما أثارت نهاية المسلسل في الحلقة الثامنة والعشرين تساؤلات الكثيرين عن السبب وراء انتهائه قبل نهاية شهر رمضان. فالبعض رأى أن النهاية جاءت منطقية حيث توقفت عند الوقت القصير الذي سبق اغتيال حسن البنا تمهيدا لتصوير الجزء الثاني من المسلسل. أما الأخوان المسلمون وابن الراحل حسن البنا فأكدوا في تصريحات صحفية أن المسلسل حدفت منه الحلقتان الأخيرتان ب"أوامر أمنية خوفا من التعاطف مع الأخوان"، وهو ما نفاه السيناريست وحيد حامد في تصريحات له نافيا تصوير حلقتين أخيرتين تعرضان مشاهد لاغتيال البنا وتشييع جنازته. ولا يعد مسلسل "الجماعة" المسلسل الوحيد الذي أثار ضجة خلال شهر رمضان. حيث تعرض المخرج السوري نجدت أنزور إلى انتقادات حول مسلسله "ما ملكت أيمانكم " الذي تطرق بشكل عام إلى مسألة التشدد في ممارسة الدين. كما اتهمت الممثلة المغربية إيمان شاكر ب"الإساءة إلى المرأة المغربية" عبر الدور الذي قدمته في المسلسل المصري "العار". حيث اعترض بعض المغاربة على التناول الدرامي للمرأة المغربية في عدد من المسلسلات العربية التي عرضت في رمضان ومن ضمنها أيضا مسلسل الرسوم المتحركة الكويتي "بوقتادة وبو نبيل". هبة الله إسماعيل
