القدس (رويترز) - سارع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالعودة للشرق الأوسط يوم الاثنين في محاولة لإنقاذ محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة ربما بالإفراج عن جاسوس عمل لحساب إسرائيل مسجون حاليا في الولاياتالمتحدة لتحفيز إسرائيل على إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين. وقال مسؤول أمريكي طالبا عدم نشر اسمه إن الافراج عن جوناثان بولارد الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد في الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس لحساب اسرائيل أمر "مطروح" كعنصر محتمل في اتفاق للسلام في الشرق الاوسط كحافز لإسرائيل. وعقد كيري الذي وصل إلى إسرائيل قادما من باريس محادثات استمرت ساعتين في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية إنه بسبب الوقت المتأخر لن يجتمع كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة كما كان مزمعا يوم الاثنين. ومن المتوقع بدلا من ذلك أن يلتقي مع المفاوض الفلسطيني صائب عريقات وماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية في القدس. وبدا أن تركيز مهمة كيري انتقل من التوصل إلى اتفاق إطار بحلول 29 من إبريل نيسان بما في ذلك المبادئ العامة لاتفاق سلام نهائي إلى مجرد إبقاء الجانبين في حالة حوار بعد ذلك الموعد الذي تحدد فيما مضى وتهيئة الظروف التي تكفل تحقيق ذلك. ونفت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تقارير الأسبوع الماضي عن أن بولارد -وهو محلل سابق بالبحرية الأمريكية اعتقل عام 1985 - قد يتم الإفراج عنه ولكنها أصدرت يوم الاثنين ردا أقل تأكيدا لدى سؤالها عن احتمالات الإفراج عنه. وقالت "جوناثان بولارد أدين بالتجسس وهو يقضي عقوبته. وليس لدي أي جديد لكم عن وضعه." وأعطى جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض ردا شبه مطابق على سؤال الصحفيين بشأن احتمال عرض الإفراج عن بولارد كحافز لإسرائيل. ولطالما عارضت أجهزة المخابرات الأمريكية أي إفراج عن بولارد الذي أقر بذنبه عام 1987 في تهم التجسس لصالح إسرائيل. ولم يصدر على الفور أي تعليق فلسطيني على هذا العرض المحتمل. وثمة حجر عثرة رئيسي يعترض طريق مفاوضات السلام التي استؤنفت في يوليو تموز بعد توقف دام ثلاثة أعوام وهو مطلب نتنياهو بأن يعترف عباس صراحة بإسرائيل دولة يهودية. ويرفض عباس هذا الطلب قائلا إن ذلك من شأنه أن يدمر ما ينشده الفلسطينيون لدولتهم المزمعة. وواجهت المفاوضات التي لم تحقق تقدما يذكر أزمة في مطلع الأسبوع عندما لم تمض إسرائيل قدما في تنفيذ إفراج موعود عن الدفعة الرابعة من معتقلين الفلسطينيين في الموعد المقرر لذلك. وقال مسؤولون إسرائيليون إنه يتوجب على القيادة الفلسطينية أولا أن تلتزم بمواصلة المفاوضات إلى ما بعد الموعد النهائي الذي يحل نهاية ابريل نيسان للوصول لاتفاق نهائي مبني على مبدأ الأرض مقابل السلام. وقالت مصادر مقربة من المحادثات طلبت عدم الإفصاح عن هويتها إنه بموجب الترتيب المقترح لتمديد المفاوضات لما بعد إبريل نيسان فسيتم الإفراج عن بولارد قبل عطلة عيد الفصح اليهودي التي تبدأ بعد أسبوعين. وأضافت المصادر أن إسرائيل ستمضي قدما بالإفراج عن دفعة رابعة من الفلسطينيين. وهي الدفعة الأخيرة من بين 104 معتقلين تعهدت بالإفراج عنهم بمقتضى اتفاق أدى لتجديد المحادثات قبل ثمانية شهور بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وعلاوة على ذلك سيتم الإفراج عن مجموعة أخرى من المعتقلين الفلسطينيين ليس بينهم أحد أدين بقتل إسرائيليين. وكان بعض شركاء نتنياهو اليمينيين ضمن الائتلاف الحاكم عارضوا اي توسع في الإفراج عن المعتقلين ولكن حرية بولارد قد تسكت معارضتهم. ولطالما ناشد رؤساء وزراء إسرائيل الرؤساء الأمريكيين الإفراج عن بولارد الذي يبلغ الآن 59 عاما. وقال نتنياهو إنه أثار قضية بولارد في اجتماعه في البيت الأبيض مع الرئيس باراك أوباما في الثالث من مارس آذار. ويعتقد كثير من الإسرائيليين أن بولارد -وهو يهودي أمريكي منح الجنسية الإسرائيلية في التسعينات- صدرت بحقه عقوبة لا تتناسب مع جرمه. وقد ظل في السجن فترة أكثر من بقية الجواسيس الذين أدينوا في الولاياتالمتحدة ومن المنتظر أن يصير مؤهلا لصدور أمر مشروط بإطلاق سراحه العام المقبل. وقطع كيري زيارة إلى روما الأسبوع الماضي للسفر إلى عمان بالأردن وإجراء محادثات مع عباس بسبب احتمال انهيار أكثر المحاولات الأمريكية طموحا منذ سنوات لإبرام اتفاق سلام يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية. وكان من المقرر أن يحضر كيري في بروكسل يومي الثلاثاء والأربعاء اجتماعا وزاريا للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي سيتركز على أوكرانيا وافغانستان. وقال مسؤولون إن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ما زالا متباعدين بشأن التوصل حتى لمسودة اتفاق إطار. ولكن ساكي قالت اليوم الإثنين إن الجانبين "اتخذا خيارات صعبة" خلال الشهور الثمانية المنصرمة. وأضافت "بينما نعمل معهما لتحديد الخطوات المقبلة فإن من المهم أن يتذكرا أن السلام وحده هو الذي سيجلب للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني الأمن والرخاء الاقتصادي اللذين يستحقانه." من ليزلي روتون وجيفري هيلر