بروكسل/موسكو (رويترز) - اتفقت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء على الإعداد سويا لاحتمال فرض عقوبات اقتصادية أشد على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا تشمل قطاع الطاقة وجعل أوروبا أقل اعتمادا على الغاز الروسي. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد قمة مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطئ في التقدير لو ظن أنه يمكن أن يشق صف الغرب أو توقع عدم مبالاته بضم القرم إلى روسيا. وقرر زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى هذا الأسبوع إرجاء عقوبات تستهدف اقتصاد موسكو ما لم يتخذ بوتين تحركا آخر لزعزعة استقرار أوكرانيا أو أي من الجمهوريات السوفيتية السابقة. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو "إذا واصلت روسيا نهجها الحالي.. رغم ذلك.. فسوف تتعمق العزلة وتزيد العقوبات وسيكون هناك مزيد من التبعات للاقتصاد الروسي." وفي الكلمة الرئيسية خلال رحلته الأوروبية قال أوباما لحضور يشمل ألفي شاب إن الغرب سينتصر إذا ظل موحدا وسيمكنه جذب الأوكرانيين العاديين ليس بالتحرك العسكري وإنما بقوة قيمه. وأضاف أن روسيا "لن تطرد من القرم أو تمنع من مزيد من التصعيد بالقوة العسكرية. لكن مع الوقت ومادمنا متحدين سيدرك الشعب الروسي أنه لا يمكنهم تحقيق الأمن والازدهار والوضع الذي يسعون إليه من خلال القوة الغاشمة." وفي الكلمة التي ألقاها في قاعة للحفلات الموسيقية في بروكسل والتي جاءت بمثابة دحض نقطة بنقطة لكلمة بوتين في الكرملين يوم 18 مارس آذار والتي أعلن فيها ضم القرم عبر أوباما عن الاحترام لروسيا القوية لكنه قال "إن ذلك لا يعني أن روسيا يمكنها أن تستخف بجيرانها." وقال أيضا إن حلف شمال الاطلسي سيكثف وجوده في الدول الاعضاء الجدد في شرق اوروبا على الحدود مع روسياوأوكرانيا للتأكيد على أن مبدأ الدفاع المشترك للحلف سيحميها. واستولت القوات الروسية في القرم على آخر سفينة للبحرية الأوكرانية بعد إطلاق طلقات تحذيرية وقنابل صوت مما أكمل سيطرة موسكو على المنشآت العسكرية في شبه الجزيرة المطلة على البحر الاسود. وأمرت كييف قواتها بالانسحاب. ويتركز قلق الغرب على حشد القوات الروسية على الحدود الشرقيةلأوكرانيا وسط مزاعم الكرملين بوقوع هجمات على الناطقين بالروسية في تلك المنطقة الصناعية من اوكرانيا. لكن رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك قال إن من المرجح فيما يبدو أن الرد الغربي الحازم حتى الآن سيمنع روسيا من الاقدام على ما وصفه بأنه "أعمال عدوان آخرى وتدخل في أراضي أوكرانيا." وأعلنت السلطات الأوكرانية الجديدة زيادة كبيرة بنسبة 50 في المئة في أسعار الغاز المحلية اعتبارا من أول مايو آيار لتفي بشرط لا يحظى بشعبية ضمن شروط الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي كان الرئيس المدعوم من روسيا فيكتور يانوكوفيتش قد رفضه قبل الاطاحة به الشهر الماضي. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن من المتوقع أن يعلن صندوق النقد الدولي برنامج مساعدة لأوكرانيا بحولي 15 مليار دولار في موعد قد لا يتجاوز يوم الخميس. وتسعى كييف للحصول على مساعدة من صندوق النقد لتحقيق الاستقرار في اقتصادها المتداعي. وتقول روسيا إنها ستزيد سعر الغاز الذي تبيعه لأوكرانيا اعتبارا من ابريل نيسان. وردا على مناشدات من الاتحاد الاوروبي لزيادة صادرات الغاز الأمريكية إلى أوروبا بما يقلل الاعتماد على الإمدادات الروسية قال أوباما إن اتفاقية تجارية جديدة عبر الاطلسي يجري التفاوض بشأنها حاليا ستسهل إتمام مثل تلك الصفقات. لكنه قال إن أوروبا يجب أن تنظر أيضا في تطوير مواردها الخاصة من الطاقة وألا تعتمد فقط على أمريكا في إشارة مغلفة إلى مقاومة أنصار البيئة لاستخراج الغاز الصخري وللطاقة النووية. وتوفر روسيا حوالي ثلث احتياجات الاتحاد الاوروبي من النفط والغاز ويصدر حوالي 40 في المئة من غازها عبر اوكرانيا. من جيف ميسون وليديا كيلي