توفي في العاصمة الفرنسية باريس أمس الخطاط والشاعر العراقي محمد سعيد الصكّار عن عمر ناهز الثمانين، تاركا ارثا من الاعمال الشعرية والفنية التي جعلت منه احد اهم فناني الخط العربي والزخرفة في العصر الحديث. ولد الصكار عام 1934 في ببلدة المقدادية، شرقي بغداد، لكنه نشأ في مدينة البصرة جنوبي العراق، وكان يرى في نفسه بصريا حتى النفس الاخير. وظلت البصرة ظاهرة في أعمال الصكار الشعرية والحروفية، ابتداء من اول مجموعة شعرية صدرت له بعنوان امطار في عام 1962، مرورا بمجموعة برتقالة في سورة الماء عام 1968، وانتهاء بلوحاته الحروفية الكثيرة، التي جعلت منه احد اهم فناني الخط العربي والزخرفة في العصر الحديث. اقام الفنان العراقي في فرنسا منذ عام 1978 حيث اختارها لتكون منفاه الاجباري، تفرغ خلالها لعمله الفني في مرسمه. مارس الصكار العمل الصحفي محررا وخطاط ومصمما منذ عام 1955، وحتى مراحل متقدمة من مسيرته المهنية والفنية الطويلة. حصل الصكار على جوائز عدة، من ابرزها جائزة دار التراث المعماري تقديرا لتصميمه جداريات بوابة مكة. حضي الصكار بتكريم معهد العالم العربي لبلوغه الثمانين في السابع عشر من مارس آذار، وقال جاك لانغ رئيس المعهد، ووزير الثقافة الفرنسي السابق، ان الصكار يعد بجدارة احد أبرز ممثلي الخط العربي المعاصر. ابتكر الصكار «الأبجدية العربية المركزة»، التي هدف منها الى تطويع الحرف العربي ليتواءم مع تطورات الطباعية الإلكترونية، كان ذلك منذ اربعين عاما، وبفضل هذا الابتكار بدأت أول التطبيقات المعلوماتية التي مكنت مصممي اجهزة الكومبيوتر من تصميم النصوص العربية المتنوعة المستخدمة حاليا. في الاحتفال التكريمي في معهد العالم العربي سئل الصكار اين يجد نفسه بعد سنوات البصرة والوطن والمنفى والشعر والحرب والحب، فأجاب: «أنا أقرب إلى الشعر، لكنّ هناك رأيا يقول إنني شاعر في خطي وملونٌ في شعري .