منع مسلحون المراقبين العسكريين التابعين لمنظمة الامن والتعاون الاقتصادي في اوروبا الجمعة من دخول القرم للمرة الثانية في يومين وعادوا ادراجهم. واكد عنصران في الوفد رفضا الكشف عن اسمهما انه تعذر عليهم كما حصل الخميس دخول القرم واوضحا انهم سيمضون الليل مجددا في مدينة خيرسون الاوكرانية. وانتقدت روسيا منظمة الامن والتعاون في اوروبا لانها لم تنتظر الحصول على "دعوة رسمية" قبل ارسال مراقبيها الى جمهورية القرم. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان المراقبين حاولوا دخول القرم "بالالتفاف على المبدأ الأساسي لمنظمة الامن والتعاون القائم على التوافق، من دون الأخذ بالاعتبار رأي وتوصيات روسيا، ودون انتظار دعوة رسمية من سلطات القرم". وقالت الخارجية الروسية "قامت مجموعة من الدول الاعضاء والبنى التنفيذية في منظمة الامن والتعاون في اوروبا بأسوأ انواع الكيل بمكيالين في ما يتعلق بالوضع في اوكرانيا". وتابعت "وبخلاف ما ينص عليه تفويضهم، لم يقولوا كلمة واحدة حول تنامي الميول القومية والنازية الجديدة وبالطبع لم +يلاحظوا+ الاعمال العنيفة للقوى المتطرفة" في اوكرانيا. وتصف روسيا بعبارة "متطرفين" السلطات الاوكرانية الجديدة التي قامت بحسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "باستيلاء مسلح على السلطة"، وتعتبر الرئيس المقال فيكتور يانوكوفيتش الرئيس الشرعي الوحيد لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة. وتقضي مهمة المراقبين العمل على تهدئة التوتر في القرم حيث تحاصر قوات روسية قواعد عسكرية اوكرانية او مباني رسمية محلية. وفي موسكو احتشد أكثر من 65 ألف شخص الجمعة للمشاركة في حفل موسيقي لدعم سكان القرم التي طالبت سلطاتها بالانضمام إلى روسيا، كما اعلنت شرطة موسكو. واقام المشاركون في هذا التجمع حفلا موسيقيا خلف الساحة الحمراء المجاورة للكرملين، بدأ باغنية وطنية عنوانها "ضباط" اداها مغني البوب الروسي اوليغ غازمانوف، وحملوا أعلاما روسية ولافتات كتب عليها "القرم أرض روسية" او"القرم نحن معك". ثم صعد الى المنبر الذي علته لافتة كتب عليها "نحن معا" وفد من البرلمان المحلي للقرم التقى نوابا روسا في الصباح. وقال رئيس برلمان القرم فلاديمير كونستانتينوف "تحية من القرم! امس، اتخذنا قرارا تاريخيا حول اجراء استفتاء" فيما هتف الحشد مرحبا. واضاف ان "روسيا لن تتخلى عنا"، داعيا الى دعم جميع الاوكرانيين، ضحايا السلطات "غير الشرعية"، كما قال. واوضح احد المشاركين في التجمع للتلفزيون العام "الكثير من افراد عائلتي في القرم" مؤكدا انه يريد الغاء الحدود بين روسيا والقرم بالكامل. وعلى غرار التجمعات المؤيدة لسياسات الكرملين فان هذا التجمع الكبير كان منظما بعناية من طرف السلطات التي تدفع بالموظفين الى المشاركة وتنقلهم بالحافلات الى مكان اللقاء. وطلب البرلمان المحلي للقرم الذي يهيمن عليه الموالون لروسيا الخميس من فلاديمير بوتين ان يلحق بروسيا شبه الجزيرة الاوكرانية هذه التي يرسو فيها اسطول البحر الاسود، واعلن عن تنظيم استفتاء في 16 اذار/مارس للتصديق على الطلب. وسيختار الناخبون بين الالتحاق بروسيا او تعزيز الحكم الذاتي من ضمن اوكرانيا. واكد البرلمان الروسي صباح الجمعة انه يدعم "الخيار التاريخي" للقرم. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش هذه المسألة الخميس مع مجلس الامن الروسي ولم يتم الكشف عن مضمون المناقشات. من جهته انتقد الرئيس الاوكراني المؤقت اولكسندر تورتشينوف ما اعتبره "جريمة ضد اوكرانيا ارتكبها الجنود الروس" واعلن بدء اجراءات لحل برلمان شبه الجزيرة. ودان الاوروبيون والاميركيون ايضا هذا القرار واعلنوا عن عقوبات جديدة دبلوماسية واقتصادية ضد موسكو. وكان نيكيتا خروتشيف الذي يتحدر من اوكرانيا منح اوكرانيا السوفياتية القرم في 1954. ولتدارك المحاولات الانفصالية منحتها اوكرانيا في 1992 بعد استقلالها على اثر تفتت الاتحاد السوفياتي، وضع الجمهورية التي تتمتع بحكم ذاتي.