اكدت الاممالمتحدة الخميس التوصل الى "هدنة لاسباب انسانية" في حمص (وسط سوريا) ستتيح خروج مدنيين من المدينة المحاصرة ودخول المساعدات الانسانية اليها. وهذا الاتفاق مع الحكومة السورية "سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لحوالى 2500 مدني" عالقين بسبب المعارك، كما اعلن مساعد المتحدث باسم الاممالمتحدة فرحان حق للصحافيين. وقال ان رئيسة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري اموس "سعيدة بخبر الهدنة الانسانية" التي ستتيح ايضا للسكان مغادرة مدينة حمص القديمة. واضاف ان اموس "ستواصل متابعة التطورات من كثب" على الميدان وهي لا تزال تطالب ب "وصول (انساني) بدون عراقيل وآمن ودائم" الى ثلاثة ملايين مدني عالقين بسبب المعارك في سوريا. وذكر بان الاممالمتحدة جهزت مساعدات انسانية (اغذية ومعدات طبية) في محيط حمص انتظارا لمثل هذا الاتفاق وان موظفي وكالاتها الانسانية "مستعدون للتدخل". وكان اعلن في وقت سابق عن توصل دمشقوالاممالمتحدة الى اتفاق حول خروج المدنيين ودخول المساعدات الانسانية الى احياء حمص القديمة المحاصرة منذ اكثر من 600 يوم فيما بلغت حصيلة ستة ايام من القصف الجوي بالبراميل المتفجرة على حلب 257 قتيلا. من جهة اخرى، اعلن متحدث باسم الاممالمتحدة في جنيف لوكالة فرانس برس ان المنظمة الدولية مستعدة للتدخل في حمص لتوزيع المساعدات على الاحياء المحاصرة واجلاء مدنيين وانما لن تؤكد لاسباب امنية تدخلها الا عندما يحصل. وقال جنس لايركي المتحدث باسم مكتب تنسيق العمليات الانسانية في الاممالمتحدة "نرحب باتفاق الاطراف حول عملية انسانية للسماح للمدنيين بالخروج وبوصول المساعدة الى المدينة القديمة في حمص". وبعد ان استبعد حصول مثل هذه العمليات ليلا، قال المتحدث "ستسمعون عن شحنات المساعدات فور حصولها فقط، وهذا لاسباب امنية تتعلق بالعاملين الانسانيين على الارض". واضاف "اذا كانت هناك تغطية كبيرة، فان ايصال شحنات المساعدات قد يفشل". وفي التطورات الميدانية ايضا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي المعارضة سيطروا على غالبية اجزاء سجن حلب المركزي في شمال البلاد وتمكنوا من الافراج عن مئات الاسرى، لكن التلفزيون الرسمي السوري نفى ذلك. وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الخميس "توصل محافظ حمص طلال البرازي والممثل المقيم للامم المتحدة في سورية يعقوب الحلو الى اتفاق يقضي بخروج المدنيين الابرياء من المدينة القديمة وادخال مساعدات انسانية للمدنيين الذين اختاروا البقاء داخل المدينة". واضافت ان المحافظ وممثل الاممالمتحدة "توصلا الى اتفاق يمنح المدنيين الابرياء المحاصرين في أحياء حمص القديمة من اطفال ونساء ومصابين وكبار السن الفرصة لمغادرة المدينة فور توفر الترتيبات اللازمة". واوضحت انه بموجب الاتفاق، ستقوم "الجهات السورية المختصة بتوفير المساعدات الانسانية اللازمة من مأوى واغذية للمواطنين الابرياء الذين يغادرون المدينة"، مشيرة الى ان الاتفاق قضى كذلك "بادخال المساعدات الانسانية من غذاء ودواء ومواد اخرى للمدنيين الذين اختاروا البقاء داخل المدينة القديمة". ويأتي هذا الاتفاق بعد ايام من انتهاء مفاوضات جنيف-2 التي عقدت بين وفدي النظام والمعارضة في اشراف الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي، سعيا للتوصل الى حل للازمة المستمرة منذ نحو ثلاثة اعوام. وشكل موضوع حمص القديمة التي تسيطر عليها المعارضة، بندا رئيسيا في المباحثات بين نظام الرئيس بشار الاسد ووفد المعارضة التي اختتمت الجمعة 31 كانون الثاني/يناير. واعلن الابراهيمي ان الوفد الرسمي تعهد السماح بخروج النساء والاطفال من الاحياء المحاصرة منذ حزيران/يونيو 2012، معربا عن امله في دخول مساعدات انسانية اليها. ولم تنفذ اي من هذه الخطوات على الارض. ويقول ناشطون في حمص القديمة ان قرابة ثلاثة آلاف مدني ما زالوا متواجدين في هذه المناطق التي تتعرض للقصف في شكل شبه يومي. وقال ناشط في الاحياء المحاصرة قدم نفسه باسم "ابو زياد الحمصي"، لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان "العديد من العائلات تريد الخروج، وهي جاهزة لذلك". وميدانيا، اعلنت كتائب اسلامية الخميس شن حملة عسكرية ضد القوات النظامية في حلب مع تجاوز عدد القتلى فيها 250 شخصا منذ السبت، جراء القصف الجوي بالبراميل المتفجرة. واعلنت "الجبهة الاسلامية" التي تعد من ابرز التشكيلات المقاتلة على الارض وتضم آلاف المقاتلين، وجبهة النصرة (الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا)، اطلاق معركة "واقترب الوعد الحق" في حلب. ودعت هذه التنظيمات في بيان "كافة المتواجدين في المقرات بالتوجه إلى جبهات القتال وإلا سيتعرضون للمساءلة والمحاسبة". ويأتي الاعلان عن هذه العملية وسط تحقيق القوات النظامية تقدما على اطراف الاحياء الشرقية من حلب، والتي تسيطر عليها المعارضة منذ اكثر من عام. وتتقدم القوات النظامية من جهة الريف الشرقي، ومطار حلب الدولي (جنوب شرق). ولجأت القوات النظامية في الفترة الماضية لقصف عنيف على الاحياء الشرقية في حلب، باستخدام البراميل المتفجرة التي تلقى من الطائرات من دون نظام توجيه. واليوم، افاد المرصد عن ارتفاع حصيلة القتلى في هذا القصف الجوي منذ السبت، الى 257 شخصا بينهم 76 طفلا. وقال المرصد صباح اليوم انه وثق "استشهاد 246 بينهم 73 طفلا دون سن الثامنة عشر (...) وما لا يقل عن 22 مقاتلا من الكتائب المقاتلة، استشهدوا خلال الايام الخمسة الفائتة جراء القصف بالبراميل المتفجرة التي القتها الطائرة المروحية على أحياء حلب الشرقية". وفي وقت لاحق، قال المرصد ان 11 شخصا بينهم ثلاثة اطفال، قضوا اليوم في قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على حي هنانو. من جانب اخر، افاد المرصد السوري ان مقاتلي المعارضة سيطروا على غالبية أجزاء سجن حلب المركزي وتمكنوا من الافراج عن مئات الاسرى. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "سيطر عناصر من جبهة النصرة (الذراع الرسمية للقاعدة في سوريا) وحركة احرار الشام (المنضوية تحت لواء "الجبهة الاسلامية") اليوم على 80 بالمئة من سجن حلب المركزي"، مشيرا الى تمكنهم من "الافراج عن مئات السجناء"، بينما تستمر الاشتباكات في بعض الاجزاء المتبقية. لكن التلفزيون الرسمي السوري نفى سيطرة المقاتلين على اجزاء من السجن. وقال في شريط اخباري عاجل "جيشنا الباسل وعناصر حماية سجن حلب المركزي يحبطون محاولة مجموعات ارهابية الاعتداء على السجن، ويوقعون اعدادا كبيرة من افرادها قتلى". ويستخدم النظام والاعلام الرسمي عبارة "المجموعات الارهابية" للاشارة الى المقاتلين المعارضين. وفي الجهود الدبلوماسية، اعلن السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين الاربعاء ان روسيا تعتبر انه "ليس الوقت المناسب" كي يبحث مجلس الامن الدولي قرارا يطالب بفتح ممرات انسانية في سوريا. وادى النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، الى مقتل اكثر من 136 الف شخص، بحسب المرصد.