بدأت روسيا الخميس جولة محادثات جديدة مع وزيري خارجية ايران محمد جواد ظريف وسوريا وليد المعلم حول الوضع في سوريا قبل اقل من اسبوع من انعقاد مؤتمر جنيف-2 بحثا عن حل سياسي للنزاع في هذا البلد. وتاتي هذه المحادثات على وقع استمرار المعارك بين الجهاديين ومقاتلي المعارضة السورية واعلان المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس ان هذه المعارك اسفرت عن اكثر من الف قتيل غالبيتهم من المقاتلين منذ اندلاعها قبل اسبوعين. في هذا الوقت، لا تزال المعارضة السورية منقسمة في شان المشاركة او لا في مؤتمر جنيف-2. ووصل ظريف والمعلم معا الى موسكو ليل الاربعاء الخميس على متن الطائرة نفسها. وكان ظريف اجرى محادثات الاربعاء في دمشق مع الرئيس السوري بشار الاسد والوزير المعلم. والتقى ظريف صباح الخميس نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي يستقبل الجمعة الوزير السوري. وعقد الوزراء الثلاثة بعد ذلك اجتماعا قصيرا بعد الظهر، كما ذكرت وكالة الانباء الروسية انترفاكس. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع ظريف "هذا لا يعني ان لدينا مشروعا ثلاثيا". وتأتي محادثات موسكو قبل اقل من اسبوع من مؤتمر جنيف-2 الذي سيعقد في مونترو بسويسرا في 22 الجاري وسيضم ممثلين لكل من النظام السوري والمعارضة بهدف ايجاد حل سلمي للنزاع الدائر في سوريا منذ 2011 والذي اوقع اكثر من 130 الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتدعو روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري الذي تبيعه اسلحة، الى مشاركة ايران في مؤتمر السلام، فيما تعارض واشنطن حتى الان حضور الجمهورية الاسلامية التي تدعم هي ايضا دمشق. وكرر لافروف الخميس "نحن مقتنعون بان ايران يجب ان تكون مدعوة الى المؤتمر". غير ان وزارة الخارجية الروسية اشارت الى ان مؤتمر جنيف-2 يجب ان "يستند الى بنود اعلان جنيف الذي اقر في 30 حزيران/يونيو 2012 والذي نص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا"، وهو وثيقة ترفضها طهران حتى الان. وترفض طهران الاخذ ببيان جنيف لان حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تضم معارضين وممثلين عن النظام سيكون في وسعها ابعاد الرئيس بشار الاسد عن رأس البلاد. لكن الولاياتالمتحدة التي تدعم المعارضة السورية والتي سترسل الى المؤتمر وفدا برئاسة وزير خارجيتها جون كيري، تعتبر ان على ايران ان تقبل بعملية الانتقال السياسي في سوريا ان ارادت المشاركة في جنيف-2. وفي دمشق، رأى وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر الخميس ان مؤتمر جنيف-2 "لن يحل الازمة السورية". وقال حيدر في منتدى عقد في مكتبة الاسد الوطنية في دمشق "لا تنتظروا من جنيف-2 شيئا الان، جنيف-2 لن يحل الازمة السورية، ولا جنيف-3 ولا جنيف-10". واضاف "لا تنتظروا من جنيف-2 شيئا، والحل سوري سوري"، متابعا ان "الحل بدأ وهو يستمر بانتصار الدولة بمظهرها العسكري (...) وفي ثبات الدولة وصمود الدولة بكل مؤسساتها التي راهن الاعداء على تفككها". من جهة اخرى، حض الاسلامي المتشدد عمر محمود عثمان الملقب "أبو قتادة" الخميس أمير "الدولة الاسلامية في العراق والشام" على الانضواء تحت "جبهة النصرة" ووقف القتال بين الفصائل الاسلامية. ووجه ابو قتادة رسالة خلال جلسة محاكمته بتهم تتعلق بالارهاب في عمان، لكل من ابو بكر البغدادي أمير "الدولة الاسلامية في العراق والشام"و ابو محمد الجولاني أمير "جبهة النصرة" مطالبا اياهما ب"وقف الاقتتال بين الفصائل الاسلامية". وفي جنيف، حذرت مفوضة الاممالمتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الخميس المجموعات المسلحة في المعارضة السورية من ان اعمال الاعدام الجماعية التي تقوم بها في شمال البلاد يمكن ان تعتبر "جرائم حرب". وفي لبنان المجاور الذي يتأثر مباشرة بالازمة السورية، قتل ثلاثة اشخاص واصيب 31 آخرون على الاقل بجروح في تفجير سيارة مفخخة الخميس يرجح ان انتحاريا كان يقودها في وسط مدينة الهرمل (شرق) حيث يتمتع حزب الله الشيعي بنفوذ واسع، بحسب ما افادت مصادر حكومية لبنانية. ويفترض ان يحتل الملف النووي الايراني والتعاون العسكري بين روسياوايران حيزا في المحادثات بين ظريف ولافروف. وقال ظريف خلال لقائه بوتين "انني سعيد جدا لانني ارى وبفضل جهودكم (...) اننا تمكنا من التقدم في حل واحدة من المشاكل الدولية الكبرى". وذكرت صحيفة كومرسانت الخميس نقلا عن مصدر في الحكومة الروسية ان موسكووطهران قد توقعان اتفاقا تقوم روسيا بموجبه باستيراد كميات ضخمة من النفط الايراني على الرغم من اعتراضات الولاياتالمتحدة. لكن ظريف اوضح في مقابلة مع التلفزيون الروسي ان هذا الموضوع لن يتم التطرق اليه خلال زيارته. وتخشى واشنطن ان يكون لمثل هذا الاتفاق انعكاسات سلبية على تطبيق اتفاق جنيف الموقع في تشرين الثاني/نوفمبر بين ايران والدول الست الكبرى والذي نص على تجميد الانشطة النووية الايرانية الحساسة لفترة انتقالية من ستة اشهر لقاء رفع جزئي للعقوبات الغربية المفروضة على هذا البلد. وفي ما يتعلق بالتعاون العسكري، صرح ظريف لوكالة انترفاكس ان ايران لا ترغب في الحصول على انظمة دفاع جوية مضادة للطائرات من طراز انتي-2500. والغت روسيا العام 2010 عقدا مع طهران بقيمة 800 مليون دولار لتسليم صواريخ اس-300 قادرة على اعتراض طائرات وصواريخ في الجو، وذلك عملا بالعقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي.