اصر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس على مطالبه بتأمين الحدود بين الاردن والضفة الغربية والاعتراف باسرائيل "كدولة للشعب اليهودي" للتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. واستقبل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني صباح الخميس في عمان نتانياهو وبحث معه عملية السلام التي اطلقها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في تموز/يوليو الماضي. وقال مكتب نتانياهو في بيان ان "رئيس الوزراء اكد (خلال اللقاء) ان اسرائيل تولي اهمية بالغة للترتيبات الامنية، بما في ذلك مصالح الاردن في اي اتفاق مستقبلي سيأخذ بالاعتبار اتفاقية السلام الموقعة قبل عشرين عاما". واوضح الديوان الملكي الاردني ان اللقاء يأتي "حرصا من الملك على تحقيق تقدم ملموس يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، ويحمي في نفس الوقت المصالح الأردنية العليا، خصوصا في مفاوضات قضايا الوضع النهائي لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يتم فيها بلورة الاطار التفاوضي". وغادر كيري المنطقة الاسبوع الماضي بعد اربعة ايام من اللقاءات المكثفة مع القادة الاسرائيليين والفلسطينيين لكنه لم يتمكن من التوصل الى اتفاق-اطار يحدد الخطوط العريضة لتسوية نهائية لقضايا الحدود والامن ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين. وتعود آخر زيارة لرئيس الوزراء الاسرائيلي الى الاردن الى آذار/مارس 2013. والاردن هو ثاني دولة عربية وقعت اتفاق سلام مع اسرائيل عام 1994 وتعد المسؤولة عن المسجد الاقصى وقبة الصخرة في القدسالشرقية التي تحافظ عليهما بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية. ولدى الاردن حدود مع الضفة الغربيةالمحتلة، التي ستشكل الجزء الاكبر من الدولة الفلسطينية المنشودة والتي ترغب اسرائيل في الحفاظ على السيطرة عليها لفترة طويلة بعد اتفاق سلام، الامر الذي يرفضه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واكد المفاوض الفلسطيني نبيل شعث الخميس ان نتانياهو فرض على وزير الخارجية الاميركي جون كيري اضافة ضرورة اعتراف الفلسطينيين باسرائيل "كدولة للشعب اليهودي" بندا في مفاوضات السلام. وقال المفاوض المخضرم "نجحت اسرائيل في اقناع كيري حقا في تغيير جدول اعمال المحادثات". وجاءت تصريحات شعث المسؤول في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقاء مع الصحافيين في رام الله في الضفة الغربية. واضاف "حاليا، كيري يأتي ذهابا وايابا لنقاش مسألتين فقط لم تكونا ابدا على جدول اعمالنا: يهودية اسرائيل وغور الاردن". واعتبر انه "من وجهة النظر الاسرائيلية فان الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة يهودية يساوي الغاء حق العودة او اي حل لمشكلة اللاجئين بناء على القرار 194". وتساءل "هل تعتقدون ان هناك اي مسؤول فلسطيني بكامل قواه العقلية يستطيع قبول ذلك؟ ام ان الهدف هو ان يجعل من المستحيل ان يقوم اي مسؤول فلسطيني باتفاق سلام مع اسرائيل". واكد شعث ايضا رفض الفلسطينيين التسوية على غور الاردن والتي تنص على ابقاء الوجود العسكري الاسرائيلي لفترة ما بين 10 الى 20 عاما قابلة للتمديد وفقا لتقديرات اسرائيل. من ناحيته، قاد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي داني دانون الذي يعد صقرا متطرفا في حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتانياهو تظاهرة الخميس في غور الاردن. وصرح قائلا "المجتمعات اليهودية ستبقى الى الابد في غور الاردن" في اشارة الى المستوطنات في المنطقة، منتقدا ايضا المقترحات الامنية الاميركية. واوردت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان نتانياهو اضاف كتلة استيطانية جديدة للكتل الاستيطانية الثلاث الكبرى (غوش عتصيون، اريئيل ومعاليه ادوميم) التي تعتزم اسرائيل ضمها اليها في اطار اتفاق سلام، هي بيت ايل الواقعة على مسافة قريبة من مدينة رام الله. ودفع كيري الاسرائيليين والفلسطينيين الى العودة الى المفاوضات المباشرة الصيف الماضي وقام منذ ذلك الوقت بجولات مكوكية بين قيادة الطرفين في محاولة لابقاء المحادثات مستمرة. وشملت اقتراحاته خطة امنية للحدود بين الدولة الفلسطينية المستقبلية والاردن المجاور تتضمن معدات متطورة تمكن اسرائيل من تقليص او انهاء وجود قواتها على الارض، بحسب الاعلام الاسرائيلي.