اتهم وزير العمل الفلسطيني احمد مجدلاني الثلاثاء في دمشق مجموعات مسلحة قال انها صاحبة "نهج واهداف ارهابية" بافشال دخول قافلة مساعدات غذائية وطبية الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، داعيا الى عدم استخدام المخيم "رهينة" في الازمة السورية. في المقابل، اتهم ناشطون في مخيم اليرموك قوات النظام والفلسطينيين الموالين لها باعاقة دخول قافلة الاغاثة. وقال مجدلاني الذي يراس وفدا فلسطينيا من اجل التفاوض لادخال مساعدات الى مخيم اليرموك في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية، انه تم استهداف قافلة مساعدات حاولت دخول المخيم الاثنين "قبل مئة متر من منطقة التجمع المتفق عليها على اطراف مخيم اليرموك بمنطقة تقاطع مع الحجر الاسود" في جنوب العاصمة. واضاف "ان مصادر اطلاق النار كانت محدودة ومعروفة من القاطع الذي تسيطر عليه جبهة النصرة واحرار الشام وصقور الجولان"، في اشارة الى ثلاث مجموعات سورية تقاتل النظام. وقال ان كل هذه التنظيمات "معروفة بارتباطاتها واهدافها ونهجها الارهابي". وقال مجدلاني ان "شعبنا في كل مكان يعلم ما هي الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية، ويعلم ان من يختطف المخيم هي هذه المجموعات وليس السلطات السورية التي يدعون انها تحاصر المخيم وتمنع دخول المواد الغذائية والتموينية الطبية" اليه. وسيطرت مجموعات من المعارضة المسلحة على اجزاء واسعة من مخيم اليرموك منذ حوالى سنة، وتفرض قوات النظام حصارا مشددا على المخيم منذ اشهر طويلة. ويقاتل عدد من الفلسطينيين الى جانب مقاتلي المعارضة، بينما انضم آخرون الى ميليشيات موالية لقوات النظام. وتوفي الثلاثاء رجل وامرأة داخل المخيم "جراء نقص الأغذية والأدوية وسوء الاوضاع الإنسانية والمعيشية"، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي احصى حتى الآن وفاة حوالى خمسين شخصا في اليرموك للاسباب ذاتها. ولم تتمكن قافلة المساعدات الاثنين من دخول اليرموك، في محاولة هي السادسة لادخال ادوية ومساعدات، بسبب تعرضها لاطلاق نار، بحسب ما قال مسؤولون فلسطينيون لوكالة فرانس برس من دون ان يحددوا مصدر النار. وكانت القافلة تضم ست شاحنات محملة بمساعدات تحوي 1700 طرد غذائي يزن كل منها 30 كلغ من المواد الغذائية تكفي الاسرة لعشرين يوما والمساعدات تقدمة من الاونروا و14 فصيلا فلسطينيا. وذكر ناشطون على صفحة "تنسيقية مخيم اليرموك- الثورة السورية" على موقع "فيسبوك" ان قوات النظام اعاقت دخول القافلة. وجاء على الصفحة ان "النظام السوري وجماعة (الجبهة الشعبية-القيادة العامة برئاسة) احمد جبريل افتعلوا اشتباكا لقتل الشعب الفلسطيني والموجودين في المنطقة في سياسة التجويع المعلن. هذا ما حدث يوم امس لدى محاولة دخول قافلة الاغاثة". وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع "يوتيوب"، بدا فتى يصرخ بلهجة يأس ظاهر من داخل المخيم "لا علاقة لنا نحن بالطرفين، نريد ان نأكل ونشرب. نريد ان نكون بأمان، ونريد ان يكون المخيم بامان. لا علاقة لنا باحد...". ثم ينفجر باكيا، ويضيف "مضت سنة لم ار فيها ابي.. يجب ان يخرجونا من هنا. لا علاقة لنا. يستغلوننا.. يبيعوننا كيلو الارز بعشرة الاف ليرة، ليس معنا عشرة الاف... ارحمونا". وقال الوزير الفلسطيني في مؤتمره الصحافي متوجها الى المقاتلين الموجودين داخل المخيم "اتركوا المخيم لاصحابه ولا تتخذوا منه ومن الفلسطينيين دروعا لكم والجيش السوري جاهز لمنازعتكم في منطقة اخرى". واعتبر "منع الطعام والدواء للوصول الى ابناء شعبنا جريمة حرب ضد الانسانية وامعانا في اختطاف المخيم واستخدام المواطنين الفلسطينيين كرهائن ودروع بشرية". وقال "هذا الامر لن نقبله بالمرة". وتابع ان "على هؤلاء المسلحين ان يعلموا ان مشكلتهم لن تبقى مع الدولة السورية وانما ستكون مع الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته". وذكر مجدلاني بان السلطة الفلسطينية اختارت "سياسة النأي بالنفس" في النزاع السوري و"اتخاذ موقف الحياد الايجابي". واشار الى ان "300 الف فلسطيني اضطروا الى مغادرة مخيماتهم وتجمعاتهم الى خارج سوريا وخسروا كل ما يملكون"، لافتا الى ان ذلك "في واقع الامر نكبة ثانية ان لم تكن اسوأ من نكبة 1948".