اكد اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حماس السبت عدم تدخل حركته بالاحداث الجارية في مصر وسوريا لكنه عبر عن فخره بموقف حماس المساند للشعوب العربية في نيل حريتها. وقال هنية في خطاب القاه في غزة لمناسبة مرور عامين على صفقة تبادل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط مع اكثر من الف اسير فلسطيني "لم نتدخل في شأن اي دولة ولم نكن طرفا في اية احداث او حراك ولا في خلاف او صراع داخلها فهذا شأن داخلي لكل دولة وهذا ينطبق على موقفنا من كل ما جرى ويجري في سوريا ومصر ولبنان وغيرها من الدول العربية والاسلامية". وشدد هنية في خطاب استمر تسعين دقيقة "لسنا طرفا في اية حوادث جرت او تجري في سيناء ولا في غيرها فنحن لا نعمل الا في ساحتنا الفلسطينية ولا نوجه بنادقنا الا ضد العدو الصهيوني فقط". واضاف "نحن لا نريد لمصر الا كل الخير والامن والوحدة والاستقرار ولا نتوقع منهم الا كل الدعم والاحتضان، وندعو الاجهزة القضائية في مصر لتزويدنا باية معلومات لمتابعتها ولازالة اية هواجس او شكوك مع تأكيدنا ان ما يجري هو محض اتهام". وقال هنية "معركتنا الوحيدة هي ضد المحتل الصهيوني وسنظل حريصين على تجنب اي شيء يؤدي لتوتير الاجواء مع اشقائنا في مصر ومع اية دولة عربية او اسلامية". كما دعا المؤسسات السياسية والاعلامية بمصر "لوقف حملة التحريض والاتهام والتهديد الموجهة ضد غزة وحماس ووقف الاجراءات التقييدية فذلك لا يخدم الا الاحتلال" مشيرا الى "ما يزال يصيبنا من اذى وحصار وتضييق جراء اغلاق معبر رفح المتكرر وهدم الانفاق دون توفير بدائل والتحريض الى حد التلويح باستهداف غزة وضربها عسكريا". وتشهد العلاقات بين مصر وحركة حماس، التي خرجت من عباءة جماعة الاخوان المسلمين، توترا منذ عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لهذه الجماعة في الثالث من تموز/يوليو الماضي. واغلق النظام المصري الجديد مئات الانفاق الحدودية مع قطاع غزة ولم يعد يفتح معبر رفح، المنفذ الوحيد امام سكان القطاع، سوى لفترات محدودة. وتؤكد السلطات المصرية ان هذه الاجراءات تستهدف التضييق على المجموعات الاسلامية الجهادية المسلحة التي تشن، منذ عزل مرسي، هجمات دامية على قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء. وتابع هنية "عبرنا ولا نزال عن وقوفنا من حيث المبدأ والتزاما بموقفنا الاخلاقي مع الشعوب وحقها في الحرية والكرامة وضد ما يؤدي لسفك دمائها من اي طرف كان". وقال هنية "ان حماس لا تشعر انها في مأزق حتى تدفع ثمنا للخروج منه، هناك تطورات كبيرة في المنطقة اثرت علينا وعلى غيرنا، حماس لا تندم ولا تعتذر عن تلك المواقف المشرفة حتى ترضي احدا، نحن لم نعتد على احد ولم نغدر باحد ولم نخطئ في البوصلة والمسار العام". وطالب هنية مصر بفتح معبر رفح الحدودي تجاريا وامام الاشخاص. ومنذ بداية تموز/يوليو تعتمد السلطات المصرية الية استثنائية لفتح معبر رفح جزئيا خصوصا امام الحالات الانسانية. ومن المقرر ان يفتح المعبر جزئيا غدا الاحد بعد اغلاقه لستة ايام بحسب مسؤول في حكومة حماس. وبعد ان اشار الى معاناة اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من الاحداث بسوريا، دعا هنية الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى "التعاون المشترك والعمل معا من اجل تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في تلك الساحات". وقال "نحن مستعدون ان نتعاون معا ونيسر الظروف والوسائل من اجل استيعاب البعض منهم في غزة ممن يرغب في ذلك". من جهة ثانية وبعد ان حيا "ابطال العمليات في الضفة الغربية" دعا هنية وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحماس "شعوب امتنا العربية والاسلامية للاستعداد لانتفاضة الاقصى الكبرى من طنجة الى جاكرتا". وقال "على العدو ان يكف عن المساس بالقدس والاقصى لان النيران التي ستندلع وغضب الشعب والقيادة اكبر من قدرته على الاحتمال". وبين هنية ان "الاف المقاومين يتجهزون فوق الارض وتحتها لملقاة العدو". ودعا هنية للمصالحة عبر "البحث العملي في آليات تطبيق اتفاق المصالحة وانهاء الانقسام مع التركيز على الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية وتوفير الاجواء الداخلية والحريات العامة اللازمة لاجرائها". ودعا الرئيس الفلسطيني الى "سرعة تشكيل الحكومة بناء على ذلك". لكنه شدد مجددا على ضرورة "وقف" المفاوضات مع اسرائيل معتبرا انه "من اكثر القضايا خطورة الانفراد بالقرار السياسي والتنسيق الامني". وخلص الى القول "المفاوضات الحالية تشكل خروجا عن الاجماع الوطني". من جهة اخرى، اكد الجيش الاسرائيلي السبت لفرانس برس انه وجه رسائل نصية قصيرة ضد حماس الى سكان قطاع غزة بالامس. وقالت متحدثة عسكرية "نعتبر ان من المهم ان يكون سكان غزة مدركين لكيفية اختيار قياديي حماس المخادعين طريق الارهاب عوضا عن طريق التنمية المدنية". والجمعة افاد سكان في غزة عن تلقي رسائل نصية تتهم حماس بممارسة "الارهاب" على حساب الشعب. ومما اوردته الرسائل بحسب عدد من الشهود الفلسطينيين "اعلموا ان حركة حماس تنفق ملايين الدولارات على الانفاق التي تؤدي إلى أعمال عدائية وإرهابية على دولة إسرائيل". وتابعت "واعلموا ان هذه الأموال من حقكم وكان يجب ان تنفق في مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة". ولمحت الرسالة الى اعلان اسرائيل في 13 تشرين الاول/اكتوبر العثور على نفق بطول 1,7 كلم بين قطاع غزة والاراضي الاسرائيلية، مخصص بحسب الجيش الاسرائيلي "لنشاطات ارهابية".