افادت استطلاعات الرأي ان الرئيس الاذربيجاني المنتهية ولايته الهام علييف والذي يتولى الحكم منذ خلف والده في 2003، فاز مساء الاربعاء بحصوله على اكثر من 80% من الاصوات في انتخابات رئاسية اجريت تحت اشراف محلي ودولي. وسيفوز علييف بالانتخابات بحصوله على حوالى 84% من الاصوات، كما افاد استطلاع للرأي اجرته لدى خروج الناخبين من اقلام الاقتراع مؤسسة بروغنوس التي تتولى السلطات ادارتها. وانتقد مرشح المعارضة جميل حسنلي الذي حصل على اقل من 10% من الاصوات، عمليات التزوير "الكثيفة" وحذر من انه لن يعترف بنتائج الانتخابات. وكان اكثر من 66% من خمسة ملايين ناخب في البلاد صوتوا في الساعة 12,00 ت غ قبل ساعتين من اقفال اقلام الاقتراع، كما ذكرت اللجنة الانتخابية المركزية. واشاد رئيس اللجنة المركزية مزاهر بناخوف ب "نسبة المشاركة المرتفعة". وادلى الهام علييف بصوته في باكو العاصمة ترافقه زوجته مهربان وابنتاهما، ولم يدل بتصريح صحافي. وتنافس عشرة مرشحين لرئاسة هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في جنوب القوقاز الغنية بالنفط، حتى لو لم يكن لدى اي منهم اوهام حول نتيجة الانتخابات. وتحدث المعارضون عن مخالفات كثيرة الاربعاء، مؤكدين ان الناخبين انفسهم كانوا يصوتون مرارا في مختلف اقلام الاقتراع وان المراقبين منعوا من مراقبة عمليات التصويت. واكد مكتب مرشح المعارضة جميل حسنلي في بيان ان "عمليات تزوير كثيفة قد حصلت في كل انحاء البلاد". واضاف البيان ان المعارضة "لا تعترف بنتائج هذا الانتخاب الذي لم يكن لا حرا ولا نزيها". وتحدث رئيس اللجنة الانتخابية عن بعض التصرفات "الاستفزازية" التي قام بها ناشطون من المعارضة لمنع الانتخابات. وقد خلف علييف والده في 2003 ثم اعيد انتخابه في 2008 لولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات قبل ان يحصل عبر استفتاء في 2009 على الغاء حصر عدد الولايات الرئاسية المتتالية باثنتين فقط. ولم يقم علييف بحملة انتخابية، لكن انصاره يؤكدون ان النتائج الاقتصادية التي حققها تتحدث عنه. فبفضل الثروة النفطية المقدرة بمليارات الدولارات ارتفع مستوى المعيشة بشكل منتظم في السنوات الاخيرة في هذا البلد الذي يبلغ تعداده السكاني نحو عشرة ملايين نسمة، فيما تنامت اهميته اكثر فاكثر بالنسبة الى اوروبا كمصدر للمحروقات. وقال رضوان سميدوف (25 عاما) وهو مدير تسويق "بالطبع ساصوت لرئيسنا الحالي الهام علييف"، مضيفا "لان البلاد تطورت حقا في ظل قيادته". وقبل علييف حكم والده حيدر علييف الذي كان مديرا محليا لاجهزة الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) وعضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي، اذربيجان بلا منازع من 1969 الى 2003. واشرف اكثر من 52 الف مراقب محلي ودولي على سير عمليات الاقتراع الرئاسي في اذربيجان حيث دعي نحو خمسة ملايين ناخب للادلاء باصواتهم. وستعقد منظمة الامن والتعاون في اوروبا مؤتمرا صحافيا الخميس في باكو. وقد ندد المعارضون بحملة قمع مع اقتراب موعد الاقتراع حيث تم توقيف عديد كبير من الاشخاص وصدرت قوانين لكم افواه المعارضين حتى على الانترنت. ونددت منظمة العفو الدولية ب "دوامة قمع" استهدفت "منظمات غير حكومية ووسائل اعلام ومنتقدين ومؤيدين للديموقراطية وكذلك احزاب المعارضة". وكانت المعارضة المنقسمة عادة والتي قاطع القسم الاكبر منها الانتخابات في 2008، نجحت في ايار/مايو في التوصل الى تفاهم لدعم مرشح مشترك هو المؤرخ والنائب السابق جميل حسنلي. وخلال مداخلات قصيرة في مناقشات، اتهم حسنلي (61 عاما) الهام علييف بالاسهام في تفشي الفساد، واعتبر ان التزوير وحده يمكن ان يؤمن له الفوز. وقال حسنلي لوكالة فرانس برس "ان كانت الانتخابات حرة ونزيهة وديموقراطية فسافوز، ليس لدي ادنى شك في ذلك". وردت الحكومة على اتهامات المعارضة وبالرغم من وجود مراقبين اوروبيين، فان انتقاد الاقتراع قد لا يكون له اثر كبير بسبب الاهمية الاستراتيجية لمحروقات اذربيجان لدى الاوروبيين. غير ان الخبراء يعتبرون انه مع العائدات النفطية التي يتوقع تراجعها وحقول غاز جديدة ينبغي استغلالها، فقد يجد علييف صعوبة متزايدة في احتواء الاستياء من الفساد والتفاوت الاجتماعي.