اتفقت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية الاربعاء على خطة ردع لمواجهة الخطر النووي الذي تطرحه بيونغ يانغ كما اتفقت على مناقشة مسالة القيادة العملانية للجيش الكوري الجنوبي في زمن الحرب. واعلن الاتفاق على هذه الخطة في اليوم الاخير لزيارة وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الى سيول حيث اكد مجددا تصميم واشنطن على صون امن حليفه الكوري الجنوبي القلق من التهديدات النووية والاستفزازات المتكررة من قبل جاره الشمالي. وهذا الاتفاق يضع "اطارا استراتيجيا" بين البلدين الحليفين للرد على مختلف "سيناريوهات التهديدات النووية الكورية الشمالية" في زمن السلم او الحرب، كما اكد البلدان في بيان مشترك نشر عقب الاجتماع التشاوري ال45 حول الامن. ولم يعط البلدان اي تفاصيل بشأن التدابير المنصوص عليها في هذا الاتفاق الذي قد يثير غضب بيونغ يانغ. وقد نددت بيونغ يانغ مرة جديدة الثلاثاء في الاممالمتحدة ب"غطرسة" واشنطن وب"سياستها العدوانية" وكذلك ب"النهج النزاعي" لكوريا الجنوبية. وقال مسؤول اميركي في وزارة الدفاع طلب عدم كشف هويته "ان ما تحصل عليه جمهورية كوريا هو افضل تفاهم وافضل ضمانة للوفاء بالتزاماتنا". ويهدف الاتفاق الى تزويد كوريا الجنوبية بقوة ردع "ذات مصداقية وفاعلة ودائمة" ازاء جارها الشمالي، كما قال وزير الدفاع الاميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره كيم كوان-جين في سيول. وبحسب قوله فان "الردع هو في صلب التحالف" مع سيول. وهذه الخطة لا تشمل فقط التهديد النووي بل جميع اسلحة الدمار الشامل الكورية الشمالية خاصة الاسلحة الكيميائية. وقد يكون لدى كوريا الشمالية نحو خمسة الاف طن من الاسلحة الكيميائية، اي خمسة اضعاف ما تملكه سوريا بحسب مسؤولين كوريين جنوببين في الدفاع. وفي هذا السياق حذر الوزير الاميركي "يجب الا يكون هناك اي شك بان استخدام الاسلحة الكيميائية من قبل كوريا الشمالية سيكون قطعا غير مقبول". واضاف "ان الولاياتالمتحدة تبقى ملتزمة باستخدام جميع وسائلها العسكرية" بما في ذلك انظمتها الدفاعية المضادة للصواريخ ومظلتها النووية من اجل حماية كوريا الجنوبية. وتعهدت واشنطن ايضا بابقاء عدد العسكريين الاميركيين المتمركزين في كوريا الجنوبية على مستواه الحالي اي 28500 عنصر. وقال "ان الولاياتالمتحدة تلتزم بذلك ليس فقط بسبب معاهدتنا الدفاعية المشتركة بل وايضا لانه لدينا الاعتقاد الراسخ بان سياسة كوريا الشمالية واستفزازاتها تشكل تهديدا خطيرا على الاستقرار الاقليمي والامن العالمي". الى ذلك قرر البلدان ايضا "متابعة مشاوراتهما حول انتقال" القيادة العملانية للجيش الكوري الجنوبي في زمن الحرب كما اكد وزير الدفاع الكوري الجنوبي. وهذه القيادة العملانية تقضي بان يتولى جنرال اميركي قيادة الجيش الكوري الجنوبي في حال نشوب حرب مع كوريا الشمالية. وكانت هذه القيادة في زمن السلم سلمت الى السلطات الكورية الجنوبية في 1994. لكن يفترض ان تسلم في زمن الحرب الى الجيش الكوري في كانون الاول/ديسمبر 2015، لكن كوريا الجنوبية طلبت ارجاء هذا الاستحقاق في 2010 بعد نسف الطراد الكوري الجنوبي شيونان من غواصة كورية شمالية. الا ان الازمة الاخيرة مع كوريا الشمالية حملت سيول الى طلب تأجيل جديد يتعارض مع تصريحات للرئيس باراك اوباما يدعو فيها الى احترام الجدول الزمني في هذا الخصوص. واعتبر الوزير الكوري الجنوبي ان التهديد الذي تطرحه بيونغ يانغ "مختلف" ومتنام مع القيام بتجربة نووية ثالثة في شباط/فبراير الماضي وتطوير قدراتها في مجال الصواريخ البالستية. وترغب واشنطن من جهتها في الاحتفاظ بموعد 2015 لكن تشاك هيغل اقر الاربعاء بان هذا لانتقال يجب ان يكون "رهنا بالوضع" نظرا الى الوضع في شبه الجزيرة الكورية والوسائل العسكرية الكورية الجنوبية خاصة في المجال الدفاعي المضاد للصواريخ. وقال انه استمع "بجدية كبيرة" الى مخاوف سيول وعبر عن "تفاؤله الكبير" بشان التوصل الى ارضية تفاهم. وقبل اقلاع طائرته الى طوكيو حضر الوزير الاميركي حفلا لمناسبة انتقال القيادة على راس القوات الاميركية في كوريا حيث خلف الجنرال كورتيس سكاباروتي الجنرال جيمس ثرمان.