فيينا (رويترز) - أجرت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات "بناءة" يوم الجمعة وقال الجانبان إنهما سيجتمعان مرة أخرى خلال شهر في تكثيف للجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء أزمة كان من الممكن أن تؤدي إلى حرب. وأجريت المحادثات في فيينا مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتزامنت مع تصريحات للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني عبر فيها للقوى العالمية في نيويورك عن رغبته في التوصل إلى اتفاق خلال شهور لإنهاء النزاع القائم منذ فترة طويلة. وقال روحاني اليوم الجمعة إنه يريد أن تؤدي المحادثات مع الدول الست الكبرى بشأن برنامج بلاده النووي إلى نتائج ملموسة خلال فترة قصيرة. والمحادثات في فيينا منفصلة عن اجتماعات إيران مع القوى العالمية لكن المسارين الدبلوماسيين يركزان على الشكوك في أن طهران ربما تكون تسعى لاكتساب قدرة على إنتاج أسلحة نووية تحت ستار برنامج لإنتاج الطاقة الذرية لأغراض مدنية. وتهدد إسرائيل والولاياتالمتحدة بتوجيه ضربات استباقية محتملة لإيران إذا فشلت الدبلوماسية. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي وإنها لا تسعى لإنتاج أسلحة. وقال هيرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة إن المباحثات التي جرت في مقر البعثة الدبلوماسية الإيرانية في فيينا كانت "بناءة للغاية" لكنه لم يقدم أي تفاصيل. وأضاف أن إيران والوكالة "ستشرعان في مناقشات جوهرية بشأن كيفية المضي قدما في حل جميع القضايا المعلقة" خلال الاجتماع التالي الذي سيعقد يوم 28 أكتوبر تشرين الأول. وسيكون ذلك بعد أسبوعين تقريبا من اجتماعات بين إيران والقوى العالمية الست مرة أخرى في جنيف يومي 15 و16 أكتوبر تشرين الأول في إطار ما وصفته مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بأنه "جدول زمني طموح" لمعالجة مخاوف الغرب. ويساور المحللين شك في أن إيران ربما تكون تسعى لاستغلال المحادثات مع الوكالة الدولية في نيل قرار بتخفيف العقوبات عنها في إطار أي تسوية سياسية أوسع مع القوى العالمية الست وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين. وتريد الوكالة التوصل إلى اتفاق إطار يسمح لها باستئناف تحقيقها المتعثر منذ فترة طويلة في بحوث متعلقة بالأسلحة الذرية يشتبه في أن طهران أجرتها. واجتماع يوم الجمعة في فيينا هو الاجتماع الحادي عشر منذ يناير كانون الثاني 2012 وكان أقصر من الاجتماعات السابقة إذ لم يتجاوز الأربع ساعات إلا بقليل مما يشير إلى أن أي تقدم ملموس سينتظر الاجتماعات التالية. وتسعى الوكالة إلى الوصول للمواقع والمسؤولين والوثائق في إيران لاستكمال التحقيق الذي تجريه. وقاد رضا نجفي سفير إيران لدى الوكالة الدولية فريق بلاده في المفاوضات لأول مرة منذ تعيينه الشهر الماضي وقال إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق قريبا. وقال للصحفيين وهو يقف بجوار ناكيرتس "يجب علينا مواصلة المباحثات البناءة ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن." وتحقق الوكالة منذ سنوات في شكوك بان ايران تسعى لتخصيب اليورانيوم واختبار متفجرات وتطوير مقدمة صاروخ باليستي بحيث تتناسب مع رأس حربي نووي. وتقول ايران ان كل المزاعم لا أساس لها من الصحة لكنها تعهدت منذ تولى روحاني منصبه في بداية أغسطس آب بتعزيز التعاون مع وكالة الطاقة. واتهم دبلوماسيون غربيون ايران بعرقلة تحقيقات الوكالة في الماضي. وعبر كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الايراني جواد ظريف عن تفاؤل حذر. وكانا قد عقدا اجتماعا ثنائيا في نيويورك وحضرا محادثات مع قوى رئيسية أخرى لبحث النزاع النووي. وقال روحاني هذا الأسبوع إن بلاده لن تطور سلاحا نوويا أبدا وعبر عن رغبته في التوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية خلال فترة من ثلاثة إلى ستة اشهر. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)