تواصل القوات النظامية السورية مطاردة مقاتلي المعارضة في معلولا شمال دمشق حيث يتحصنون في "بؤر صغيرة" متبقية، بحسب ما ذكر مصدر امني اليوم الخميس، وذلك غداة استعادتها السيطرة على اجزاء واسعة من البلدة ذات الغالبية المسيحية. من جهة ثانية، قتل 48 مقاتلا من الاكراد والجهاديين في معارك بين الطرفين في مناطق في محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد، فيما تدور معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة شرق حلب (شمال). وقال مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان "قوات الجيش تواصل تقدمها في معلولا من اجل القضاء على المسلحين"، مشيرا الى وجود "بؤر صغيرة ما يزال المسلحون يتحصنون فيها وقناصة". ولفت المصدر الى صعوبة المهمة نظرا لكون "المنطقة معقدة جغرافيا". ونفذت القوات النظامية امس الاربعاء هجوما مضادا على معلولا التي كانت مجموعات معارضة سيطرت عليها ليلة السبت، وحققت "تقدما كبيرا"، وتجاوزت الساحة الرئيسية للبلدة وصولا الى دير مار تقلا في سفح الجبل، بحسب ما اكد الاعلام السوري الرسمي والمرصد السوري لحقوق الانسان. وبث التلفزيون السوري الرسمي صورا من داخل البلدة الخالية تقريبا من السكان منذ بدء المعارك الاربعاء الماضي، وظهر في الصور جنود وسيارات عسكرية. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطة عن مصادر شهدت المعارك "ان المسافة التي تفصل بين وحدات الجيش وفندق سفير معلولا الذي يتحصن به المسلحون باتت اقل من 500 متر"، موضحة ان "وحدات الجيش مصممة على دخول كل شبر في البلدة وإعادة الأمن والاستقرار إليها وتطهيرها من المسلحين". وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر في منطقة القلمون على بعد حوالى 55 كلم من دمشق. وبدأت المعارك فيها اثر تفجير رجل اردني من جبهة النصرة نفسه في حاجز للقوات النظامية عند مدخل البلدة. وحصل كر وفر بين الطرفين المتقاتلين على مدى ايام. على صعيد آخر، افاد المرصد السوري عن "مقتل 35 مقاتلاً من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة خلال اشتباكات عنيفة دارت خلال اليومين الماضيين" في عدد من قرى محافظة الحسكة "مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي الذين لقي 13 مقاتلاً منهم مصرعهم". واشار الى استمرار الاشتباكات اليوم في محيط منطقة الرميلان وبلدة اليعربية. في حلب (شمال)، تدور اشتباكات عنيفة، بحسب المرصد، بين مقاتلين معارضين ورتل من القوات النظامية على طريق خناصر جنوب شرق مدينة حلب. وكانت المعارك بدأت امس مع محاولة قوة من الجيش النظامي قادمة من معامل الدفاع قرب حلب فتح الطريق الممتد بين حماة (وسط) ومدينة حلب (شمال) في المنطقة المحيطة بخناصر في ريف السفيرة، وتصدى لها مقاتلو المعارضة الذين قتل منهم تسعة امس الاربعاء، بينما قتل ستة عناصر من قوات النظام. وفتحت القوات النظامية هذه الطريق عبر الصحراء قبل اشهر لتامين طريق امداد لقواتها في حلب، الا ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من قطعها قبل بضعة اسابيع. ونفذ الطيران الحربي اكثر من عشر غارات جوية اليوم على منطقة السفيرة. كما سجلت غارة على مدينة الباب شرق حلب قتل فيها اربعة اشخاص بينهم طفل وامرأة. وكان 11 شخصا قتلوا في غارة اخرى الاربعاء على مشفى ميداني في مدينة الباب. في محافظة القنيطرة الحدودية مع الجولان، افاد المرصد عن تقدم للمعارضة المسلحة في عدد من القرى. فقد سيطرت "الكتائب المقاتلة على مفرزة الامن العسكري في قرية المعلقة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية"، وعلى مواقع اخرى عسكرية لقوات النظام في قرى مجاورة. وكان الجيش الاسرائيلي اعلن في وقت سابق ان قذيفتي هاون سقطتا خطأ على ما يبدو على الجانب الذي تحتله اسرائيل من منطقة الجولان مصدرهما الاراضي السورية.