القاهرة (رويترز) - واجه ثلاثة من قيادات جماعة الاخوان المسلمين والرئيس الاسبق حسني مبارك محاكمتين منفصلتين يوم الأحد في اتهامات مماثلة بالضلوع في قتل محتجين. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى الطابع الرمزي لعقد جلستي المحاكمة في نفس اليوم وكان العنوان الرئيسي في الصفحة الأولى لصحيفة الشروق "محاكمة نظامين". وقال مصدر قضائي ان المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي لم يمثلوا في أولى جلسات محاكمتهم لاسباب امنية. وقررت المحكمة تأجيل محاكمتهم إلى 29 اكتوبر تشرين الاول لعدم حضور المتهمين. وتتعلق القضية التي يحاكمون فيها بقتل متظاهرين امام المقر العام للجماعة بالقاهرة قبل تدخل الجيش لعزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية ضخمة على حكمه. وقتل اكثر من الف شخص بينهم حوالي مئة من أفراد الجيش والشرطة في اعمال عنف في شتى انحاء البلاد منذ سقوط مرسي مما يجعلها اعنف اضطرابات مدنية في تاريخ الجمهورية المصرية الممتد 60 عاما. ويقول أنصار الاخوان المسلمين ان عدد القتلى اكبر من ذلك بكثير. وظهر مبارك -الذي غادر السجن يوم الخميس بعد ان امرت محكمة باخلاء سبيله- على كرسي متحرك داخل القفص في قاعة المحكمة مع ابنيه جمال وعلاء ووزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي. وبعد جلسة استغرقت نحو ثلاث ساعات قررت المحكمة تأجيل القضبة لجلسة 14 سبتمبر ايلول انتظارا لمزيد من التحقيقات. وحكم على مبارك بالسجن المؤبد العام الماضي في قضية قتل المتظاهرين خلال انتفاضة عام 2011 لكن محكمة الاستئناف امرت باعادة المحاكمة. ونقلت طائرة هليكوبتر مبارك من مستشفى المعادي العسكري الذي نقل اليه رهن الاقامة الجبرية بعد اطلاق سراحه إلى مقر المحكمة في اكاديمية الشرطة الواقعة في الضواحي الشرقية للقاهرة. واستعملت الحكومة حالة الطواريء التي اعلنتها هذا الشهر لتضع مبارك رهن الاقامة الجبرية لتفادي اي غضب شعبي على ما يبدو إذا أطلق سراحه. وتشير محاكمة قيادات الإخوان إلى تصميم الحكومة التي يدعمها الجيش على التصدي للجماعة التي صورتها على أنها تنظيم إرهابي يستخدم العنف ويسعى إلى هدم الدولة. وتقول جماعة الاخوان التي فازت في ثلاثة انتخابات واستفتاءين بعد مبارك انها حركة سلمية وان قادة الجيش الذين اطاحوا بمرسي يستهدفونها بشكل جائر. ويؤكد الجيش انه استجاب لارادة الشعب مستشهدا بالمظاهرات الحاشدة التي خرجت احتجاجا على حكم رجل اتهم بالاستحواذ على السلطة والعمل على تنفيذ مشروع جماعته فحسب واساءة ادارة الاقتصاد. ومن بين التهم الموجهة إلى بديع ونائبيه التحريض على قتل متظاهرين امام مقر الجماعة في القاهرة في 30 يونيو حزيران حيث سقط تسعة قتلى واصيب 91 اخرون. والقي القبض على بديع (70 عاما) الاسبوع الماضي وقبض على الشاطر والبيومي في وقت سابق. ونظم أنصار مرسي مسيرات متفرقة صغيرة يوم الجمعة فيما وصف بانه "جمعة الشهيد" لكن قدرة الاخوان المسلمين على تعبئة حشود كبيرة تلاشت على ما يبدو بعد القبض على كثيرين من قادتها وفض اعتصامين بالقاهرة نظمتهما الجماعة للمطالبة بإعادة مرسي إلى منصبه. ودعا تجمع لأنصار مرسي يطلق على نفسه تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب اليوم الأحد إلى عصيان مدني لإصابة الحياة في مصر بالشلل التام "واسترداد الثورة". وفي دلالة على الثقة قررت الحكومة امس تخفيف حظر التجول الليلي ليبدأ من الساعة التاسعة مساء (1900 بتوقيت جرينتش) بدلا من السابعة مساء. وكانت السلطات فرضت حظر التجول لمدة شهر بدءا من 14 اغسطس اب وهو يوم فض الاعتصامين. وقال احمد المسلماني المتحدث الاعلامي باسم الرئيس المؤقت عدلي منصور ان مصر تعرضت لصعوبات على مدى الشهرين الاخيرين لكنها تجاوزت "المرحلة الصعبة". وقال المسلماني "كان هناك وما يزال من يحاول كسر الجيش ولكن هؤلاء يقعون مع التتار والصليبيين وكافة الاعداء في سلة واحدة وسينتصر الوطن." وأعلن الجيش خارطة طريق للعودة إلى الديمقراطية اشتملت على تعديل الدستور الذي أقر في عهد مرسي العام الماضي ثم اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. ومن شأن التعديلات التي اقترحتها لجنة قانونية عينتها الحكومة حذف مواد ذات صبغة اسلامية أدخلت العام الماضي على الدستور وإعادة العمل بنظام انتخابي كان معمولا به في عهد مبارك. وعبر بعض الإسلاميين والليبراليين كل عن قلقه بشأن بعض المقترحات. واعتقلت السلطات المصرية متشددا اسلاميا يوم الأحد قائلة انه مقرب من شقيق زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري وأمد انصار مرسي بالسلاح. وقالت مصادر امنية ان السلطات وصفت الرجل واسمه داود خيرت بأنه "الذراع اليمنى" لمحمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة الذي القي القبض عليه في 17 اغصطس اب. وتنفي جماعة الاخوان المسلمين استخدام السلاح وتقول انه ليس لها صلة بتنظيم القاعدة. وقال الجيش في وقت سابق انه اعتقل خمسة مسلحين في الشيخ زويد بشمال سيناء وذكر انهم ضالعون في هجمات على قوات الامن في المنطقة. وذكرت المصادر الأمنية أنه تم إلقاء القبض على ابن قيادي جماعة الاخوان المسلمين محمد البلتاجي في مدينة بني سويف بجنوب مصر. من أليستر ليون