موسكو (رويترز) - تسلل المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي الامريكية الهارب ادوارد سنودن في هدوء يوم الخميس من مطار شريمتييفو بعد أن منحته روسيا حق اللجوء المؤقت لتنهي اقامته في منطقة العبور بالمطار لمدة أكثر من شهر. وقال محام روسي يساعد سنودن ان موكله الامريكي الجنسية توجه إلى مقر آمن لن يعلن عنه. وتطلب الولاياتالمتحدة القبض على سنودن لتسريبه معلومات عن برامج مراقبة سرية عبر الانترنت تقوم بها الحكومة الامريكية. وبعد 39 يوما من تفادي جموع الصحفيين الذين ينتظرون القاء نظرة عليه تمكن سنودن من خداعهم مرة اخرى بعد ان غادر المطار دون ان يراه احد. وقال سنودن يوم الخميس ان قرار روسيا بمنحه اللجوء المؤقت انتصار لحكم القانون ووجه الشكر لموسكو واتهم الادارة الامريكية بمخالفة القانون الدولي. وقال في بيان نشرته مجموعة ويكيليكس التي تكشف الوثائق السرية "على مدى الاسابيع الثمانية الماضية شهدنا ادارة اوباما وهي لا تبدي اي احترام للقانون المحلي او الدولي لكن في النهاية ينتصر القانون. اشكر الاتحاد الروسي لمنحي اللجوء." وكان سنودن (30 عاما) بصحبة سارة هاريسون ممثلة مجموعة ويكيليكس والتي اكدت نبأ مغادرته المطار. وقالت ويكيليكس على تويتر "نود ان نشكر الشعب الروسي واولئك الاخرين الذين ساعدوا في حماية السيد سنودن. لقد كسبنا المعركة ولنعد الان إلى الحرب." وسببت قضية سنودن توترا جديدا في العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة التي تطلب تسليمه ليواجه تهما بالتجسس. لكن مسؤولا بالكرملين قال ان العلاقات بين البلدين لن تتضرر مما ووصفها بأنها قضية "غير مهمة نسبيا". واظهرت صور مهزوزة بثها التلفزيون الروسي وثيقة سنودن الجديدة التي تشبه جواز السفر الروسي وكشفت ان روسيا منحته اللجوء لمدة عام يبدأ بتاريخ 31 يوليو تموز. وقال محامي سنودن الروسي ويدعى اناتولي كوتشرينا لرويترز "انه الرجل المطلوب الاهم على كوكب الارض. ما الذي تعتقدون انه سيفعل؟ عليه ان يفكر في امنه الشخصي. لا يمكنني ان اخبركم اين سيذهب." وقال "استقل سيارة اجرة قبل 15 او 20 دقيقة واعطيته شهادة الحصول على صفة اللاجئ في الاتحاد الروسي. "بإمكانه ان يعيش في اي مكان في روسيا حسب اختياره." وشكر لوني سنودن والد سنودن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على منح حق اللجوء السياسي لولده. وقال في مقابلة مع التلفزيون الحكومي حيث ترجمت تصريحاته إلى اللغة الروسية "انا شاكر جدا للامة الروسية والرئيس فلاديمير بوتين." وعرضت كل من نيكاراجوا وبوليفيا وفنزويلا على سنودن اللجوء لكن لا توجد رحلات جوية تجارية مباشرة إلى امريكا اللاتينية من موسكو وكان سنودن قلقا من امكانية اعتراض الولاياتالمتحدة للطائرة لمنعها من الوصول إلى غايتها. واضطر سنودن إلى البقاء في منطقة العبور بين الممر والجوازات التي تعتبرها روسيا منطقة محايدة. واعطى كوتشرينا لسنودن كتبا روسية لمساعدته في قضاء الوقت ويقول انه بدأ بالفعل في تعلم اللغة الروسية. وكان البيت الابيض قد أشار الى احتمال أن يقاطع الرئيس الامريكي باراك اوباما قمة مقررة مع بوتين في موسكو اوائل سبتمبر ايلول بسبب قضية سنودن. لكن مسؤولا رفيعا بالكرملين قلل من شأن هذه المخاوف. وقال يوري يوشاكوف مستشار بوتين لشؤون السياسة الخارجية للصحفيين بعد قليل من تردد الانباء عن مغادرة سنودن للمطار "اعرب رئيسنا عن امله عدة مرات الا يؤثر ذلك على طبيعة علاقاتنا." واشترط بوتين على سنودن ان يتوقف عن الانشطة المعادية للولايات المتحدة كي يحصل على حق اللجوء لكن لم يتضح اذا كان سنودن وافق على ذلك ام لا.