دعي الناخبون في زيمبابوي الى التصويت الاربعاء في اقتراع تشريعي ورئاسي يأمل الرئيس المنتهية ولايته روبرت موغابي الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما في الفوز به، لكنه سيضطر الى اقناع الاسرة الدولية بنزاهة الانتخابات بعد اعمال العنف والتزوير التي شابت عمليات الاقتراع السابقة. وحتى الان ورغم تنظيم الاقتراع على عجل، لم ياخذ الاتحاد الافريقي ولا مجموعة دول افريقيا الجنوبية الوحيدة المخولة ارسال مراقبين، في الاعتبار عمليات المساس بالديموقراطية التي كشفها المدافعون عن حقوق الانسان الذين يدينون اعمال التزوير وعرقلة الحريات السياسية والترهيب. كما لم تتأثر الهيئات الافريقية بعدم السماح لرئيس بعثة الاتحاد الافريقي الرئيس النيجيري السابق اوليغون اوباسانجو بالمجيء الى البلاد الا السبت للاشراف على فريق المراقبين. وكان المسؤول عن استبعاد زيمبابوي من مجموعة الكومنولث في 2002. وفي سن ال89، يأمل موغابي في الحفاظ على منصبه وحمل رئيس الوزراء وخصمه الرئيسي مورغان تشانغيراي على الانتقال الى معسكر المعارضة. وكانت الدول المجاورة ارغمت المسؤولين على التعايش منذ 2009 تفاديا لحرب اهلية تزعزع الاستقرار في منطقة افريقيا الجنوبية. وكانت حكومة الوحدة الوطنية التي تولت السلطة لاربع سنوات منحت الاقتصاد الوطني "هدنة" لكن ليس لدرجة عودة مليوني عامل الى البلاد بعدما توجهوا الى جنوب افريقيا. لكن موغابي لم يلتزم بتطبيق الاصلاحات الديموقراطية باعتراف مجموعة دول افريقيا الجنوبية. والدستور الجديد الذي تم تبنيه في اذار/مارس عبر استفتاء بقي حتى الان حبرا على ورق وتعتبر منظمة العفو الدولية ان الخطابات الكبرى حول السير السلمي للاقتراع لا تشكل باي حال من الاحوال ضمانا. والناخبون البالغ عددهم في زيمبابوي 6,4 ملايين يعتمدون على وسائل الاعلام للحصول على معلومات تخضع لمراقبة الرئيس الا اذا تمكنوا من التقاط موجات الاذاعات التي تبث من الخارج. ويتعرض كل من يتجاسر على معارضة موغابي او انتقاده علنا لمضايقات الشرطة والقضاء سواء كان شخصا عاديا او وزيرا. والاحد اعتقل معاون وزير النقل مورغان كوميشي في منزله بعد ان انتقد علنا العثور على بطاقات باسم تشانغيراي في سلال مهملات في مركز اقترعت فيه عناصر امنية مسبقا في 14 و15 تموز/يوليو. وقال تشانغيراي خلال احد اخر تجمعاته "ان موغابي سرق الانتخابات في 2002 وفي 2008. هذه المرة نقول له انه لن يسرقها مجددا". واضاف "كحزب لا ننوي الرد على هذه الممارسات. كل ما نريده ونقوله هو +سيد موغابي خوضوا هذه الانتخابات بطريقة حرة وعادلة لتخرجوا منها بكرامة+" متهما اللجنة الانتخابية بطبع عدد كبير من البطاقات تمهيدا لحشو صناديق الاقتراع. وتبقى شعبية تشانغيراي كبيرة في المناطق الريفية لكن السنوات الاربع التي تعايش فيها مع موغابي قضت على آمال التغيير التي كان يجسدها عندما انتقل في نهاية التسعينات من العمل النقابي الى السياسي. كما يشهد معسكره تفككا وحياته الخاصة صخبا بعد وفاة زوجته فجأة في 2009 وارتباطه مجددا. واكد الرئيس المنتهية ولايته الاحد "صوتوا بسلام. نريد السلام". وصرح للصحافيين بعد التجمع "سيكون الاقتراع حرا ومنصفا. لا نرغم احدا على التصويت لاي معسكر". وقال الاحد لمناصريه "انظروا الى ما يحصل في مصر. (الشعوب) خدعت وحرضت على اطاحة قادتها". واضاف "المصريون يتقاتلون والغربيون يتفرجون وكأنهم لا يعلمون السوء الذي تسببوا به". وفي 2008 حصل موغابي على 43% من الاصوات في الدورة الاولى مقابل 47% لخصمه. وكان انصاره تسببوا باعمال عنف في البلاد اسفرت عن سقوط 200 قتيل في صفوف انصار تشانغيراي. وكان الاخير سحب ترشيحه تفاديا لحرب اهلية واعيد انتخاب موغابي كونه المرشح الوحيد.