القدس (رويترز) - يواصل جون كيري وزير الخارجية الأمريكي يوم السبت مهمته من اجل السلام في الشرق الاوسط برحلات مكوكية بين إسرائيل والاردن لاجراء مزيد من المحادثات مع الفلسطينيين والإسرائيليين لانعاش المفاوضات المتعثرة بين الجانبين. وألغي كيري رحلته المقررة إلى أبوظبي وتوجه من القدس للعاصمة الاردنية عمان للاجتماع مرة اخرى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومن المنتظر ان يجتمع مع المسؤولين الإسرائيليين في القدس في وقت لاحق يوم السبت. وقالت ماري هارف نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "لن نتمكن من زيارة أبوظبي نظرا لمواصلة كيري الاجتماعات الخاصة بعملية السلام في القدس وعمان." وذكر مسؤول إسرائيلي مشارك في المحادثات إن زيارة كيري قد تتمخض عن اعلان عن اجتماع بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني تحت رعاية الولاياتالمتحدة والاردن. وصرح المسؤول الإسرائيلي لرويترز "ثمة احتمال لكنه غير مؤكد". وامتنع مسؤول أمريكي عن التعليق. وانهارت المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في اواخر 2010 بسبب خلاف على بناء مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. واستقبل المفاوض الفلسطيني صائب عريقات كيري في مقر اقامة عباس في عمان يوم السبت قبل ان ينضم اليهما الرئيس. وكان عباس وكيري قد اجتمعا في عمان قبل ذلك بأقل من 24 ساعة. وسأل عريقات كيري عن سير اجتماعاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس شمعون بيريس يوم الجمعة فأجاب "كانت طيبة ومثيرة للاهتمام." ولم يتضح إن كان كيري سيتمكن من إعلان استئناف المحادثات قبل مغادرته المنطقة يوم الأحد متوجها إلى آسيا غير ان مسؤولين أمريكيين قارنوا جهوده الدبلوماسية المكوكية بجهود لاقرار السلام في منطقة الشرق الاوسط بذلها هنري كيسنجر في السبعينات. والتقى كيري مع نتنياهو بضع ساعات يومي الخميس والجمعة واجتمع مع بيريس على مأدبة عشاء. واحجم المسؤولون الإسرائيليون عن الافصاح عما دار في الاجتماعات فيما التزم الجانب الفلسطيني الصمت إزاء محادثات عباس وكيري. وهذه خامس جولة لكيري للتوسط من اجل استئناف محادثات السلام وذكر انه لم يكن ليعود للمنطقة بهذه السرعة الا اذا كان متأكدا من ان بوسعه احراز تقدم. ويحرص كيري على التوصل لاتفاق لاستئناف عملية السلام قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الجديدة في سبتمبر أيلول والتي منحت الفلسطينيين وضع دولة غير عضو بصفة مراقب. ويخشى نتنياهو أن يستغل الفلسطينيون اجتماع الجمعية العامة في غياب المفاوضات المباشرة لاطلاق المزيد من خطوات الاعتراف بدولتهم. ويعتقد مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية أن الجانبين سيعودان لطاولة التفاوض بمجرد التوصل لاتفاق على اجراءات لبناء الثقة من بينها على سبيل المثال اصدار عفو إسرائيلي جزئي عن السجناء الفلسطينيين في قضايا أمنية وايجاد صيغة لمحادثات جديدة. ويعد كيري خطة اقتصادية بقيمة أربعة مليارات دولار تحت اشراف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وذلك كحافز للعودة للمحادثات. وتتضمن الخطة استثمارات جديدة من القطاع الخاص لتعزيز فرص العمل وتحفيز النمو الاقتصادي في المناطق الفلسطينية. (إعداد هالة قنديل للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)