افاد مصدر روسي الجمعة ان موسكو محرجة بشان المستشار السابق للاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن العالق منذ الاحد في مطار العاصمة موسكو بعد الغاء جواز سفره في انتظار منحه اللجوء السياسي في الاكوادور. وتبين ضمنا من المؤتمر الصحافي الذي عقده الجمعة وزير الخارجية سيرغي لافروف والذي لم يطرح فيه الصحافيون الذين سمح لهم بالتدخل، سؤالا حول قضية سنودون، ان السلطات الروسية لا تريد الادلاء بتصريح حول هذه المسالة. وقال مصدر قريب من الملف نقلت تصريحاته وكالة انترفاكس ان "الاميركيين وضعوا موسكو في الحرج عمدا بعدم ابلاغها في الوقت المناسب الغاء جواز سفر" ادوارد سنودن. واضاف "لو علمنا ذلك قبل (سفر سنودن) قد لا يكون سنودن اقلع متوجها الى موسكو ولم تكن كل هذه الحكاية لتحصل". ويوجد المستشار السابق لجهاز ان.اس.ايه الذي سرب معلومات خطيرة حول مراقبة الاتصالات الاميركية منذ الاحد في منطقة الترانزيت في مطار تشيريميتييفو الذي وصل اليه قادما من هونغ كونغ. ولم يعرف خبر الغاء جواز سفره الا الاحد بعد ان غادر هونغ كونغ متوجها الى موسكو. واتهم القنصل العام للولايات المتحدة في هونغ كونغ ستيفن يونغ مساء الجمعة، هونغ كونغ بانها تصرفت "بسوء نية" بتركها ادوارد سنودن يرحل معتبرا ان تحسين العلاقات الثنائية سيأخذ وقتا. وقد لجا سنودن في ايار/مايو في هذه الاراضي الصينية ذات الحكم الذاتي قبل الادلاء بتصريحات مثيرة حول التنصت والمراقبة الالكترونية الاميركية في الولاياتالمتحدة والخارج. وطلب الاميركي الفار اللجوء من الاكوادور لكن هذا البلد اعلن ان دراسة هذا الطلب قد ياخذ شهرا واعلن الرئيس رافائيل كوريا الخميس انه لم يتخذ بعد قرارا بشان احتمال انتقال الاميركي الهارب الى الاكوادور. وتطالب الولاياتالمتحدة باعتقال ادوارد سنودن المتهم بالتجسس وقد يحكم عليه في بلاده بالسجن ثلاثين سنة. واعلن الرئيس باراك اوباما الخميس انه لا ينوي "المساومة" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول مصير المستشار الامني السابق الذي قال انه من "القراصنة المعلوماتيين". وفي خلال زيارة الى السنغال قال اوباما "لن ارسل طائرات للقبض على قرصان معلوماتي عمره 29 سنة" مخطئا في سن سنودن الذي بلغ الثلاثين الاسبوع الماضي. وقد سجل اسم ادوارد سنودن في اول الامر على رحلة من موسكو الى هافانا الاثنين وفي اليوم التالي ايضا، لكنه لم يصعد الى اي من الرحلتين لشركة الطيران الروسي آيروفلوت في حين قد كانت تلك الوجهة تقربه من الاكوادور. غير ان وكالة ريا نوفوستي الروسية اشارت هذا الاسبوع الى ان الطريق الجوية التي تسلكها آيروفلوت للوصول الى كوبا تحاذي السواحل الاميركية وتدخل حينها في نطاق عمل مراقبي الجو في نيويورك الذين قد يطلبون من الطائرة الهبوط. ويقال رسميا ان الاميركي الشاب الذي كان عميلا في سي.اي.أيه حتى 2009، والذي قدمته وسائل الاعلام الروسية بهذه الصفة، عالق في مطار تشيريميتييفو لان ليس لديه وثيقة سفر صالحة. وافادت قناة اونيفيزيون الاميركية الناطقة باللغة الاسبانية الخميس على موقعها من الانترنت بتاريخ ان الاكوادور منحت ادوارد سنودن، وثيقة بتاريخ 22 حزيران/يونيو قالت انها "جواز مرور" باسم سنودون. لكن حكومة الاكوادور نفت ان تكون سلمت تلك الوثيقة. واشارت الصحافة الروسية الى ان المأزق حول مصير الاميركي يبدو سياسيا في الاساس. وكتبت صحيفة فيدوموستي "ندرك انه لو اتخذ قرار سياسي حول مصيره لكانت كل تلك المشاكل من جواز سفر ونقل قد حلت بسرعة نسبية". واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان من حق سنودن "ان يرحل الى حيث شاء وفي اي اتجاه كان (...) ليس لدينا ما نأخذ عليه من وجهة النظر القانونية". لكن الدبلوماسية الاميركية حذرت الخميس بوضوح الاكوادور من تدهور علاقاتهما الثنائية اذا منحت كيتو ادوارد سنودن اللجوء. من جانبها شددت كيتو لهجتها واعلنت تخليها عن اتفاق جمركي مع الولاياتالمتحدة اعتبرته "اداة ابتزاز". لكن الرئيس الاكوادوري اكد في الوقت نفسه ان بلاده لا يمكن ان تمنح شخصا اللجوء وهو ليس على اراضيها. وتحرك حوالى عشرة شبان روس الجمعة امام مطار تشيريميتييفو في موسكو رافعين لافتات امام الصحافيين دعوا فيها الى "عدم تسليم سنودن الى دركي العالم". واقر احدهم انه عضو في حركة موالية للكرملين "ناتشي". من جهة اخرى اعلن مسؤول برلماني روسي الخميس ان ادوارد سنودن سيتلقى دعوة للمشاركة في "مجموعة عمل" حول المراقبة الالكترونية التي قد يكون مواطنون روس تعرضوا اليها. واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء ان اجهزة الاستخبارات الروسية ليست تستغل وجود ادوارد سنودن من اجل الحصول على معلومات حول الاستخبارات الاميركية.