التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الخميس في القدس وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي لا يزال يحاول تحريك مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية. وجدد نتانياهو التاكيد في وقت سابق الخميس ان السلام يرتبط "ارتباطا وثيقا بقدرة اسرائيل على الدفاع عن نفسها"، مبديا بحسب المقربين منه الاستعداد لاخلاء مستوطنات في الضفة الغربية. وقال نتانياهو في الاحتفال السنوي في ذكرى وفاة مؤسس الصهيونية ثيودور هرتزل ان "السلام ليس مبنيا على النوايا الحسنة وشرعية (وجود اسرائيل) كما يعتقد البعض. بل انه مبني اساسا على قدرتنا على الدفاع عن انفسنا". واضاف "بدون الامن وبدون الجيش الذي دعا هرتزل الى تاسيسه، فاننا لن نستطيع الدفاع عن السلام ولن نستطيع الدفاع عن انفسنا في حال انهيار السلام. الامن شرط اساسي للوصول الى السلام والحفاظ عليه". واستقبل نتانياهو على "عشاء عمل" في احد الفنادق الفخمة في القدسالغربية جون كيري الذي يقوم بزيارته الخامسة الى المنطقة منذ تولى مهامه في شباط/فبراير في محاولة لحمل الاسرائيليين والفلسطينيين الى طاولة المفاوضات المتوقفة منذ نحو ثلاثة اعوام. وقد يلتقي الرجلان مجددا بعد ظهر الجمعة في القدس بعد ان يجري كيري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان. واجرى كيري مشاورات منذ الخميس مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني حول عملية السلام في الشرق الاوسط وكذلك حول الازمة في سوريا. وقال ياكوف بيري وزير العلوم والتكنولوجيا من حزب "يوجد مستقبل" الوسطي لاذاعة الجيش الاسرائيلي "يعلم رئيس الوزراء نتانياهو انه يتوجب القيام باخلاء مؤلم لمستوطنات غير بعيدة عن الكتل الاستيطانية الكبرى وانه يجب القيام بتبادل للاراضي". واشار بيري الذي شغل في السابق منصب رئيس جهاز الامن الداخلي (الشين بيت) الى انه "ليس هناك شك بان بنيامين نتانياهو وعددا كبيرا من وزراء الليكود يفهمون او توصلوا الى استنتاج مفاده ان من مصلحة اسرائيل الاستراتيجية (...) العودة الى طاولة المفاوضات". واكد بيري ان "بنيامين نتانياهو مستعد بشكل اكبر من السابق لاسباب ايديولوجية او عملية الى العودة فورا الى طاولة المفاوضات". وتتناقض هذه التصريحات -- الموجهة الى كيري والراي العام الدولي -- مع اراء جزء كبير من الوزراء في حكومة نتانياهو الذين يدعمون الاستيطان ويرفضون فكرة قيام دولة فلسطينية. وتعتبر حكومة نتانياهو التي تم تشكيلها في اذار/مارس الماضي اكثر تشددا من تلك التي سبقتها في الملف الفلسطيني. وفي سياق تصريحات بيري، اكد وزير اخر طلب عدم الكشف عن اسمه لصحيفة هارتس اليسارية ان نتانياهو يدرك انه "من اجل اتفاق السلام سيكون من الضروري الانسحاب من 90% من الضفة الغربية واخلاء حفنة من المستوطنات". وتزايدت التسريبات من هذا النوع في الايام الاخيرة لوسائل الاعلام الاسرائيلية. واشار بيري الى انه في حال حدوث ازمة في الحكومة بسبب اعادة اطلاق مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، قد يجد نتانياهو "بدلاء" لدعمه مثل حزب العمل الموجود في المعارضة. ومن ناحيته، اعرب الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز عن امله باعادة اطلاق المفاوضات محذرا من ان ترك حل الدولتين "سيعرض طابع اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية للخطر". وقال بيريز في بيان وزعه مكتبه "هنالك فرصة لاعادة اطلاق عملية السلام ولا يجب فقدانها" مرحبا "بقدوم وزير الخارجية كيري.هذا جهود لاعادة اطلاق عملية (السلام) وسنساعده كلنا لينجح". ودعا مسؤول فلسطينيالولاياتالمتحدة الى زيادة الضغط على اسرائيل قائلا "يجب ان يتوقف التحيز الاميركي". وقال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لاذاعة صوت فلسطين "مضى عشرون عاما والاميركيون يقومون برعاية هذه العملية. انظروا الى النتائج". ويطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يلتقي الجمعة كيري في عمان بوقف الاستيطان والعودة الى حدود ما قبل 1967 كاساس للمفاوضات. وندد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الخميس ب"افلات اسرائيل من العقاب" غداة اعلانها عن بناء 69 وحدة استيطانية في حي استيطاني في القدسالشرقيةالمحتلة التي ضمتها اسرائيل. ويدعو نتانياهو للعودة الى المفاوضات المباشرة دون "شروط مسبقة" في اشارة الى هذه الشروط التي يرفضها.وقد يقوم "ببوادر حسن نية" مثل اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين وتجميد الاستيطان بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية. وقالت وسائل الاعلام بانه نظرا للشكوك حول فرص نجاح جهود كيري فان كلا الطرفين مشغول بتحميل الاخر المسؤولية عن فشل الجهود الاميركية. من جهته، يدرك كيري الذي يرفض تحديد موعد نهائي، تماما المخاطر التي تترتب على عدم احراز اي تقدم بحلول ايلول/سبتمبر وخصوصا امكانية قيام الرئيس عباس بحشد الرأي العام الدولي ضد اسرائيل في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة. وقال كيري " نحن بحاجة، قبل حلول ايلول/سبتمبر وبوقت طويل، الى اظهار نوع من التقدم بطريقة ما لأنني لا أعتقد أن لدينا متسعا من الوقت". واضاف ان "الامر ملح لان الوقت عدو لعملية السلام ومرور الوقت قد يسمح لاناس لا يرغبون في تحقيق شيء بملء الفراغ".