عمان (رويترز) - قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة السورية خاضوا معارك مع قوات الرئيس بشار الأسد داخل مدينة حلب وحولها في مسعى لتعويض الخسائر الميدانية التي تكبدوها في المدينة على مدى نحو شهرين. تأتي المعارك في الوقت الذي حثت فيه فرنسا مقاتلي المعارضة المعتدلين على استعادة أراضي من الإسلاميين المتشددين الذين يمثل دورهم في الصراع السوري مشكلة للدول الغربية بسبب المخاوف من ان تصل شحنات الأسلحة إلى أيدي أشخاص تعتبرهم ارهابيين. واتفقت 11 دولة عربية وغربية في تجمع "أصدقاء سوريا" يوم السبت على تقديم مساعدات عسكرية عاجلة للمعارضة عن طريق المجلس العسكري الأعلى المدعوم من الغرب في محاولة لمنع وصول الأسلحة إلى متشددين إسلاميين. لكن القوى المتشددة اظهرت يوم الأحد انها لا تزال ذات بأس شديد عندما فجرت كتائب احرار الشام سيارة ملغومة عند حاجز على أحد مداخل حلب مما أسفر عن مقتل 12 من القوات الحكومية وفقا لما ذكرته شبكة حلب نيوز المعارضة وناشطون آخرون في المدينة. ويدور الصراع حول حلب التي تبعد 35 كيلومترا إلى الجنوب من تركيا منذ يوليو تموز العام الماضي عندما دخلت كتائب للمعارضة المدينة واستولت على نصفها. وركز الأسد حملته العسكرية في الاسابيع الاخيرة على استعادة المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة. وذكرت مصادر بالمعارضة ودبلوماسيون يتابعون الصراع ان الأسد يوسع ايضا من سيطرته على محافظة حمص بوسط البلاد بعد استعادة قواته لبلدة القصير الاستراتيجية الواقعة على الحدود مع لبنان.أضافت المصادر ان قوات الأسد تستخدم القصف العنيف والحصار لتطويق المقاتلين المتمركزين داخل العاصمة وحولها. وقال فراس فليفل من كتائب الفاروق المعتدلة إن ستة من مقاتلي المعارضة قتلوا في معارك داخل حلب يوم السبت. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند انه يتعين على قوى المعارضة السورية المعتدلة ان تستعيد السيطرة على المناطق التي سقطت في ايدي المتشددين. وأضاف أن دور المتشددين في الصراع يعطي بشار الأسد ذريعة لارتكاب المزيد من أعمال العنف. وتأتي فرنسا في طليعة الجهود الغربية لاعادة تنظيم ودعم المعارضة. وقال أولوند في مؤتمر صحفي في الدوحة بعد يوم من اجتماع اصدقاء سوريا في العاصمة القطرية "اذا اتضح ان هناك جماعات متطرفة وانها قد تستفيد غدا من اي وضع فوضوي فإن ذلك سيمنح بشار الأسد ذريعة لمواصلة المذبحة." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن كتائب احرار الشام وكتائب التوحيد فجرتا سيارة ملغومة في منطقة بدمشق تعرف باسم المزة 86 ويقطنها اعضاء من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الأسد. وأضاف ان التفجير اسفر عن مقتل شخصين. وقالت مصادر في العاصمة ان مقاتلي المعارضة هاجموا مجمعين للامن في دمشق يوم الأحد مما أدى الى مقتل خمسة اشخاص على الاقل. وفي تداعيات اقليمية للصراع السوري الذي يتخذ منحى طائفيا متزايدا قتل اربعة جنود لبنانيين في اشتباكات مع اتباع رجل دين سني انتقد حزب الله بسبب دعمه العسكري للأسد. وقالت مصادر في المدينة إن القتال اندلع بعد اعتقال أحد اتباع الشيخ السني احمد الأسير عند حاجز للجيش في مدينة صيدا التي تبعد 40 كيلومترا الى الجنوب من بيروت. وأضافت المصادر إن الاشتباكات اعقبها قتال بين اعضاء من جماعة حزب الله في المدينة التي تقطنها اغلبية سنية واتباع الاسير استخدم فيه الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية)