يستعد السودان الاحد لوقف تدفق النفط من الجنوب عبر اراضيه بامر من الرئيس عمر البشير لكن خبيرا قال ان هذه العملية تحتاج الى اسابيع. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير امر السبت بوقف مرور نفط جنوب السودان عبر اراضي السودان ابتداء من الاحد، كما اعلنت الاذاعة الرسمية بعدما حذر الجنوب من دعم المتمردين الذين يقول محللون انهم الحقوا هزيمة بالسلطات. وقالت اذاعة ام درمان الرسمية ان الرئيس السوداني "اعطى تعليمات الى وزير البترول بوقف تدفق نفط جنوب السودان ابتداء من غد الاحد" دون ان تضيف اي تفاصيل. واكدت وكالة الانباء السودانية هذه المعلومات. وقالت ان الرئيس السوداني امر "باغلاق" انبوب النفط اعتبارا من الاحد. لكن خبيرا مستقلا قال طالبا عدم كشف هويته "اعتقد ان هذا الامر يحتاج الى 45 يوما"، موضحا انه "لا يشبه فتح واغلاق صنبور ماء". وهذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها الخرطوم باغلاق الانابيب امام نفط الجنوب خلال 18 شهرا. واكد الرئيس البشير في تدشين محطة للكهرباء في الريف ان الخرطوم لن تسمح باستعمال العائدات النفطية في الجنوب "لدعم متمردين ضد السودان". واضاف في كلمة بثتها وكالة الانباء السودانية ان السودان لا يهمه اذا قام الجنوب بارسال نفطه عبر طرق اخرى، ملمحا بذلك الى محادثات اجرتها دولة الجنوب مع كينيا ودول اخرى لايجاد طرق مرور بديلة. ومنذ اقل من شهرين، يعبر النفط ببطء الاراضي السودانية قادما من الجنوب الى مرفأ التصدير على البحر الاحمر. وكان البشير حذر في 27 ايار/مايو من انه سيوقف مرور النفط اذا قدمت حكومة الجنوب مساعدة للمتمردين الذين يقاتلون السلطات في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق او في منطقة دارفور. لكن جوبا نفت تقديم اي دعم للمتمردين. وجاء تهديد البشير في نهاية ايار/مايو في احتفال بعد استعادة الجيش لبلدة ابو كرشولة في ولاية جنوب كردفان. واستعادت السلطات السودانية البلدة بعد شهر من سيطرة متمردي الجبهة الثورية عليها، في هجوم منسق على عدد من المناطق بما في ذلك مدينة ام روابة الاستراتيجية التي كانت هادئة حتى ذلك الحين. ورأى المحللون في هجوم الجبهة الثورية حينذاك هزيمة للسلطات. وقال احد هؤلاء المحللين لوكالة فرانس برس ان شائعات افادت مؤخرا ان "تحرير" ابو كرشولة جاء بسبب انسحاب متمردي تحالف الجبهة الثورية منها. وقال هذا المحلل طالبا عدم كشف هويته "انهم قلقون لانهم يخسرون عسكريا"، في اشارة الى الجيش السوداني. وفرضت الحكومة السودانية قيودا صارمة على دخول جنوب كردفان والنيل الازرق، حيث يقاتل المتمردون منذ سنتين. وقال المحلل ان "المشكلة هي انه لا احد يرى اي دليل" على استمرار دعم الجنوب للمتمردين. وتتألف الجبهة الثورية من تحالف يضم الحركات الثلاث في دارفور التي تقاتل الحكومة في الاقليم الواقع غرب السودان منذ 2003 وهي العدل والمساواة، وتحرير السودان جناح مني مناوي، وجناح السودان عبد الواحد نور، اضافة الى الحركة الشعبية شمال السودان التي تقاتل الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق منذ عام 2011. وردا على اعلان البشير، قال وزير الاعلام في جنوب السودان بارنابا ماريال بنيامين ان "السودانيين لهم مشاكلهم الداخلية وهم يحاولون تحويل جنوب السودان الى كبش فداء". واضاف "اتفقنا على ايجاد بيئة جديدة للحوار (...) ولا نريد العودة الى المربع الاول". وانفصل جنوب السودان عن السودان في تموز/يوليو 2011 بعد استفتاء جاءت نتيجته حاسمة لصالح الاستقلال بموجب اتفاق سلام انهى عقدين من حرب اهلية طويلة. وحصلت الدولة الجديدة على نحو 75 بالمئة من 470 الف برميل نفط خام يتم انتاجها يوميا في الدولة الموحدة سابقا لكن جميع المصافي وانابيب التصدير موجودة في السودان. واندلعت اشتباكات حدودية مطلع 2012 لكن في اذار/مارس هذا العام ابرمت اتفاقيات لاستئناف ضخ النفط وتطبيق سلسلة من المعاهدات لتطبيع العلاقات. لكن الاتفاقيات بقيت حبرا على ورق بعد التوقيع عليها في ايلول/سبتمبر 2012 فيما اصرت الخرطوم على الحصول على ضمانات بعدم تقديم جنوب السودان الدعم للمتمردين في السودان. ومع انه ورث 75 في المئة من الاحتياطي النفطي السوداني لدى اعلان استقلاله، يحتاج جنوب السودان الى المنشات السودانية لتصدير نفطه. وفي نيسان/ابريل، استؤنف نقل نفط جنوب السودان عبر الانابيب السودانية بعد توقف لاكثر من عام نتج من تصاعد التوتر بين البلدين، وخصوصا حول تقاسم عائدات النفط ورسوم عبوره. وفي السابع من ايار/مايو، اعلنت الخرطوم ان نفط جنوب السودان تدفق مجددا عبر الاراضي السودانية. ويعد النفط موردا رئيسيا للاقتصاد الفقير في كل من الدولتين.