قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الجمعة في ختام اجتماعها في فيينا تمديد العمل بسقف انتاجها النفطي ذلك ان كل اعضائها بمن فيهم ايران، بدوا متفقين على هذه النقطة وذلك على الرغم من المخاوف بشان تراجع الطلب العالمي على الذهب الاسود. واجتمع وزراء نفط الكارتل الذي يضم نحو 12 دولة عضوا في الشرق الاوسط وافريقيا واميركا اللاتينية، صباح الجمعة في مقر المنظمة في العاصمة النمساوية. واعلن وزير النفط الفنزويلي رافايل راميريس ان منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) قررت الجمعة الابقاء على سقف انتاجها عند 30 مليون برميل يوميا. وقال الوزير للصحافيين في ختام الاجتماع الوزاري للمنظمة في مقرها في فيينا "اتفق الجميع على الابقاء على مستوى الانتاج وسنواصل متابعة اوضاع السوق". واوضح الوزير الفنزويلي ان اعضاء اوبك سيواصلون مراقبة الظروف عن كثب وخصوصا الصعوبات الاقتصادية في اوروبا بانتظار الاجتماع العادي المقبل للمنظمة في كانون الاول/ديسمبر، على خلفية مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على الذهب الاسود. واضاف "ينبغي ان ندافع عن سعر (النفط)، وسندافع عنه". وكان ظهر في بداية الاجتماع ان تمديد العمل بسقف الانتاج الحالي يحظى باجماع الاعضاء بمن فيهم ايران التي كررت هذا الشهر دعوتها التقليدية الى خفض الانتاج لدعم اسعار النفط. وهكذا اعلن وزير النفط الايراني رستم قاسمي للصحافيين "اعتقد ان سقف الانتاج الحالي منطقي وعقلاني ومعقول واثناء هذا الاجتماع سنوصي (الاعضاء) بالابقاء على انتاجهم". وقال نظيره الجزائري يوسف يوسفي "سقف الانتاج طبيعي بالنظر الى وضع السوق التي تشهد توازنا جيدا". من جهتها اضافت رئيسة الوفد الكويتي سهام عبد الرزاق رزوقي ان "العرض والطلب متوازنان والاسعار عند مستوى جيد، يبدو ان كل شيء يسير على ما يرام". وكانت السعودية كبرى دول الكارتل، اشارت الى ذلك منذ بداية الاسبوع عبر عرضها تشخيصا اكثر ايجابية للسوق النفطية، وانضمت اليها غالبية الاعضاء. لكن بعض الدول مثل فنزويلا شددت في الايام الاخيرة على ضرورة الحفاظ على اسعار النفط الخام فوق عتبة ال100 دولار للبرميل واحترام سقف الانتاج بطريقة افضل. واوبك التي يتجاوز انتاجها الحقيقي حاليا السقف الرسمي (بحوالى 700 الف برميل في اليوم بحسب وكالة الطاقة الدولية)، تضخ حوالى 35 بالمئة من العرض العالمي من النفط الخام. وتدهور سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت)، ابرز مرجع في القطاع، في بداية نيسان/ابريل الى ما دون هذه العتبة (100 دولار) على خلفية مخزونات نفطية اميركية وافرة، وتخوف من تباطؤ الطلب العالمي على الذهب الاسود. وهكذا فان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وصندوق النقد الدولي انعشا المخاوف هذا الاسبوع. فقد خفضت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية توقعاتها للنمو العالمي بسبب الضائقة المستمرة في اوروبا، واكدت المنظمة مع صندوق النقد احتمال تباطؤ الاقتصاد الصيني ثاني مستهلك للنفط الخام في العالم بعد الولاياتالمتحدة. ولا تزال اوبك تتوقع نمو الطلب على النفط في النصف الثاني من العام، لكن "سنسهر على الطلب لهذه السنة لان الولاياتالمتحدة لديها مشاكلها المالية والصين تواجه التضخم وبالتاكيد هناك مشاكل في اوروبا"، كما اعلن الامين العام لمنظمة اوبك عبد الله البدري قبل بداية الاجتماع. وفي انتظار قرار الكارتل النفطي، انخفضت اسعار النفط بشكل طفيف حيث خسر سعر برميل برنت تسليم تموز/يوليو 65 سنتا ليصل الى 101,59 دولار حوالى الساعة 09,45 ت غ. واثناء هذا الاجتماع، سيحدد الوزراء من جهة اخرى معايير تتعلق باختيار امين عام جديد للمنظمة في نهاية العام والذي سيخلف الليبي عبدالله البدري الذي يتولى منصبه منذ 2007. وتتنافس السعودية وايران والعراق على هذا المنصب وقد فشلت المنظمة حتى الان في حسم الموضوع بين مرشحي هذه الدول الثلاث.