توصلت بورما الخميس الى اتفاق سلام مبدئي مع متمردي اقلية الكاشين الاتنية يهدف الى انهاء اخر اكبر الحروب الاهلية التي مزقت البلاد وادت الى نزوح عشرات الاف السكان. وقام ممثلون عن الحكومة والمتمردين الذين التقوا على الاراضي البورمية للمرة الاولى منذ تجدد القتال قبل عامين، بالتوقيع على خطة من سبع نقاط تنص على انهاء الاعمال العدائية في الشمال النائي. وقال المفاوض مين زاو اوو، المدير في "مركز ميانمار للسلام" الممول من الاتحاد الاوروبي والذي شارك في المحادثات التي عقدت في ميتكينيا عاصمة ولاية كاشين "اعتقد اننا توصلنا لاختراق". واضاف "الاتفاقية تتعلق بوقف القتال في هذه المرحلة وبعد ذلك سيكون هناك نقاشات مفصلة حول اعادة تموضع الجنود". وبحسب ترجمة رسمية للنص يتعهد الطرفان بالسعي "لمنع التصعيد ووقف الاعمال العدائية". ووافق الطرفان ايضا على اجراء حوار سياسي، وهو مطلب رئيسي للكاشين الذين طالما اصروا على ان المفاوضات يجب ان تعالج مطالبهم بالمزيد من الحقوق السياسية والحكم الذاتي. واتفق الطرفان على اجراء محادثات بشان اعادة الاهالي الذين نزحوا بسبب القتال وتشكيل فريق مراقبة مشترك. ورحب متحدث رئاسي بالاتفاق ووصفه "بالاخبار السارة حقا". ولم يتسن الاتصال بممثلين عن متمردي "جيش استقلال كاشين" للتعليق. واعمال العنف الدامية في ولاية كاشين (شمال) المحاذية للصين، اضافة الى اعمال عنف دينية في اماكن اخرى في بورما، القت بظلالها على اصلاحات سياسية لقيت ترحيبا واسعا مع خروج بورما من عقود من الحكم العسكري. واجرى ممثلون عن "جيش استقلال كاشين" وحكومة الرئيس ثين سين الاصلاحية 3 ايام من المحادثات في ميتكينا. وكانت جولات المحادثات السابقة اجريت على الجانب الاخر من الحدود في الصين. وانضم فيجاي نمبيار المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة بان كي مون للاجتماع للمرة الاولى بصفة مراقب، الى جانب ممثلين عن الصين واقليات اتنية اخرى. وبورما التي يطلق عليها ايضا ميانمار واستقلت عن بريطانيا في 1948، شهدت مناطق منها حربا اهلية. وفيما يعد متمردو "جيش استقلال كاشين" اخر مجموعة رئيسية متمردة توافق على اتفاق سلام مبدئي، لا تزال مناوشات تندلع من وقت لاخر بين الحكومة ومجموعات اخرى. وبحسب الاممالمتحدة فقد نزح نحو 100 الف شخص في ولاية كاشين النائية الغنية بالموارد حيث انهار اتفاق لوقف اطلاق النار استمر 17 عاما بين الحكومة والمتمردين في حزيران/يونيو 2011. وكانت حكومة ثين سين وافقت على اتفاقات مبدئية لوقف اطلاق النار مع غالبية مجموعات التمرد الاتنية في اطار اصلاحاتها لكن القتال في ولاية كاشين استمر. واثار قيام الجيش بعمليات قصف جوي ضد "جيش تحرير كاشين" في كانون الاول/ديسمبر الماضي تنديدا دوليا لكن اعمال العنف توقفت منذ ذلك الحين. ومنذ توليه الحكم قبل عامين فاجأ ثين سين حتى منتقديه، بافراجه عن مئات السجناء السياسيين وتخفيفه الرقابة وسماحه لزعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي بدخول البرلمان. غير ان التفاؤل الدولي بشان الاصلاحات الواسعة تاثر بالنزاع في كاشين والاشتباكات العديدة بين بوذيين ومسلمين في انحاء البلاد. وفي اخر اعمال العنف الطائفية قتل شخص وجرح اربعة اخرون الاربعاء في اشتباكات في ولاية شان (شرق) المحاذية لكاشين.