بيروت (رويترز) - زادت حدة القتال يوم الاثنين في أنحاء بلدة القصير الحدودية الاستراتيجية والعاصمة دمشق وسط تجدد أنباء عن استخدام القوات السورية أسلحة كيماوية في هجمات على مدنيين. وقال نشطاء في المعارضة إن القوات السورية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني يتقدمون في مناطق حول القصير للمضي في هجوم على بلدة استخدمها مقاتلو المعارضة لفترة طويلة كخط إمداد للسلاح وإمدادات اخرى من لبنان. وبالنسبة للأسد تمثل القصير رابطا حيويا بين دمشق ومدن موالية له على ساحل البحر المتوسط. كما أن استعادة البلدة الواقعة في وسط محافظة حمص يمكن أن تقطع الروابط بين المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال وجنوب سوريا. وتمثل هجمات القوات الحكومية السورية في الأسابيع القليلة الماضية محاولات فيما يبدو لتعزيز الموقف التفاوضي للأسد قبل محادثات السلام المزمع إجراؤها الشهر القادم والتي ترعاها الولاياتالمتحدة وروسيا. وقال نشط طلب عدم نشر اسمه إن قوات الأسد تسيطر الآن على نحو ثلثي بلدة القصير. وتحاول تعزيزات لمقاتلي المعارضة من مناطق أخرى في سوريا التخفيف من هذا الضغط لكن هجماتهم تراجعت على مشارف البلدة. وقال النشط "حتى الآن هم يحاربون ويموتون فحسب.. لم يسفر هجومهم عن الكثير من النتائج حتى الآن مع الأسف." وذكرت مصادر في المعارضة ان الاشتباكات الضارية أدت إلى قطع الطريق السريع الممتد شمالا من دمشق إلى مدينة حمص في وسط البلاد وهز المشارف الشرقية للعاصمة حيث يعاني العشرات من آثار هجوم كيماوي محتمل. وأظهرت لقطات فيديو نشرت على الانترنت من ضاحية حرستا في الشرق صفوفا من الضحايا يرقدون على الأرض في غرفة كبيرة وتمت تغطيتهم بالبطاطين ويتنفسون من أقنعة اكسجين. ويتبادل جانبا الصراع الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية. وأوردت صحيفة لوموند الفرنسية روايات شهود اليوم عن تنفيذ قوات الأسد هجمات بأسلحة كيماوية فيما يبدو في ابريل نيسان. وأظهر فيديو آخر من حرستا ليل الأحد اثنين على الأقل من المقاتلين تم وضعهما في حافلة صغيرة وعيونهم تدمع وكانا يعانيان صعوبة في التنفس بينما يضع مسعفون أنبوبا في حلق كل منهما. ولم يتسن التحقق من صحة اللقطات من جهة مستقلة في ظل صعوبة دخول وسائل الإعلام إلى سوريا. قال طبيب أجريت معه مقابلة في فيديو آخر إن الهجوم الكيماوي المزعوم في حرستا رد على هجوم شنه مقاتلو المعارضة على نقاط تفتيش عسكرية قريبة. وشكا من نقص حاد في العاملين والإمدادات الطبية لعلاج الضحايا. وقال الطبيب الذي لم يذكر اسمه إن لديهم عشرات من الجرحى من هجوم آخر بقنبلة غاز كيماوية وإن هناك الكثير من الناس يرقدون على الأرض فحسب ولا يوجد من يعالجهم. وتقول جماعة معارضة إن الكثير من المقاتلين الذين تضرروا من الهجوم تعافوا بشكل جيد بحيث يمكنهم العودة إلى ساحة المعركة مما يعني أن الهجوم لم يكن شديدا. وقال المركز الإعلامي في حرستا عبر سكايب إن كل المصابين أصبحوا في حالة مستقرة وإنهم بخير وعاد كثير منهم بالفعل الى الجبهة.