واصلت فرق الانقاذ الثلاثاء البحث عن ناجين في احدى ضواحي مدينة اوكلاهوما بعد الاعصار الذي ضرب ضواحي المدينة وتسبب في دمار كبير وادى الى مقتل عشرات من بينهم اطفال. وقالت متحدثة رسمية الثلاثاء ان عدد القتلى المؤكد جراء الاعصار الهائل بلغ 24 قتيلا على الاقل، مخفضة التقديرات السابقة التي تحدثت عن مقتل 91 شخصا على الاقل. وقالت ايمي ايليوت رئيسة المكتب الطبي في اوكلاهوما لوكالة فرانس برس انه تم استقبال 24 جثة تم التعرف على غالبيتها. وكانت تقارير سابقة تحدثت عن مقتل نحو 91 شخصا، ويتوقع ان يرتفع عدد القتلى مع استمرار جهود الانقاذ. وذكرت تيري واتكينز المتحدثة باسم ادارة الطوارئ في اوكلاهوما انه تم انتشال 101 شخص على الاقل من بين الانقاض، بينما قالت وسال الاعلام المحلية ان اكثر من 200 شخص اصيبوا بجروح. ومن بين قتلى الاعصار الذي ضرب الولاية منتصف ظهر الاثنين اطفال دون 12 عاما دمر الاعصار مدرستهم الابتدائية في ضاحية مور في مدينة اوكلاهوما. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما حالة "الكارثة الكبرى" في الولاية فيما قامت فرق الانقاذ بتمشيط انقاض المنطقة المدمرة. وفي خطاب متلفز من البيت الابيض تحدث اوباما بشكل خاص عن الضحايا الصغار، واعرب عن حزنه على القتلى ووعد بان يوفر للناجين المساعدة التي يحتاجون اليها لاستعادة حياتهم الطبيعية. وقال اوباما "اصبح هناك فراغ في الاماكن التي كانت بها غرف جلوس وغرف نوم وغرف صف، وفي الوقت المناسب علينا ان نعيد ملء هذه الفراغات بالحب والضحك". وادى الاعصار القاتل الذي صاحبته رياح وصلت سرعتها 322 كلم في الساعة، الى تدمير صفوف من المنازل، واشتعال النيران وانقطاع خطوط الكهرباء وتدمير السيارات. وقال الراصدون الجويون الذين اصابتهم الدهشة ان اتساع الاعصار بلغ ثلاثة كيلومترات وضرب المنطقة منتصف بعد الظهر، واظهرت صور تلفزيونية التقطتها مروحية اعصارا قاتما يهب على ضواح مكتظة بالسكان. وقالت حاكم اوكلاهوما ماري فالين لشبكة "ان بي سي" الثلاثاء "بالنسبة لي، هذا اكبر اعصار شاهدته في حياتي. انه هائل للغاية. انه فظيع". واضافت "بدا الامر كان شخصا اطلق شيئا يدمر الهياكل وليس فقط احياء بل مناطق تمتد اميالا، ومباني مهمة مثل المستشفيات والمدارس والبنوك ومراكز التسوق وصالات السينما". وعرضت محطات التلفزيون المحلية الاثنين صورا لاطفال لا تتجاوز اعمارهم تسعة اعوام اثناء انتشالهم من مدرسة ابتدائية في ضاحية مور السكنية التي يقطنها 55 الف شخص جنوب عاصمة ولاية اوكلاهوما. وقالت فتاة صغيرة "تشبثت بالجدار لكي احمي نفسي". وجرى اخلاء مركز مور الطبي بعد ان لحقت به اضرار، واستدعت السلطات المحلية الحرس الوطني للمساعدة في جهود الاغاثة، بينما امر اوباما بمساعدات فدرالية لدعم جهود الاغاثة المحلية. وتواجه عمليات الانقاذ مصاعب بسبب جبال الانقاض المتراكمة وخطوط الكهرباء المتساقطة، ويمكن ان تواجه مزيدا من العراقيل مع توقعات بتدهور الاحوال الجوية في المنطقة. وعلى موقع تويتر صنف جهاز الطقس الوطني الاعصار على انه من فئة "اي اف-4" برياح قوتها ما بين 166 و200 ميل في الساعة، اي انه اقوى من اعصار من الفئة الخامسة. وفي وسط مدينة اوكلاهوما انطلقت صفارات التحذير من الاعاصير ثلاث مرات على الاقل، كما تم اغلاق الطريق السريع 35 الواصل بين الشمال والجنوب، امام جميع العربات باستثناء عربات الطوارئ. وفي مور عرض تلفزيون "كاي اف او ار" صورا لاشخاص يتجولون بين الانقاض، وحصانين من الاسطبل المحلي نجيا من العاصفة القاتلة. وقال احد عمال الاسطبل "لم تكن لدي اية فكرة انه قادم"، وتحدث عن نجاته من الاعصار "الذي اصدر ضجيحا لا يحتمل" باختبائه في احدى زوايا الاسطبل. ويشبه اعصار الاثنين اعصارا حدث في ايار/مايو 1999 ادى الى مقتل 44 شخصا واصابة المئات وتدمير الاف المنازل. وتكثر الاعاصير التي تضرب السهول الشاسعة الخالية من اوكلاهوما، الا ان اعصار الاثنين ضرب منطقة سكنية مكتظة واثار مخاوف من ارتفاع عدد القتلى. وبسبب صلابة الارض، فان القليل من المنازل مزودة بطوابق سفلية او ملاجئ من الاعاصير يستطيع السكان الاختباء فيها. وتقع مدينة اوكلاهوما على ما يسمى "ممر الاعاصير" الممتد من جنوب داكوتا الى وسط تكساس. الا ان سكان ضاحية مور صدموا لفداحة الدمار الذي اصاب منطقتهم. وقالت امرأة لشبكة سي ان ان "لم يعد لمنزلي اي اثر .. لقد فقدنا حيوانات .. فقدنا كل شيء". ولا يزال نحو 29 الف شخص بدون كهرباء صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي، طبقا لجهاز خدمات محلي. وفي مؤشر الى احتمال حدوث مزيد من الفوضى، توقعت دائرة الارصاد القومية حدوث مزيد من الاعاصير في وقت لاحق من الثلاثاء يتوقع ان تتأثر بها اجزاء من اوكلاهوما واركنساو ولويزيانا وتكساس.