04-2013 (ا ف ب) - يواصل انريكو ليتا المكلف تشكيل الحكومة الجديدة السبت مساعيه بحثا عن صيغة سحرية لحمل اليسار واليمين على العمل معها واقناع الحرس القديم بافساح المجال قليلا امام الشبان من اصحاب الكفاءات. ولا يوفر المسؤول الشاب (46 عاما) المنتمي الى الحزب الديمقراطي اي جهد لتشكيل الفريق الحكومي الجديد مبدئيا في عطلة نهاية هذا الاسبوع. فبعد مشاورات استمرت حتى وقت متأخر من ليل الجمعة السبت تحادث في الصباح مع بيير لويجي برساني. ثم بدأ لقاء حاسما مع وفد كبير من حزب شعب الحرية (يميني) يضم رئيس الحكومة السابقة سيلفيو برلوسكوني ورئيس حزب حرية الشعب انجيلينو الفانو والمستشار الخاص ل"كافالييري" وهو جياني ليتا عم الرئيس المكلف. والهدف كبير وهو التوصل الى تعايش فريقين تفصل بينهما كراهية منذ سنوات في ظل حكومة واحدة بغية اخراج ثالث اقتصاد في منطقة اليورو من ازمة مستمرة منذ اشهر. فبعد استقالة ماريو مونتي اواخر العام 2012 لم تفض الانتخابات التشريعية في شباط/فبراير الماضي الى بروز غالبية واضحة مع ثلاث كتل متساوية تقريبا في مجلس الشيوخ: الحزب الديمقراطي وحزب حرية الشعب وحركة الخمس نجوم بزعامة بيبي غريلو. وسعى الحزب الديمقراطي الذي احتل الطليعة، بدون نجاح، الى التحالف مع المعارضين الذين يتزعمهم الكوميدي الايطالي السابق، لكنه اضطر تحت ضغط الرئيس الذي اعيد انتخابه جورجيو نابوليتانو الى التحالف مع اليمين. ورأى المحلل مارسيلو سورغي في صحيفة لاستامبا "ان الحزب الديمقراطي لا يستطيع ان يستسيغ فكرة المشاركة في حكومة توافق واسعة مع برلوسكوني (...)" كما انه غير مستعد الى "تهدئة" فهو "يبحث عن وسيلة لتشكيل حكومة بدون ان ينضم اليها كليا". واستطرد لوشيانو فونتانا في كورييري ديلا سيرا كبرى الصحف الايطالية ان الاحزاب تتصرف كما لو ان الحكومة المقبلة "تحالف مؤلف مع تصويب مسدس الى الراس". وفي راي الاخير فان الشروط المفروضة من قبل الحزبين "تعقد نتيجة اي اتفاق حتى خطر القطيعة". لان برلوسكوني الذي اصبح من جهته ضروريا يرفع سقف المزايدات فيما كان يعتقد حتى قبل بضعة اشهر انه انتهى سياسيا بعد سلسة محاكمات وفضائح. وعبر عن مواقف متناقضة مؤكدا تارة انه يرى نفسه وزيرا للاقتصاد ثم يعدل عن تسلم اي حقيبة، ويؤكد "ثقته" في تشكل الفريق الجديد لكنه يعترض على بعض الاسماء. وتدور المعركة خصوصا حول اسماء سياسيين مخضرمين امثال رئيسي الوزراء اليساريين ماسيمو داليما وجوليانو اماتو. خصوصا وان الرئيس نابوليتانو الذي اعيد انتخابه رغما عنه تقريبا والذي سيبلغ قريبا الثامنة والثمانين من العمر، دعا بحسب الخبراء الى "التجديد، وتغيير للجيل مع حضور نسائي قوي". وهي طريقة لتلبية الحاجة الى التغيير التي عبر عنها الايطاليون خاصة التصويت بنسبة لم تكن متوقعة لبيي غريلو. وقال ماريو مونتي الذي اكد دعمه لانريكو ليتا، انه "لتعزيز قوة حكومة ليتا من المهم ان يؤكد قادة الاحزاب وكبار السياسيين دعمهم بدون الدخول الى الحكومة". وفضلا عن الاسماء، لا بد وان يتفق الفريقان على سياسة اقتصادية في وقت تغرق فيه البلاد في حالة انكماش. واكدت وكالة التصنيف الائتماني موديز انفستورز سرفيس الجمعة العلامة التي اعطيت لدين ايطاليا بالرغم من الازمة السياسية وهي "بي ايه ايه2". لكن الوكالة احتفظت بامكانية خفضها على المدى المتوسط لان توقعاتها للنمو تبقى "سلبية". وانتقد انريكو ليتا على غرار برلوسكوني سياسات التقشف. الا ان برلوسكوني يسعى بشكل نشط من اجل الغاء ضريبة عقاربة -كان وعد حتى بتسديدها خلال حملته- ما من شأنه ان يهدد حسابات الامة ويغرق اليسار في ورطة. وان نجح برلوسكوني في فرض وجهات نظره بشأن هذه الضريبة، "سنرى من هو القائد الحقيقي وراء هذه الحكومة" كما قال بييرو ايناتسي محذرا في لاريبوبليكا.