الكويت (رويترز) - قال محامي المعارض الكويتي البارز مسلم البراك إن محكمة كويتية قضت يوم الإثنين بسجن البراك خمس سنوات مع الشغل والنفاذ في قضية الإساءة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في حكم دفع الاف الاشخاص للخروج إلى الشوارع للتظاهر. وكشفت المظاهرة عن استمرار التوتر بين أعضاء سابقين في البرلمان والحكومة التي تهيمن عليها عائلة الصباح في بلد لم يشهد احتجاجات حاشدة مطالبة بالديمقراطية مثل التي شهدتها دول عربية أخرى. ورأت المحكمة الجنائية الكويتية ان مسلم البراك وهو نائب برلماني سابق ومن أكثر المنتقدين للسلطة وكبار المسؤولين فيها مذنبا بتهمة الاساءة للأمير في خطاب ألقاه في أكتوبر تشرين الأول العام الماضي ناشد فيه امير البلاد بتجنب "الحكم الاستبدادي". وشارك الالاف من انصار البراك في مسيرة من ديوان البراك باتجاه السجن المركزي خارج البلدة في حين حلقت طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة فوق المسيرة منذ أول لحظة لانطلاقها. وفي استعراض للتحدي ردد الحشد عبارات من خطاب البراك في اكتوبر والذي ادين بسببه بتهمة الاساءة للأمير. وردد المشاركون في المسيرة هتافات منها "لن نسمح لك" وهو الشعار الذي اطلقه البراك في خطابه كما رددوا "يا براك يا ضمير الأمة." وقال فيصل اليحي وهو نائب برلماني سابق في كلمة للحشد عند منزل البراك قبل المسيرة "اليوم نكرر هذا الخطاب ليس انتصارا لمسلم البراك وانما انتصارا للحق وانتصارا للأمة." وذكرت صحيفة القبس يوم الاثنين قبل صدور حكم المحكمة إن الحكومة وضعت فرقة من القوات الخاصة في حالة تأهب وعززت دوريات الشرطة. وقال البراك في مقابلة اجرتها معه قناة العربية التلفزيونية إنه "لم يمس الأمير وإنما خاطب رئيس الدولة." ولم يؤخذ على الفور إلى السجن. وقالت الحكومة إن محاكمة البراك اتسمت بالشفافية والنزاهة. وذكرت وزارة الاعلام الكويتية في بيان ان جميع المواطنين بصرف النظر عن مكانتهم متساوون امام القانون وان اي شخص يتهم بجريمة في الكويت سينال محاكمة عادلة مع دفاع قانوني شامل وعملية استئناف مفتوحة. وفور الإعلان عن الحكم هبط المؤشر الرئيسي لبورصة الكويت 1.3 في المئة لكنه سرعان ما قلص خسائره. وشهدت الكويت العام الماضي احتجاجات غير مسبوقة اعتراضا على تعديل نظام الدوائر الانتخابية من خلال مرسوم أميري وقاطعت المعارضة الإسلامية وغير الإسلامية الانتخابات التي جرت في ديسمبر كانون الأول وأسفرت عن برلمان يوصف بانه موال للحكومة. ورغم أن الكويت تسمح بقدر نسبي من حرية الصحافة وحرية التعبير إلا أن الشهور الأخيرة شهدت صدور العديد من الأحكام بالسجن على نشطاء سياسيين بتهمة الإساءة للأمير. والحكم الصادر يوم الاثنين هو الأحدث في سلسلة من المحاكمات السياسية التي قوبلت بلوم في الخارج وغضب بالداخل. وكتب أسامة الشاهين وهو نائب برلماني سابق من المعارضة على حسابه على موقع تويتر "شاؤوا أم أبوا أقروا ام أنكروا البراك ليس قبيلة او تيار فحسب بل هو ضمير أمة تناضل لحماية حقوقها وحرياتها وأموالها والضمائر لا تحبس." وقال محمد عبد القادر الجاسم محامي البراك إن فريق الدفاع يدرس التقدم بطلب استئناف قائلا إن الحكم ينتهك الدستور. وتابع ان الحكم واجب النفاذ فورا لكن القاضي ترك موعد تنفيذه لوزارة الداخلية. ونقل موقع الآن الالكتروني واسع الانتشار عن البراك قوله "إن الحكم الصادر ضدي باطل ورغم ذلك سأسلم نفسي وأقول للشعب سيكون البراك خلف القضبان أقوى من البراك خارج القضبان." ويعتبر البراك هو الشخصية الأبرز التي يحكم عليها بالسجن للإساءة للأمير. والحكم الحالي هو أول درجة وقابل للاستئناف والنقض. وفي فبراير شباط قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها الولاياتالمتحدة إنه منذ أكتوبر اتهم الادعاء نحو 25 شخصا بالاساءة للأمير وصدرت أحكام بالسجن على ستة على الأقل. ودعت الولاياتالمتحدة ومنظمة العفو الدولية أيضا الكويت لاحترام حرية التعبير.