كراكاس (رويترز) - تواجه الثورة الاشتراكية التي أعلنها الزعيم الراحل هوجو تشافيز اختبارا حاسما في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الأحد القادم. ويتنافس في هذه الانتخابات نيكولاس مادورو تلميذ تشافيز وخليفته ضد مرشح المعارضة هنريك كابريليس الذي وعد بإحداث تغيير في البلاد. وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى تقدم مادورو القائم بأعمال الرئيس بفارق كبير على منافسه بفضل تأييد تشافيز وموجة الحزن والتعاطف التي حركتها وفاته بالسرطان في الخامس من مارس آذار الماضي. وتعهد مادورو (50 عاما) وهو سائق حافلة سابق بأن يكون مخلصا لسياسات تشافيز الاشتراكية واستخدم في حملته الانتخابية نفس اللغة الخطابية الحماسية للزعيم الراحل. وفي ختام أحد مؤتمراته الانتخابية قال مادورو بأعلى صوته "هل تريدون الفوز لبرجوازي فاسد؟ "أم تريدون عاملا ابنا لتشافيز ووطنيا وثوريا؟ القرار لكم." وردد الحشد الذي كان يلوح بصور تشافيز شعار حملة مادورو الانتخابية الذي يقول : "تشافيز نعاهدك على أن ننتخب مادورو." ويقول مرشح المعارضة هنريك كابريليس (40 عاما) وهو حاكم ولاية ميراندا إن فنزويلا تحتاج إلى العدول عن سياسات تشافيز التي انتهجها على مدى 14 عاما وأحدثت انقساما في البلاد. ويأمل كابريليس في تزايد أعداد مؤيديه في اللحظات الأخيرة. ويدور الصراع السياسي في هذا البلد حول السيطرة على أكبر احتياطي للنفط الخام في العالم والمساعدات الاقتصادية لمجموعة من الحكومات ذات التوجه اليساري إضافة الى إرث تشافيز الاشتراكي. وإذا فاز مادورو فإنه سيواجه تحديات منذ اليوم الأول لحكمه مع محاولته السيطرة على الائتلاف الحاكم في غياب شخصية سلفه المسيطرة أو الثروة الضخمة للبلاد التي ساعدت تشافيز على الفوز بفترة رئاسة أخرى في أكتوبر تشرين الأول الماضي. وسيواجه كابريليس وضعا سياسيا أشد صعوبة في حالة فوزه إذ يتعين عليه السعي لكسب تأييد ملايين الأنصار الموالين بشدة لتشافيز بما في ذلك عمال الشركات التي تديرها الدولة الذين ارتبطوا منذ فترة طويلة بحركة تشافيز. وينفي كابريليس في كل مؤتمر اتهامات مادورو له بأنه يعتزم إلغاء مشاريع الرعاية الاجتماعية التي يمولها النفط أو "قوافل" الأحياء الفقيرة التي كانت ركنا بارزا لشعبية الرئيس الراحل لدى الفقراء. ويرد كابريليس باتهام مادورو وآخرين بخيانة تركة تشافيز من خلال جمع الأموال والتأييد الأجوف لفكره. ويصور مادورو منافسه بأنه طفل مدلل يمثل نخبة فنزويلية ثرية ومرتشية وداعميها الماليين "الإمبرياليين" في واشنطن. وينتمي كابريليس المنحدر من يهود أوروبيين من ناحية والدته بالفعل لعائلة ثرية لكنه سعى لتصوير نفسه على أنه واحد من الشعب يزور الأحياء الفقيرة على دراجته النارية ويضع على رأسه بشكل دائم تقريبا قبعة لاعب كرة بيسبول. ومادورو عضو سابق في فريق لموسيقى الروك وناشط نقابي عينه تشافيز وزيرا للخارجية ثم نائبا للرئيس لكنه يعزف على وتر جذوره الفقيرة في المؤتمرات الانتخابية وكثيرا ما يدعو رفاقا من العمال الذين يعرفهم للجلوس على المنصة. ولا تخلو حملة الدعاية الانتخابية لكلا المرشحين من هجوم شخصي لكن مادورو يشدد على صلاته الوثيقة مع تشافيز في كل مرحلة. بل زعم أن روح الزعيم الرحل زارته في وقت متأخر من الليل في صورة طائر صغير. ويتهم مادورو المعارضة بالتآمر لاستخدام مرتزقة لقتله وتخريب شبكة الكهرباء ويتهم الحكومة الأمريكية كذلك بالتآمر لقتل كابريليس ثم اتهام حكومته لنشر الفوضى في البلاد. ويقول كابريليس إن هذا النوع من الاتهامات الصاخبة تكرار لأسوأ ما كان في حكم تشافيز ولا تهدف إلا لنشر القلق والخوف. ويرى ان الأخوين فيدل وراؤول كاسترو حليفا تشافيز يلعبان دورا في حملة مادورو. ويقدم نموذج البرازيل الذي يجمع بين السياسات المؤيدة لقطاع الأعمال والإنفاق على مشروعات للرعاية الاجتماعية ويقول إن فترة مادورو كقائم بأعمال الرئيس فاقمت مشكلات الشعب بسبب تخفيض قيمة العملة وفرض قيود جديدة عليها. وتتابع الحكومة الأمريكية الانتخابات الفنزويلية عن كثب أملا في علاقات أفضل بعد سنوات من التوتر في عهد تشافيز. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)