بيروت (رويترز) - أعاد تمام سلام الزعامة التقليدية الى العاصمة بيروت مع دخوله ما بات يعرف بنادي رؤساء حكومات لبنان اثر تكليفه يوم السبت بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي. وخلال يومين من الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس ميشال سليمان مع النواب في القصر الجمهوري حاز سلام على أصوات أكثر من 120 نائبا من أصل 128 عضوا في البرلمان وهو رقم نادرا ان يحصل عليه رئيس حكومة. وبناء عليه كلف سليمان النائب السني سلام بتشكيل الحكومة بعد أسبوعين من استقالة ميقاتي الذي امضى عامين في منصبه سعى خلالهما إلى احتواء التوترات الطائفية والاضطرابات والعواقب الاقتصادية نتيجة الحرب في سوريا المجاورة. وقال للصحفيين بعد اعلان تكليفه "????لقد قبلت هذا التكليف التزاما بنصوص الدستور وايمانا مني بان الواجب يفرض تحمل المسؤولية والعمل من اجل مصلحة الوطن بالتعاون مع جميع القوى السياسية????" وينحدر تمام سلام من عائلة سنية بيروتية جذورها عميقة في السياسة ومعروفة بخطاب الاعتدال. فهو نجل الزعيم السني الراحل صائب سلام الذي تولى رئاسة الحكومة ست مرات بين عامي 1952 و1973 والذي كانت تزين سترته قرنفلة بيضاء رمزا لسلام العائلة. ووصفه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي رشحه لتولي هذا المنصب في مقابلة تلفزيونية بانه ابن صاحب "شعار لا غالب ولا مغلوب وشعار التفهم والتفاهم" مؤكدا ان "اسمه عنوان الاعتدال ...فهو لم تخرج منه كلمة واحدة سيئة عن المقاومة" في اشارة الى حزب الله. ورغم انتماء تمام سلام الى قوى 14 اذار المدعومة من المملكة العربية السعودية والغرب الا ان خطابه ظل غير صدامي في موضوعين اساسيين وحساسين في البلاد وهما سلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا. فهو لم يهاجم بقوة النظام السوري كما فعل حلفاءه. لكن الزعامة الضاربة عمقا في العاصمة لم يستثمرها سلام الا كنائب او وزير تم تعيينه او انتخابه بالتحالف مع عائلة الحريري التي قبضت على الزعامة البيروتية على مدى عشرين عاما بعد الحرب. وبتكليفه اليوم بضوء اخضر سعودي وبموافقة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يكون تمام سلام قد اعاد الزعامة الى بيت ظل منسيا لسنوات لكنه لم يقفل. وكان تمام سلام توجه الى المملكة العربية السعودية الخميس الماضي وعاد منها بعد ساعات مرشحا لتولى اعلى منصب سني في البلاد. ولكون المدن والمناطق تعكس في لبنان زعامة قاطنيها السياسين فإن المصيطبة عادت منطقة تخفق بالحركة السياسية وترتفع أضواء قصر أنطفأت أنواره سياسياً لعقود. وعلى قاعدة والده "لا غالب ولا مغلوب " التي تعكس حساسية التوازنات السياسية والطائفية في لبنان الذي شهد حربا اهلية طاحنة بين عامي 1975 و1990 ينطلق تمام سلام بمهمة لا تبدو سهلة في تأليف "حكومة مصلحة وطنية" قائلا بعد تكليفه "المهم اليوم المصلحة الوطنية وسنكون باذن الله حكومتها." وفور تكليفه زار تمام سلام والدته التسعينية السورية الجنسية تميمة مردم بك في قصر المصيطبة وقبل يديها امام عدسات المصورين قائلا "عدت الى داري الى منزل اهلي الى حيث تربيت وترعرت الى حيث نشأت في اجواء وطنية واول ما اقوم به بعد التكليف هو آخذ بركة امي" انتخب عام 1996 نائبا عن بيروت بالتحالف مع رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في عام 2005. لكنه عاد وخسر مقعده في انتخابات عام الفين بعد خلاف مع الحريري الاب وفي دورة عام 2005 لم يشارك في الانتخابات فيما عاد وانتخب نائبا عن بيروت عام 2009 بعد تحالفه مع سعد الحريري. وفي حكومة رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة عام 2008 عين وزيرا للثقافة. خلف تمام سلام والده عام 83 في رئاسة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية التي تعنى بالايتام???? ????وهو الآن رئيسها الفخري كما أسس جمعية كشافة المقاصد الإسلامية والدفاع المدني المقاصدي ورأسها. درس الاقتصاد وادارة الاعمال في بريطانيا لكن العمل السياسي جذب اهتمامه فأسس عام 1974 حركة "رواد الاصلاح" التي استطاعت استقطاب الشباب في عدد من احياء بيروت لكنه ما لبث ان جمد عملها في بدء الحرب الاهلية حتى لا تتحول الى حركة مسلحة. وسلام الذي يتحدث بمعسول الكلام قد يساعد هدوءه على نزع فتيل التوترات الطائفية في البلاد وهو القائل فور تكليفه "انني ولا شك ادرك حساسية هذه المرحلة وحراجة الاستحقاقات والمهل الدستورية ولذلك فانني آمل ان تتابع القيادات السياسية هذه الايجابية في المشاورات النيابية في الايام المقبلة لتأكيد اولويات المرحلة ومهمة الحكومة العتيدة." ولد تمام سلام في مايو ايار عام 1945 وهو متزوج وله ثلاثة اولاد. من ليلى بسام