عمان (رويترز) - علق تسعة من أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض عضويتهم في الائتلاف يوم الاربعاء بعد يوم من اختيار شخصية مدعومة من الاسلاميين لمنصب رئيس الوزراء المؤقت. وشكل الائتلاف بدعم من الدول الغربية ودول الخليج في قطر العام الماضي لجمع السياسيين المناوئين للرئيس السوري بشار الاسد وبناء كيان حكومي بديل للأسد وحكمه. لكن الانقسامات ضربت أوصال الكيان الوليد بعد فترة وجيزة من الوئام. واتهم الاعضاء الليبراليون الاقل عددا جماعة الاخوان المسلمين ذات النفوذ الكبير وحلفاءها الذين يضمون مجموعة صغيرة من المسيحيين بالسيطرة على الائتلاف. وبعد اجتماع في اسطنبول اختار الائتلاف يوم الثلاثاء غسان هيتو الذي تلقى تعليمه في الغرب ويعيش في المنفى رئيسا مؤقتا للحكومة. ولا يحظى هيتو بشهرة كبيرة في سوريا. وحظي هيتو بتأييد الاخوان المسلمين والامين العام للائتلاف مصطفى الصباغ الذي تربطه علاقات قوية بدول الخليج العربية وفقا لما قالته مصادر في الاجتماع. وفي ظل سيطرة الإسلاميين على الإئتلاف قال دبلوماسيون ومصادر في المعارضة إن الغرب ابدى فتورا بشأن امكانية قيام الائتلاف بتشكيل "حكومة" وبدلا من ذلك جاء الدعم الخارجي الرئيس للفكرة من قطر. وقال وليد البني المعارض البارز وعضو ما يعرف بمجموعة التسعة في تصريح لرويترز ان جماعة الاخوان المسلمين وبدعم من قطر فرضت مرشحا لرئاسة الوزراء. وقال ان مجموعته ستنسحب اذا لم يعد الائتلاف النظر في هذا الترشيح. وتضم المجموعة ايضا سهير الاتاسي نائب رئيس الائتلاف والمعارضة البارزة ريما فليحان وهما اثنتان من بين ثلاث نساء في الائتلاف المكون من 62 عضوا ويهيمن عليه الاسلاميون. ووفقا لمصادر من داخل الائتلاف زاد التوتر بين الاخوان المسلمين ورئيس الائتلاف معاذ الخطيب -وهو اسلامي معتدل طرح عرضا على الاسد للتفاوض بشأن رحيله- مما دفع جماعة الاخوان وحلفاءها لتشكيل حكومة مؤقتة في مسعى لتقويض الخطيب. وقالت المجموعة في بيان ان قرارات الائتلاف باتت تملى من الخارج وانه لا يلتزم بالمباديء الديمقراطية. وقالت الاتاسي انها لا تقبل ان تكون وكيلا لقوى اجنبية على حد وصفها. واختار الإئتلاف يوم الأربعاء هيئة سياسية من 11 عضوا لتحل محل كيان سابق عمل على أساس مؤقت. وقالت مصادر في الائتلاف إن الهيئة السياسية الجديدة التي يرأسها الخطيب ستضم عددا من الشخصيات الأقل شهرة. وتقول مصادر بالمعارضة ان من الصعب تفادي حدوث منافسة بين الخطيب وهيتو حيث سيسعى الاخير لتشكيل حكومة بنهاية الشهر الجاري ستضم وزيرا للخارجية وهو الدور الذي يلعبه الخطيب حاليا بصفته رئيسا للائتلاف. وقال مصدر آخر بالائتلاف انه بمجرد ان يشكل هيتو الحكومة فإن دور الائتلاف سينتهي. ويقول أنصار الخطيب انه في حال تقويض دوره فإن الانتفاضة قد تفقد مدافعا مؤثرا عن النهج المعتدل. وفي فبراير شباط قال الخطيب انه مستعد للتفاوض مع اعضاء بعينهم داخل الحكومة السورية وهي الخطوة التي اصابت بالاحباط العديد من اعضاء الائتلاف. وقال هيتو يوم الثلاثاء انه لن يكون هناك أي تفاوض مع نظام الاسد. (إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)