يجتمع الكرادلة الاثنين في الفاتيكان للمشاركة في "الجمعيات" التي ستمهد لانعقاد المجمع المقدس لانتخاب بابا جديد، ولاجراء مناقشة صريحة حول طريقة ادارة الكنيسة. وفي مؤتمر صحافي قال الاب فيديريكو لومباردي ان الكاردينال انجيلو سودانو عميد مجمع الكرادلة اقترح "تحضير رسالة الى البابا الفخري وهو امر وافق عليه كافة الكرادلة". وانعقد اول اجتماع "في اجواء هادئة وبناءة". وتعهد الكرادلة على ابقاء مضمون لقاءاتهم سريا. وكان الكرادلة توافدوا منذ الصباح على "قاعة السينودوس" واتى البعض سيرا على الاقدام والبعض الاخر في حافلات مثل الوفد الاميركي برئاسة كاردينال نيويورك تيموثي دولان. وخلال الاجتماع الاول توالى 13 كردينالا على القاء كلمات في "مداخلات طويلة" تتعلق بتنظيم الايام المقبلة. ودعا الكاردينال انجيلو سودانو 209 من الكرادلة والاساقفة الناخبين الذين هم دون الثمانين من العمر والذين تجاوزوا هذه السن الى المشاركة في اعمال المجمع. وكان بعض الكرادلة اعتذروا عن الحضور بداعي المرض او التقدم في السن. ولن يعرف موعد انعقاد المجمع الا بعد حضور كافة الناخبين وعددهم 115. وبين الغائبين الكاردينال الاسكتلندي السابق كيث اوبراين الذي اقر الاحد بانه "لم يتصرف بشكل لائق" مع قساوسة شبان في كنيسته بعد ان قبل البابا بنديكتوس السادس عشر استقالته الاسبوع الماضي. وهذا الاعتراف يلقي الضوء على الممارسات داخل الكنيسة التي لا يحترم اعضاؤها دائما مبادىء العفة والطهارة. وسيتم توضيح هذه المسائل ومناقشة الملف الساخن للكرادلة المتهمين بحماية قساوسة تحرشوا باطفال. وكان البابا اقصى خلال حبريته التي دامت ثماني سنوات عشرات الاساقفة الذين لم يحترموا نذورهم. وهذه الاجتماعات ستسمح للكرادلة الذين اتوا من القارات الخمس ولا يعرفون بعضهم جيدا بالتعارف. وهو اول مجمع بالنسبة ل67 كاردينالا ناخبا. والاثنين او الثلاثاء ستتخذ تدابير ملموسة تمهيدا للمجمع العام في كنيسة سيستينا. على سبيل المثال سيعطى الضوء الاخضر لوضع المدخنة التي سيخرج منها الدخان الابيض الذي سينبىء بانتخاب البابا الجديد. بحسب مقابلات الكرادلة وخبراء قضايا الفاتيكان ستكون حكومة الكنيسة في صلب توضيحات يمكن ان تكون صريحة جدا. ولا ينظر الكرادلة الذين اتوا من الخارج بعين الرضا الى مشاكل الفاتيكان مثل تسريبات فاتيليكس وتكهنات حول احتمال وجود "لوبي من المثليين". ويؤكدون ان هذه الامور تشوه صورة كنيسة كانت محترمة وشجاعة وديناميكية. والبابا بنديكتوس السادس عشر الذي نال احتراما لرسالته الدينية وتماسكه يتعرض لانتقادات لانه فشل في اصلاح الحكومة المركزية للكنيسة. ولدى وصوله الى الفاتيكان رأى اسقف باريس المونسينيور اندريه فانتروا ان على البابا الجديد معالجة مشاكل الكنيسة. واضاف "اعتقد اننا سنبقى هنا الاسبوع كله وبضعة ايام من الاسبوع المقبل. سنأخذ الوقت اللازم لتحديد شخصية البابا الذي نحتاج اليه. اود ان يكون متعدد اللغات ورجل ايمان وحوار. يمكن ان يكون شابا لكن ليس بالضرورة. وعلى البابا الجديد مواجهة مشاكل الفاتيكان". ويقول الكاردينال الاسباني كارلوس اميغو فاييخو "فضيحة فاتيليكس احدثت ضجة كبيرة من دون سبب ومشاكل تنظيمية واخرى لتحسين البنى التحتية". واضاف "ان المسيحيين الافارقة لا يهتمون كثيرا للمشاكل الصغيرة لحياتنا الداخلية وتنظيمنا". وقد يكون هناك وجهتا نظر، وجهة نظر كرادلة الفاتيكان ووجهة نظر الكرادلة على الارض. ولانتخاب البابا المناسب الذي سيحافظ على التقاليد ويدير الكنيسة بقبضة من حديد، تبدو الخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات. والاسماء الاكثر تداولا هي الايطالي انجيلو سكولا والنمساوي كريستوف شونبورن والمجري بيتر اردو والاميركي شون اومالي والكيبيكي مارك ويليه والبرازيلي اوديلو شيرر والغاني بيتر توركسون والفيليبيني انطونيو تاغلي. وفرص اختيار بابا من الغرب اكبر من ان يأتي من الجنوب.