جدد الرئيس السوري بشار الاسد رفضه التنحي عن السلطة متمسكا فقط باستعداده للتحاور مع المعارضين "الذين يسلمون سلاحهم"، في حين قام رئيس الائتلاف السوري المعارض بزيارة لمنطقة ريف حلب التي تشهد معارك ضارية بين القوات المعارضة وتلك التابعة للنظام السوري. واعتبر الاسد في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية نشرت الاحد انه ليس صحيحا ان تنحيه عن السلطة يحل الازمة في البلاد كما يقول بعض المسؤولين الغربيين، وقال "لو كانت هذه المقولة صحيحة فمعنى ذلك ان رحيلي سيوقف القتال" مضيفا "من الواضح انه تفكير سخيف، والسوابق الاخرى الاخيرة في ليبيا واليمن ومصر تشهد على ذلك". واضاف الرئيس السوري "وحدهم السوريون يمكنهم ان يقولوا للرئيس ابق او ارحل، تعال او اذهب، ولا احد غيرهم". وجدد الاسد استعداده للتحاور مع المعارضين، وقال "نحن مستعدون للتفاوض مع اي كان، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم"، مضيفا "يمكننا بدء حوار مع المعارضة، لكن لا يمكننا اقامة حوار مع الارهابيين". وانتقد الرئيس السوري الدول الغربية، لا سيما بريطانيا التي اعلنت تأييدها رفع الحظر عن تسليح المعارضين السوريين. وعلق وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد على تصريحات الاسد، وقال في مقابلة مع تلفزيون "بي بي سي" ان "هذا الرجل يقود (...) مذبحة". واضاف "الاسد يعتقد، وتقول له الدائرة الضيقة المحيطة به، ان كل ما يحدث هو مؤامرة دولية، وليس ثورة وتمردا حقيقيين من شعبه". واشار الى ان المقابلة الصحافية مع الاسد "ستصنف على انها المقابلة الاكثر تضمنا لتوهمات يدلي بها رئيس دولة في هذا العصر". وفي خطوة لم يعلن عنها مسبقا زار رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب صباح الاحد مناطق في ريف حلب، وذلك للمرة الاولى منذ انتخابه رئيسا للائتلاف، بحسب ما ذكر مسؤول في المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات المعارضة. وقال المصدر رافضا كشف هويته "دخل احمد معاذ الخطيب سوريا للمرة الاولى منذ تعيينه وزار مدينتي منبج وجرابلس لبضع ساعات قبل ان يغادر" عائدا الى تركيا. وفي شريط فيديو بثته تنسيقية مدينة جرابلس على موقع "يوتيوب" على شبكة الانترنت، يمكن مشاهدة الخطيب وهو "يتجول في شوارع مدينة منبج"، بحسب ما يقول المصور. واوضح المصدر ان الزيارة احيطت بالكتمان "لاسباب امنية". وقال ان الخطيب "زار المنطقة ليطمئن الى احوال الناس، ويناقش اوضاعهم المعيشية". واوضح المسؤول في المجلس الوطني ان "الناس في المناطق المحررة يعيشون في ظروف صعبة، وزيارة الخطيب تندرج في اطار الجهود المبذولة لتحسين اوضاعهم". في الموصل اعلن متحدث عسكري عراقي مقتل جندي عراقي واصابة ثلاثة اشخاص بينهم جندي بجروح السبت جراء الاشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين عند منفذ اليعربي بين سوريا والعراق. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري لوكالة فرانس برس ان "جنديا عراقيا توفي واصيب جندي اخر ومدنيان بجروح جراء الاشتباكات عند منفذ اليعربية في داخل سوريا". واضاف ان "القوات العراقية التي اصابتها النيران كانت تتمركز على بعد نحو 600 متر من نقطة المعبر الحدودي" الواقع في شمال غرب العراق في محافظة نينوى. في الرياض اعلن وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة امام المجلس الوزاري الخليجي في دورته العادية ان "الازمة السورية تحولت الى ما يشبه الكارثة عبر اعمال القتل العنيف غير المبرر للشعب السوري" موجها انتقادات ازاء "عدم تحرك المجتمع الدولي الجاد والسريع" في هذا الشأن. وافاد مدير عام شركة المطاحن في سوريا ابو زيد كاتبي ان ايران ترسل يوميا ما بين 500 و800 طن من الطحين الى سوريا. وقال كاتبي لصحيفة الوطن السورية الصادرة الاحد ان "الايرانيين قاموا مؤخرا بزيادة عدد الشحنات المتفق على ارسالها الى الجانب السوري"، لافتا الى ان الطحين الايراني يصل بحرا وبرا. ميدانيا، قتل حوالى مئتي عنصر من قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معركة استمرت ثمانية ايام في بلدة خان العسل في ريف حلب (شمال) وانتهت بسيطرة مسلحي المعارضة "بشكل شبه كامل" الاحد على مدرسة الشرطة في البلدة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واكد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان مسلحي المعارضة استولوا على المدرسة. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "بين القتلى 120 عنصرا على الاقل من قوات النظام". واشار الى ان المدرسة تمتد على مساحة كبيرة جدا تتعدى ثمانية هكتارات، وان مسلحي المعارضة سيطروا على المباني الرئيسية، ويواصلون "تمشيط المدرسة حيث لا تزال تسمع طلقات نارية". واضاف "بذلك، يكون النظام خسر اهم معاقله في ريف حلب الغربي". في محافظة درعا (جنوب)، افاد المرصد عن سيطرة مقاتلين معارضين على مركز سرية مدفعية في قرية جملة الواقعة على الحدود مع الجولان السوري المحتل من اسرائيل، اثر معارك قتل فيها 11 مقاتلا معارضا. واشار المرصد الى اقدام المقاتلين الذين استولوا على السرية على "اعدام" قائدها وهو برتبة رائد باطلاق النار على رأسه. كما "اعدم" مقاتلون آخرون بالطريقة نفسها، بحسب المرصد، ضابطا برتبة نقيب "بعد اسره من على حاجز" استولوا عليه في قرية معرية الحدودية ايضا مع الجولان ومع الاردن والقريبة من السرية. وتستمر الاشتباكات في القرية التي تعرضت لقصف قتل فيه ستة اشخاص من عائلة واحدة. في محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد وناشطون عن اشتباكات عنيفة مستمرة منذ الفجر بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بعض احياء المدينة وبعض مناطق الريف. واشار المرصد الى "هجوم تنفذه القوات النظامية على حي الخالدية واحياء حمص القديمة". وقتل 15 مقاتلا معارضا، بحسب المرصد، في محافظة اللاذقية (غرب)، في اشتباكات مع القوات النظامية في قرى جبل التركمان. وهي المرة الاولى التي تدور فيها معارك بهذه الحدة في هذه المنطقة من سوريا. وقال المرصد ان القوات النظامية تحاول اقتحام "نقاط تمركز لمقاتلي الكتائب في المنطقة". وذكر مصدر عسكري من جهته لوكالة فرانس برس ان القوات النظامية "تمكنت من السيطرة على ثماني قرى صغيرة في المنطقة بينها قرية بيت عوان حيث يوجد مركز كبير ل+الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا+، التي تضم عددا من الكتائب والالوية الاسلامية المقاتلة ضد النظام في سوريا. في دمشق، سقطت ثلاث قذائف هاون الاحد في محيط مبنى الاركان العامة الذي تعرض قبل اكثر من اسبوعين لاطلاق قذيفتي هاون. وقتل 183 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاحد، هم 84 جنديا و75 مقاتلا من المعارضة و24 مدنيا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء البلاد. واصدر الائتلاف السوري المعارض بيانا الاحد "نبه فيه المجتمع الدولي ومؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان من مغبة ترك الحملات العسكرية تستمر دون العمل على إيقافها بالضغط على النظام وحلفائه، خصوصا بعد دعواتهم العديدة للحلول السياسية والحوار حتى مع الأطراف المسلحة، والتي تتناقض مع ممارسات نظام الأسد على أرض الواقع".