طلبت الولاياتالمتحدة من الخرطوم بدء مفاوضات "بدون شروط" مع المتمردين في جنوب كردفان والنيل الازرق، وذلك قبل لقاء الجمعة بين رئيسي السودان وجنوب السودان في اديس ابابا. وكان مفوض السلم والامن لدى الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة اعلن لوكالة فرانس برس عن هذا اللقاء على هامش اجتمعا لمجلس الامن في الاتحاد الافريقي، موضحا انهما "سيعقدان ايضا اجتماعا ثنائيا او مع" لجنة الوساطة التابعة للاتحاد. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس انه على الخرطوم التفاوض مع متمردي ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق في اطار سعيه الى "امن حقيقي". وقال دبلوماسين ان ممثلين عن الحركة الشعبية لحرير السودان-شمال زاروا واشنطنونيويورك الاسبوع الماضي والتقوا مسؤولين اميركيين وبريطانيين في الاممالمتحدة. وحملت رايس التي كانت تتحدث في ختام نقاش في مجلس الامن الدولي حول السودان، على الخرطوم لاخفاقها في التوصل الى اتفاق مع الجنوب من اجل حل النزاع على عائدات النفط والخلاف على منطقة ابيي. وقالت رايس ان "الامن الحقيقي لن يأتي ما لم يعزز السودان تعاونه مع جنوب السودان ويعالج النزاع في المنطقتين (جنوب كردوفان والنيل الازرق) عن طريق حوار غير مشروط مع الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال". واتهمت رايس الحكومة السودانية بعرقلة تطبيق اتفاقات ترسيم الحدود وتقاسم الموارد الموقعة مع جنوب السودان في ايلول/سبتمبر. وقالت ان "رفض السودان تطبيق اتفاقات 27 ايلول/سبتمبر امر غير مثمر لانه يعرقل الاجراءات التي تضمن امن الحدود ويحرم الدولتين من عائدات نفطية هما بحاجة لها". وولايتا جنوب كردفان والنيل الازرق الواقعتان بين دارفور وجنوب السودان، من المناطق غير المستقرة في السودان. واثارت معارك عنيفة في ايار/مايو 2008 في مدينة ابيي مخاوف من تجدد الحرب الاهلية بين شمال وجنوب السودان التي اسفرت عن 1,5 مليون قتيل بين 1983 و2005. وتقول الاممالمتحدة ان حوالى 700 الف شخص مهددون بالمجاعة في هاتين المنطقتين بسبب المعارك ورفض الحكومة السودانية وصول المساعدات الانسانية اليهما. وقالت رايس ان "الامر الاساسي هو ان هناك دعما في المنطقة لوقف القتال وافساح المجال لوصول المساعدات الانسانية" الى جنوب كردفان والنيل الازرق. كما اشارت السفيرة الاميركية الى انه يجب على السودان ايضا رفع القيود المفروضة على دخول الاممالمتحدة الى دارفور، المنطقة الواقعة غرب البلاد والتي تشهد حربا اهلية اودت بحياة اكثر من 300 الف شخص حسب الاممالمتحدة. وتأتي هذه التصريحات بينما من المقرر ان يلتقي رئيسا السودان وجنوب السودان عمر البشير وسالفا كير الجمعة في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا لبحث الامور العالقة بين البلدين. وكان الرئيسان التقيا مطلع كانون الثاني/يناير في اديس ابابا. وقد تعهدا انذاك بتحديد جدول زمني لاستئناف تطبيق اتفاقات اساسية بين الطرفين مجمدة منذ توقيعها في ايلول/سبتمبر. وتنص هذه الاتفاقات خصوصا على استئناف انتاج النفط جنوب السودان المتوقف منذ سنة بسبب خلاف حول حقوق النقل. وادى توقف انتاج النفط الى اضرار لحقت باقتصادي البلدين. لكن الخلاف النفطي ليس سوى احد المواضيع الشائكة في العلاقات بين البلدين منذ تقسيم السودان ونيل جنوب السودان استقلاله في تموز/يوليو 2011. وسيكون على جوباوالخرطوم ايضا تسوية وضع رعايا كل من الدولتين الذين بقيوا على اراضي الدولة الاخرى، وتحديد ترسيم حدودهما المشتركة والاتفاق على مستقبل منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها. وقد التقى وفدا البلدين الاسبوع الماضي لكن بدون احراز تقدم في المفاوضات. لكن العمامرة عبر عن "تفاؤله" ازاء فرص احراز تقدم الجمعة. ونال جنوب السودان استقلاله بعد عقود من الحرب الاهلية. وانتهى النزاع في 2005 مع توقيع اتفاق سلام مهد الطريق امام تقسيم السودان. لكن الخلافات المستمرة بين البلدين تهدد حاليا السلام الهش.