اعلن مسؤولون عراقيون الثلاثاء ان حالة الرئيس جلال طالباني باتت مستقرة بعد اصابته بجلطة دماغية ادخل على اثرها الى مستشفى في بغداد حيث يخضع حاليا لعناية طبية مركزة. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في تصريح لوكالة فرانس برس ان حالة طالباني (79 عاما) "مستقرة وهو في العناية المركزة". كما اكد رئيس ديوان الرئاسة نصير العاني في مداخلة على تلفزيون "العراقية" الحكومي ان "وضع الرئيس مستقر (...) وهو قابل الى التقدم والتحسن الا انه سيبقى فترة اطول في هذه العناية (المركزة) كي نطمئن على صحته". وعن امكانية سفر طالباني الى الخارج لتلقي العلاج، قال العاني ان "هذا الامر يقرره الاطباء". وفي وقت سابق، اعلنت قناة "العراقية" الحكومية في خبر عاجل ان "الفريق الطبي يواصل مساعيه لتحقيق استقرار في الوضع الصحي للرئيس جلال طالباني بعد تعرضه لجلطة دماغية". وادخل الرئيس العراقي الى مستشفى مدينة الطب في بغداد مساء الاثنين اثر "طارىء صحي" واجريت له سلسلة من الفحوص المختبرية والشعاعية التي اظهرت ان الوضع الصحي الطارىء ناجم عن "تصلب في الشرايين"، وفقا لبيان رئاسي. وتابع البيان ان الفحوص والتحاليل اظهرت ان "وظائف الجسم اعتيادية". وفي بيان ثان، ذكرت الرئاسة العراقية ان طالباني "بذل خلال الاونة الاخيرة جهودا مكثفة بهدف تحقيق الوفاق والاستقرار في البلاد"، وان العارض الصحي الحالي الاخير سببه التعب والارهاق. ويعاني طالباني (79 عاما) منذ سنوات من مشاكل صحية، حيث اجريت له عملية جراحية للقلب في الولاياتالمتحدة في اب/اغسطس 2008، قبل ان ينقل بعد عام الى الاردن لتلقي العلاج جراء الارهاق والتعب. كما توجه خلال العام الحالي الى الولاياتالمتحدة واوروبا عدة مرات لاسباب طبية. وشغلت الحالة الصحية للرئيس العراقي الاوساط السياسية والاعلامية، وقد زاره في المستشفى، بحسب بيان رئاسي، رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب الرئيس خضير الخزاعي وسياسيون آخرون، اضافة الى قادة عسكريين. كما اتصل ممثلون عن المرجعيات الدينية في النجف، وبينهم آية الله العظمى السيد علي السيستاني، للاطمئنان على صحته. وجلال طالباني الملقب "مام جلال" اي "العم جلال" باللغة الكردية، هو اول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث. وانتخب طالباني رئيسا لمرحلة انتقالية في نيسان/ابريل 2005 واعيد انتخابه في نيسان/ابريل 2010 لولاية ثانية لاربع سنوات بعدما توافقت الكتل الكردية الفائزة بالانتخابات التشريعية آنذاك على ترشيحه. وفي العام ذاته، اعاد المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني انتخاب طالباني امينا عاما له للمرة الثالثة منذ اعلان انشاء الاتحاد عام 1975. وبعدما ركز في ولايته الاولى على التهدئة مع جارتي العراق سوريا وايران اللتين كانت تتهمهما الولاياتالمتحدة بدعم التمرد في العراق، عمل طالباني خلال ولايته الثانية على ابقاء الحوار مفتوحا بين الفرقاء السياسيين في ظل صراع مستمر على السلطة. ويؤدي طالباني مؤخرا دورا اساسيا في تقريب وجهات النظر بين الحكومة المركزية في بغداد وسلطات اقليم كردستان العراق لانهاء الازمة بينهما القائمة على خلفية تشكيل قوات حكومية لتتولى مسؤولية الامن في المناطق المتنازع عليها بين الجانبين. وفي هذا السياق، اعلن بيان نشر على موقع الرئاسة ان طالباني استقبل الاثنين رئيس الوزراء حيث جرى "التأكيد على ضرورة اعتماد التهدئة وعلى ان الحوار المبدئي الصريح والشفاف والعمل بروح الدستور والتوافقات والإتفاقات الوطنية هو الحل اللازم لجميع المشاكل". ويحاول الرئيس العراقي منذ الازمة السياسية التي اندلعت عشية الانسحاب الاميركي من البلاد قبل عام تماما، ان يجمع قادة البلاد ورؤوساء الاحزاب وغيرهم من السياسيين في مؤتمر وطني، الا انه لم ينجح في ذلك حتى الآن.