شنت قوات الامن الروسية الثلاثاء عمليات مداهمة واستجواب جديدة لمعارضين متهمين بانهم دبروا "ثورة" ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل "مسيرة للحرية" تنظم في 15 كانون الاول/ديسمبر في موسكو. وفي موسكو وصل المحققون الثلاثاء في الساعة 7,00 صباحا الى منزل يوري نابوتوفسكي الناشط في حركة سوليدارنوست المعارضة. واكد الاخير ذلك في اتصال هاتفي لاذاعة صدى موسكو قبل ان ينقطع الاتصال. واوضح ان السبب كان انه على علاقة مفترضة بليونيد رافوجاييف وقسطنطين ليبيديف الناشطين المعتقلين منذ تشرين الاول/اكتوبر بتهمة "التحضير لتنظيم مسيرات حاشدة" وزعيم الجبهة الشعبية سيرغي اودلتسوف الذي وجهت اليه التهم نفسها. وذكرت لجنة التحقيق، هيئة التحقيق الرئيسية الخاضعة لسلطة الكرملين حصريا، انها داهمت ايضا منزلي الناشطتين تايسيا الكسندروفا وانا كورنيلوفا واستجوبتهما بصفة شاهد في ملف "الاضطرابات والمسيرات الحاشدة". واكدت لجنة التحقيق لاحقا انها تملك ادلة تثبت بان المعارضة الروسية كانت تحيك هذه السنة "ثورة" على غرار الثورة المؤيدة للغرب التي شهدتها اوكرانيا وجورجيا مطلع العام الفين. وقالت اللجنة في بيان "تبين انه في ربيع 2012 نظمت رحلة الى ليتوانيا لمواطنين روس من مناطق مختلفة للمشاركة في منتديات حول الاستيلاء على السلطة مثل +ثورات الالوان+ التي وقعت في دول اخرى". وهذا يعني في روسيا "ثورة الورود" في جورجيا نهاية 2003 و"الثورة البرتقالية" في اوكرانيا نهاية 2004، وهما حركتان شعبيتان حملتا الى السلطة حكومتين مؤيدتين للغرب في هاتين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين. واطلقت الملاحقات في تشرين الاول/اكتوبر استنادا الى برنامج لقناة ان تي في الموالية للكرملين تضمن تسجيلا قيل انه صور بواسطة الكاميرا الخفية وظهر فيه اودلستوف يتباحث في هذا الموضوع مع البرلماني الجورجي غيفي ترغامدزي الممول المفترض للمشروع. واضاف البيان ان "التحقيق سمح بجمع وثائق اكدت تمويل ترغامدزي لنشاط اودلستوف ورافوجاييف وليبيديف غير المشروع لتنظيم تظاهرات حاشدة في اتحاد روسيا". وبحسب البيان "ضبطت خلال المداهمات في موسكو وثائق الكترونية تضمنت معلومات عن قلب النظام". وبعد استجوابه انتقد اودلتسوف التهم "المجانية" الموجهة اليه مؤكدا انه لا يعرف المتهمين الثلاثة الاخرين في هذا الملف. وقال "لم اذهب ابدا الى اي مكان معهم لكني اعرف انه تنظم في روسيا وفي الخارج بانتظام منتديات مختلفة خصوصا حول مراقبة سير الانتخابات والدفاع عن حقوق الانسان. وليس هناك اي امر غير شرعي في ذلك". ورأى ان المداهمات وعمليات الاستجواب ترمي الى "زيادة التوتر" مع اقتراب استحقاق "مسيرة الحرية" التي دعت اليها المعارضة في 15 من الجاري. واشارت وسائل الاعلام وناشطون الى مداهمات اخرى فجر الثلاثاء في نيجني نوفغورود (500 كلم شرق موسكو) في منزل ناشطين في حركة روسيا الاخرى للكاتب ادوارد ليمونوف، وايكاترينا زايتسيفا ويوري ستاروفيروف. وبحسب زايتسيفا تمت هذه المداهمات في اطار تحقيق حول اعمال العنف المفترضة ضد قوى الامن خلال يوم سبق تعبئة للمعارضة في 15 ايلول/سبتمبر. وفي حينها اظهر شريط فيديو عرض على الانترنت شرطيا روسيا يضرب ايكاترينا زايتسيفا بقوة على الرأس اثناء تدافع. وكانت الشابة فقدت وعيها لفترة وجيزة وتبين لاحقا انها اصيبت برضوض في الدماغ.