اعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس السبت في غزة التي يزورها للمرة الاولى رفضه "التنازل او التفريط باي شبر من فلسطين" التاريخية، متعهدا عدم الاعتراف باسرائيل. وقال مشعل في كلمة القاها خلال مهرجان جماهيري حاشد اقامته حركة حماس في الذكرى ال25 لانطلاقها في غزة "فلسطين من بحرها لنهرها شمالها لجنوبها ارضنا ووطننا لا تنازل ولا تفريط باي شبر او جزء منها، لا يمكن ان نعترف بشرعية احتلال اسرائيل لها، لا شرعية لاسرائيل مهما طال الزمن فلسطين لنا لا للصهاينة". واضاف مشعل وسط هتافات الحشد الضخم "فلسطين ستبقى عربية اسلامية انتماؤها عربي، فلسطين لنا لا لغيرنا، تحرير فلسطين كل فلسطين واجب وحق وهدف وغاية". وشدد مشعل ان "المقاومة المسلحة هي الطريق الصحيح لاستعادة الحقوق ومعها كل اشكال النضال السياسي والدبلوماسي والقانوني، ولكن لا قيمة لهذه الاشياء بدون مقاومة". لكنه في نفس الوقت اعتبر ان "المقاومة وسيلة وليس غاية" وتابع "اذا وجد العالم طريقا ليس فيه مقاومة ودم يعيد لنا فلسطينوالقدس وحق العودة وينهي الاحتلال الصهيوني البغيض فاهلا وسهلا" لكنه استدرك قائلا "جربناكم 64 عاما فلم تفعلوا شيئا فاذا ذهبنا الى المقاومة لا تلومونا". وخاطب العالم قائلا "لو وجدنا طريقا اخر ليس فيه حرب ومعركة لسلكناه ولكن التاريخ يقول لا نصر ولا تحرير بدون مقاومة وبدون معركة وبدون تضحية". وتابع مشعل "نحن سلطة واحدة ومرجعية واحدة ومرجعيتنا منظمة التحرير التي نريدها ان تتوحد" مشددا على ضرورة "جعل مشروع السلطة جزءا خادما للمشروع الفلسطيني المتمسك بالثوابت". واكد ان حركته مع "الشراكة نريد انتخابات ونريد شراكة وطنية بصرف النظر عن نتائج الانتخابات". وقال "التحرير اولا ثم الدولة، والدولة الحقيقية ثمرة التحرير وليست ثمرة المفاوضات". وابدى مشعل الذي استقبلته حشود كبيرة الجمعة في غزة الاستعداد "للتوافق السياسي فلسطينيا وعربيا على برامج سياسية مشتركة تكون برنامج القواسم المشتركة" مضيفا "نشتغل في مشروع واحد ينبغي الا يكون على حساب ثوابتنا في الارض والقدس وحق العودة والمقاومة ودون ان يعني تفريطا في شبر من ارضنا او اعترافا باسرائيل". وبعد ان دعا مشعل السلطة الفلسطينية الى "مراجعة" المسار السياسي "الذي استنزفنا وافشلته اسرائيل" اعتبر توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للامم المتحدة "خطوة صغيرة لكن جيدة نريدها ان تكون دعما للمصالحة الوطنية وخادما للمشروع الوطني"، قبل ان يضيف "المصالحة المصالحة، الوحدة الوحدة". وامل برعاية الرئيس المصري محمد مرسي "للوحدة الوطنية (الفلسطينية) قريبا". كما دعا مشعل الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع قادة عرب الدول العربية لدعم المقاومة ب"سلاحكم ومالكم ودعمكم السياسي والجماهيري". واعلن انه "آن الاوان لطي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية (...) من يظن الانقسام مصلحة مخطئ ...قادة حماس وابناؤها في الداخل والخارج يؤمنون بالوحدة والمصالحة. الانقسام كارثة وطنية. الانقسام فرض علينا من اللحظة التي رفض البعض انتخابات 2006 ومع ذلك عفا الله عما سلف، اليوم يوم النصر ويوم العزة". ولام مشعل انحياز المجتمع الدولي لاسرائيل. وفي اشارة الى نموذج صاروخ من طراز "ام 75" اطلقته حماس على القدس وتل ابيب في الحرب الاخيرة، ووضع على مسرح المهرجان، قال مشعل ان لهذا الصاروخ "دلالة رمزية ان السياسة تولد من رحم البندقية". وتعهد للاسرى في سجون اسرائيل انه "لن يطول الزمن حتى نخرجكم من وراء القضبان (...) والطريق الذي حرر بعض الاسرى هو ذات الطريق الذي سنحرر به الاسرى". وكانت اسرائيل افرجت عن 1027 اسيرا فلسطينيا من سجونها العام الماضي مقابل افراج حماس عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي اسر عام 2006 قرب حدود غزة. واكد مشعل "سننتقم لكل الدماء الزكية التي سفكها العدو". وبعد ان شدد على عدم التدخل في شؤون الغير، وفي اشارة ضمنية الى سوريا، قال "حماس لا تساوم على المبادئ ولا تفرط بالقيم بالتالي لا تؤيد سياسة اي دولة او اي نظام يخوض معركة دموية مع شعبه فنحن مع الشعوب". واغلقت سوريا مكاتب حماس بسبب تاييدها للمعارضة المسلحة التي تقاتل النظام السوري، بعد ان كانت مقرا للحركة لسنوات طويلة. ولوح مشعل عدة مرات باعلام فلسطين ومصر وليبيا وقطر. ويعتبر هذا المهرجان الاكبر لحماس في قطاع غزة. وقال مسؤول امني في حكومة حماس انه رغم هطول الامطار حضر "250 الف" شخص المهرجان الذي اقيم على ساحة "الكتيبة" غرب غزة وبحضور قادة من حركة فتح. من ناحيته اعتبر اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في كلمة قصيرة انه بزيارة مشعل ونائبه موسى ابو مرزوق لغزة "كسرنا حصارا سياسيا ووضعنا اقدام القيادة وملايين المشردين (في اشارة للاجئين) على طريق العودة لفلسطين". وتابع هنية "سنبدأ وضع استراتيجية فلسطينية عربية اسلامية من اجل تحقيق التحرير الشامل لكل ارضنا الفلسطينية وعودة شعبنا لوطنه". وفي كلمة خلال المهرجان اعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس انها استخدمت عشر قوتها العسكرية خلال الحرب الاخيرة، متوعدة بانها كانت تنوي زيادة هجماتها لو ان اسرائيل واصلت هجماتها على غزة. وشارك مئات من عناصر امن وشرطة حماس في حماية المهرجان، حيث اغلقوا كافة الطرقات المؤدية لموقع المهرجان امام السيارات.