دعا الرئيس المصري محمد مرسي مساء السبت القوى السياسية المعارضة وشباب الثورة إلى حوار مفتوح بمقر رئاسة الجمهورية السبت المقبل لحل الأزمة السياسية التي تشهدها مصر. وأكد مرسي في خطاب أذاعه التلفزيون المصري أن ان خطط تنظيم الاستفتاء المقرر في 15 ديسمبر / كانون الأول ستمضي كما هو مقرر. وبينما دافع مرسي عن إصداره الاعلان الدستوري قال ان المادة الثانية التي تحصن قراراته من الطعن عليها لم يقصد بها أصلا أن تمنع القضاء من ممارسة حقه او تمنع المواطنين من الطعن على قرارات أو قوانين وقال مرسي خلال كلمته إن ثمة وقائع تمثل خطورة على الوطن دفعته لإصدار الإعلان الدستوري في الثاني والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني. وأشار مرسي إلى أن الاشتباكات التي وقعت بمحيط قصر الاتحادية بين معارضين وموالين له جاءت تحت ستار خلاف سياسي الأصل فيه أن يحل بالحوار . وأوضح مرسي أن قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من 80 متورطا في الأحداث، التي سقط فيها ستة قتلى وأكثر من 700 جريحا، بعضهم لديهم روابط بقوى سياسية. وأضاف الرئيس المصري في كلمته أن النيابة العامة ستعلن في نتائج التحقيقات عن المرتكبين والمحرضين والممولين سواء كانوا في الداخل أو الخارج، متهما مندسين بالاعتداء على المتظاهرين باستخدام أسلحة نارية. وأشار إلى أن النص في الإعلان تحصين الإعلانات الدستورية لم يقصد به منع القضاء من ممارسة حقه أو منع المواطنين من الطعن على القرارات. وتحدث مرسي عن اعتداء متظاهرين على سيارات الرئاسة أمام قصر الاتحادية الثلاثاء الماضي، وإصابة أحد موظفي الرئاسة بجروح بالغة جراء ذلك. في هذه الأثناء، قالت جماعة الاخوان المسلمين إن متظاهرين معارضين للرئيس محمد مرسي مساء الخميس المقر الرئيسي للجماعة في حي المقط في القاهرة. ونقلت وكالة فرانس برس عن محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الجماعة قوله إن نحو مئتين من البلطجية هاجموا المقر وحاول الامن منعهم لكن بعضهم نجحوا في دخوله من المدخل الخلفي حيث قاموا باعمال تخريب واضرموا النار . كما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن مقرا لحزب الحرية والعدالة في منطقة زهراء المعادي جنوبي القاهرة تعرض للحرق أيضا. وأضافت الوكالة أن متظاهرين اقتحموا مقرا آخر للحزب في حي الكيت كات بمحافظة الجيزة. وفي أول رد فعل على خطاب الرئيس، أعلنت حركة شباب 6 ابريل المعارضة رفضها دعوة مرسي إلى حوار وطني مؤكدة مشاركتها في مظاهرة حاشدة يوم الجمعة للمطالبة برحيله. وذكر بيان أصدرته الحركة التي شاركت في الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك تعلن حركة شباب 6 ابريل عن رفض دعوة الحوار التي دعا لها الدكتور مرسي يوم السبت القادم وتؤكد مشاركتها في مليونية الكارت الأحمر . وكانت جبهة الإنقاذ الوطني، التي تضم عددا من الأحزاب والحركات المدنية المصرية ومرشحي رئاسة سابقين، قد استبقت خطاب مرسي بإصدار بيان ترفض فيه الحوار مع الرئاسة وتطالب المجلس الأعلى للقضاء بتكليف قاض بإجراء تحقيق مستقل حول أحداث قصر الاتحادية. ونظمت بعض القوى السياسية ثلاث مسيرات باتجاه قصر الاتحادية احتجاجا على الاعتداء على المتظاهرين السلميين يوم الأربعاء، وللمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور. وشارك في المسيرات التحالف الشعبي، والاشتراكيون الثوريون، والجمعية الوطنية للتغيير، وشباب حزب الوفد، والدستور، والتيار الشعبي، والمصريين الأحرار، والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وحركة 6 إبريل. وكانت قوات الحرس الجمهوري قامت الخميس بإجلاء المتظاهرين ووسائل الإعلام من محيط القصر الرئاسي. وأعلنت وزارة الصحة والسكان أن إجمالى عدد المصابين فى الاشتباكات التى وقعت فى محيط قصر الاتحادية بلغ 697 مصابا، و5 وفيات. وأضافت أن هناك 4 مصابين فى التحرير، و5 فى السويس، ليصل إجمالى المصابين والمتوفين فى أحداث الأربعاء 693 مصابا فى القاهرةوالسويس. ولا توجد أى إصابات فى باقي المحافظات.